بعد صدور القرار 2401 عن مجلس الأمن مساء السبت 24 شباط، ورغم موجة من التشاؤم التي اجتاحت الأوساط المؤيدة لخطوة الجيش السوري في تحرير الغوطة، كان أول تعليق لمركز فيريل أنّ الهدنة لن تصمد، ويبدو أنه ليس هناك أصلاً هدنة بل ليس هناك قرار!!. هي انتصار لسوريا وروسيا في مجلس الأمن.
بعد كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل قليل؛ بأن وقف إطلاق النار في سوريا، الذي ينص عليه القرار رقم 2401، لا يشمل تنظيمات إرهابية مثل “النصرة” وشركائها “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، باتت الهدنة تشملُ فقط منظمة الخمير الحمر…
روسيا تُقاتلُ وليس فقط سوريا
الوزير لافروف وخلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين قال: (إنّ وقف العمليات القتالية لا يخص بأي شكل من الأشكال تلك العمليات التي تقوم بها الحكومة السورية “بدعم من روسيا”، ضد كافة التنظيمات الإرهابية، أي “داعش” و”جبهة النصرة” ومن “يتعاونون معهما”). الكلام واضحٌ، لكن لافروف يريدُ أن يَفهمَ “ضعيفو الإدراك” أيضاً، فيتابع: (هناك عدد من الجماعات، سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، تتعاون مع “جبهة النصرة” المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية… كلّ هؤلاء غير مشمولين بوقف إطلاق النار، وهم أهدافٌ شرعية لعمليات القوات المسلحة السورية وكل من يدعمون الجيش السوري). هل هناكَ أوضحُ من ذلك؟
المنظمات التالية غير مشمولة بوقف إطلاق النار: جبهة النصرة، داعش، أحرار الشام، فيلق الرحمن، جيش الإسلام، وكل منظمة تتحالفُ معها
الغوطة الشرقية كاملةً تحت النار ولا استثناء لجيش الإسلام، فالجيش السوري الذي استقدم الآلاف بكامل عتادهم، وروسيا وإيران اللتين وضعتا ثقلهما، هل سيثنيهم جميعاً عن تحرير الغوطة، فيديو تمثيلي فاشل عن قتلى مصريين، مأخوذ من “ساحة رابعة” في القاهرة؟
من بين التنظيمات المسلحة ليس هناك تنظيم معتدل، كافة المسلحين إرهابيون وسواسية أمام القرار 2401، والقرار كان مجردُ خديعة لحفظ ماء وجه الدول التي كانت وراءهُ؛ من الكويت “الشقيق” إلى السويد مروراً بفرنسا وبريطانيا، وصولاً إلى الولايات المتحدة، وكأن لسان حالهم كان يقول للروس: (كرمال الله مرقولنا هل القرار).
لافروف قبل ثوانٍ قال: (…هناك فرصة لنجاح القرار حول وقف إطلاق النار في سوريا.) لكن بشروط، ماهي: (التزام كافة الأطراف في سوريا وكل من يدعمونها من الخارج، وكل من يشرفون عليها، بمطالب مجلس الأمن الدولي بشأن الاتفاق على معايير محددة لوقف العمليات القتالية، وضمان هدنة مدتها 30 يوما على الأقل، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لسكان المناطق السورية التي تحتاج إليها)… إذاً ليس هناك هدنة…
البنتاغون وحسب ما أوردناهُ في مركز فيريل للدراسات، أخذ تهديداتِ المندوب السوري الدكتور بشار الجعفري على محمل الجد، فهي المرةُ الأولى التي يُقابلُ فيها مندوبٌ لدولة في مجلس الأمن، تهديدات أميركية بمثلها، ويردُّ الصاع صاعين وبالقانون، مستنداً للمادة 51 من ميثاق مجلس الأمن، الفصل السابع، شاهدوا الصورة.
أمام الغرب أمران:
-
أن يواصلَ تنديدهُ وشجبهُ لعمليات الجيش السوري، ويتفرج على الفيديوهات المسروقة من العراق ومصر واليمن، حول ضحايا أطفال الغوطة!!.
-
أن يستعينَ بمُخرجٍ جيد وكومبارس قدير، لإخراج فيلم قصير عن ضرب الشيفونية وما بعدها بالكيماوي، لكن لافروف فضح قبل قليل أصحاب القبعات البيضاء والمرصد السوري الذي يبثُ من لندن، وتمثيليات غاز الكلور… رغم ذلك قد يأتينا الكاوبوي ترامب بصواريخه… لكن هذه المرة لن تكون كسابقاتها، فصواريخ قاسيون تنتظر ومن حولها الـ Su57 التي تصول وتجولُ في سماء دمشق، ولم تكتشفها بعد رادارات الناتو… الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 26.02.2018