من خلال مراجعة بسيطة للتاريخ الحديث بعد الاسـتقلال، أحصيتُ التالي من أخبار حشد تركيا ومعها السعودية لجيشهما، وتهديدهما باحتـلال سوريا تحت ذرائـع مختلفـة:
ـ 1956، بعد تشكيل حلف بغداد من العراق، تركيا، إيران وباكستان عام 1955، أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وبسبب موقف سـوريا المسـاند لمصـر ضد العدوان، وموقف تركيا المؤيـد لبريطانيـا وفرنسا وإسـرائيل في شـن العدوان وإعـادة الإسـتعمار للشرق العربي، قامت تركيـا بحشـد جيشـها على الحدود مـع سـوريا.
ـ 1957، عقب الانقلاب الفاشـل في مصر، قامت تركيـا بحشد قواتها على الحدود الشمالية لسـوريا، والهدف دعـم الهجـوم الذي سـيشـنه العراق على سـوريا.
ـ 1958، تركيـا وبمسـاندة من شـاه إيـران ودعم من بريطانيـا، تسـتعد لغـزو سـوريا بسبب موقفهـا المعادي لحلف بغـداد.
ـ 1995، نصف مليـون جنـدي تركي يستعدون لاحتـلال سـوريا وتعلن الاستنفار العام في جيشها.
ـ 1998، الجيش التركي يهـدد باحتـلال دمشق خلال أربع وعشرين سـاعة، بسبب موقف سـوريا الداعم للأكراد.
ـ آب 2011، عقب البيان الختامي لدول الخليج العربي، السـعودية تهـدد باسـتخدام القوة ضد سـوريا، وفي نفس اليـوم وزير خارجية تركيـا يوجّه تحذيراً شديد اللهجة للقيادة السورية ويُلمح بالتدخـل العسـكري.
ـ حزيران 2012، تركيـا تنشر دفاعاتها الجوية على طول الحدود مع سوريا، وحشود عسكرية غير مسبوقة، عقب إسقاط السوريين لطائرة تركية شمال اللاذقية.
ـ كانون الثاني 2013، صواريخ باتريوت الألمانية والأميركية، وعشرات آلاف الجنود الأتراك على الحدود السورية ينتظرون ساعة الصفر.
ـ تموز 2013، تركيا تحشد جيشها على الحدود مع سـوريا، ودول الخليج العربي تُعلنُ حـالة التأهب القصوى.
ـ أيلول 2013، تركيا تحشد المزيد من قواتها اسـتعداداً للضربة العسكرية التي سـيوجهها الناتـو للجيش السوري خلال أيّــام.
ـ تموز 2015، التدخـل العسـكري التركي في سـوريا بات قاب قوسـين أو أدنى، بعد اشتداد المعارك حول حلب.
ـ كانون الثاني 2016، السـعودية ترسـل 150 ألف جندي ضمن تحالف إسلامي للتدخل في سـوريا عبر الحـدود التركيـة.
التعليق: كي تنجـح تركيا ومعها السعودية وبـاقي المرتزقــة من الـدويلات التي أعلنت استعدادها لإرسـال قـوات، هذه المرة بتدنيس التـراب السـوري ولأول مرة منذ انهيـار الخرافـة العثمانيـة، يجب أن:
ـ يمتلكا الشجاعة والغبـاء بآن واحـد على التدخل، مع دعم غير محدود من الناتو، شـرط أن تأتي الأوامـر من واشنطن.
ـ تقف روسـيا وإيران وحزب الله متفرجيـن لا يحركـون سـاكناً.
ـ تنتصر السعودية وأذنابـها في اليمـن وتخرج من مستنقعه سـالمةً.
ـ توافق المؤسـسـة العسكرية التركية على التدخـل، وهي المعارضة دومـاً لذلك.
ـ الأهـم أن يقف الجيش السـوري أيضاً في صفـوف المتفرجين حاملاً الورود للقاء الغـزاة من البـدو والعصملييـن.
أمّـا إن حـدث ذلك وغامـر الخِصيـة السُـود، فعندهـا لنـا حديثٌ أكثرُ شـجوناً.
لن أسـتشهد هنـا بهجـاء جرير للفرزدق، بـل بمـا قالـهُ المتنبـي للخصـي الأســود:
مَن علَّـم الأسودَ المَخْصِـيَّ مكرُمـة أَقَـومُــهُ الـبِـيـضُ أَمْ آبــاؤهُ الـصِـيـدُ
أم أُذْنُــه في يــدِ النّـخَّـاسِ دامِـيـةً أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلـسَـيْـنِ مَــردُودُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحـولَ البيـضَ عاجِــزَةٌ عَنِ الجَميـلِ فَكَيفَ الخِصيَـةُ الســودُ
ألقاكـم في حشــود عسـكرية أخـرى. الكاتب: د. جميل م. شاهين ـ برلين 08.02.2016