زلزال سوريا وتركيا 06 شباط 2023. الدكتور جميل م. شاهين. فيديو. مركز فيريل للدراسات. برلين.
مرّ أكثر من شهر على كارثة ألمت بسوريا وتركيا، نُشِر وقيلَ عنها الكثير الكثير. انتظرتُ هدوء العاصفة “المعلوماتية” وانقضاءَ تاريخ “تنبوءات العلماء”، والتي لم تصدق ولن… كي أجيبُ هنا على تساؤلاتٍ وردتنا وكانت الأكثر تداولاً بين الناس، متمنياً لكم الأمان والسلامة أولاً. نبدأ بشرح موجز عن الزلازل. شاهدوا الفيديو.
الزلازل ظاهرة طبيعية عمرها ملايين السنين
الزلزال: ظاهرة طبيعية تتضمنُ سلسلةَ اهتزازاتٍ ارتجاجية متتابعة لبضعِ ثوانٍ، تنتجُ عن تفريغِ تراكمِ الجهدِ الداخلي، والسبب الرئيسي هو حركة الصفائحِ الصخرية في القشرةِ الأرضية. كما قد ينشأُ الزلزال نتيجة نشاط بركاني، وهذا سبب متبادل، أو نتيجةَ انزلاق واسع في القشرة الأرضية. نقطة تفريغ الجهد المذكور سابقاً هي مركز الزلزال، وتتراجع الشدة كلما ابتعدنا عن المركز هذا.
ضمن علاقة متبادلة؛ تتسبب حركةُ الصفائح هذه بحدوث براكين، أو ينتجُ عنها هيجان للبحار وارتفاع الأمواج أو مايُسمى باليابانية Tsunami عندما تكون قريبة أو ضمن البحار العميقة فيتضاعف عدد الضحايا والأضرار.
هل حدثت زلازل مُدمّرة في الشرق الأوسط وسوريا؟
دونَ شك. الشرق الأوسط بشكل عام منطقة زلزالية، ونرى في مركز فيريل أنها ضمن أكثر عشر مناطق في العالم بعدد الزلازل وشدتها وأضرارها. وعندما نقول الشرق الأوسط، فهذا يشملُ تركيا وإيران طبعاً، وهي مناطق تهتزّ يومياً عشراتِ المرات.
السبب؛ وقوع المنطقة عند خطوط التقاءِ الصفائح والفوالق والصدوع، وهي الصفيحة الأوراسية شمالاً والأناضولية في الشمال الغربي والصفيحة العربية من الجنوب والإفريقية من الجنوب الغربي والغرب وصفيحة إيجة من الشمال الغربي أيضاً. شاهدوا الفيديو والصور المرافقة لهذا البحث.
هذه الصفائح بحركة دائمة، تتجمع الجهود الكامنة ليتم تفريغها في نقطة واحدة أو عدة نقاط. الفترة الفاصلة غير معروفة رغم تقديرات غير دقيقة تتحدث عن 200 عام. لهذا كلّه؛ هناك يومياً، يومياً عشرات الهزات الأرضية في المنطقة وزلزال أعلى من 4 درجات أسبوعياً.
هل يمكن أن يحدث تسونامي بعد زلازل الشرق الأوسط وسوريا؟
حدوث تسونامي في المنطقة أمر نادر، إلا في حالة حدوث الزلزال ضمنَ مياه البحر الأبيض المتوسط خاصة. رغمَ أنّ الأمر نادرٌ، لكنه حدث. متى؟
في زلزال سوريا الكبير عام 1202، والذي صُنّفَ كأسوأ كارثة طبيعية نتج عنها ضحايا، بسبب انهيار المنازل وحدوث تسونامي تالي أثّر على المدن الساحلية في الساحل السوري كاملاً. المقصود هنا بتصنيفها أسوأ كارثة طبيعية ليس بعدد ضحايا الزلزال، بل بعدد الضحايا نتيجة الزلزال على مدى شهور تالية.
كم عدد ضحايا زلزال 1202وكيف؟ ضحايا الزلزال والأصح سلسلة الزلازل المتتالية كان بتقدير قريب بين 30 و 35 ألفاً، المأساة كانت بالمجاعة والأمراض التالية. لهذا نُننبّهُ في مركز فيريل للدراسات؛ زلزال شباط 2023 كان قوياً وعدد الضحايا كبير، لهم الرحمة جميعاً. الانتباه للأحياء منهم وعدم تكرار ما جرى قبلَ أكثر من 800 عام. زلزال سوريا الكبير يحتاج لوحده لبحث شامل رغمَ أنّ إهمال الحديث عنهُ مقصود لأنه يُشكلُ “خطأً” كبيراً لأصحاب الشأن حينها…
ما هي المناطق الخطيرة في سوريا والشرق الأوسط؟
الخطورة تأتي أولاً من مكان تواجد الإنسان لحظة وقوع الزلزال أو الكوارث بشكل عام، وهذا يختلفُ بشدة حسب نوع الكارثة الطبيعية، مثلاً: أقل نسبة خطورة في حالة الزلازل تكون في الأماكن المكشوفة، وعلى العكس تماماً في حالة الأعاصير. أمّا أخطر المناطق والمدن في سوريا بالنسبة للزلازل تحديداً، فهذا تُجيبُ عليه الخارطة المرفقة.
معلومة سريعة: هناكَ نقطةُ التقاءٍ رئيسية للصفائح التكتونية، تقعُ شمال شرق لواء إسكندرون حيث كان مركزُ زلزال شباط، لهذا حدوث زلازل هناك أمرٌ لن يكونَ مفاجئاً.
ما هي أخطر دولة في العالم؟
واحدٌ من أكثر الأسئلة غرابة، بسبب ما تمّ “إشاعتهُ” بين الناس عن كون أخطر منطقة على سطح الكرة الأرضية هي الشرق الأوسط! وبعضهم أرسل يقول هي الأردن وآخر لبنان وثالث مصر، فما هي الحقيقة؟
في آخر تقرير صادر عن Institute for Environment and Human Security (EHS) والأمم المتحدة Bündnis Entwicklung hilft (BEH)، ويتضمن لائحة بترتيب خطورة الدول من WorldRiskIndex (WRI)، الجدول يُرتّب الدول من ناحية مخاطر الكوارث الطبيعية، مع الأخذ بعين الاعتبار حالة الدولة الاقتصادية وقدراتها على الوقاية والمساعدة والنجدة. الكوارث هي: الزلازل والبراكين والعواصف والفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر … تمت دراسة أكثر من 185 دولة، اعتماداً على 28 مؤشر ، والنتيجة كانت أنّ أخطر الدول هي الفلبين ثم الهند فأندونيسيا و
لم يرد اسم سوريا بين الدول العشر الأخطر، بل جاءت بالمرتبة 42 عالمياً وبعد أكبر وأكثر دول العالم تطوراً مثل اليابان والولايات المتحدة والصين وروسيا ونيوزيلندا وكندا، وحتى عربياً لم تكن الأخطر. هذا الموضوع سنفردُ له بحثاً خاصاً قريباً.
هل يمكن أن تقضي الزلازل أو الكوارث على الحياة؟
سؤال واسع الإجابة أختصرهُ بشقين؛ الأول بالنسبة للكوارث الطبيعية المعروفة، لم تؤدِ لانقراض الإنسان سواء القديم أو المنتصب منذ 300 ألف عام أو الحديث منذ 35 ألف عام. فالحياة استمرت في اليابان وأندونيسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وغربي أميركا الجنوبية، رغم آلاف الزلازل والبراكين والأعاصير. هذا بعيداً عن التغيير المناخي الحاصل والذي قد تكون نتائجهُ أسوأ من كافة الزلازل ويتحمّلُ النشاط البشري مسؤولية كبيرة بحدوثه، أيضاً سنفردُ له بحثاً وافياً.
الشق الثاني؛ هناك كوارث نسميها فوق الطبيعية، وهي أشدّ تأثيراً ودماراً، لكنها ولحسن الحظ تحدث على فترات بعيدة جداً مقارنةً بعمر الإنسان، كما حصلَ في نهاية العصر الطباشيري قبل 66 مليون سنة، عندما اصطدم كويكب كبير الحجم بالكرة الأرضية، في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، وأدى لموت أكثر من 70% من الكائنات.
لماذا تنتشرُ الإشاعات والأكاذيب بعد الكوارث؟
مع حدوث الزلازل والكوارث تكثرُ الأخبار الكاذبة وتنتشرُ قصصٌ خيالية. وبسبب الحالة النفسية السيئة، يُصدّقُ الناس كلّ ما يُقال. لكلٍّ هدفهُ وغاياته، تبدأ من مرض حبّ لفت الانتباه وجمع اللايكات، لتصلَ إلى أهداف مادية وتجارية، أو التغطية وحرف الانتباه عن خطأ ما، وأخيراً تكون الأهداف أكثر خبثاً، وهذا سأناقشهُ معكم بالتسلسل.
من وجهة نظر مركز فيريل للدراسات، وبعد استشارة أخصائيين ألمان وسوريين في علوم المناخ والجيولوجيا نُبيّن لكم الحقائق التالية
الزلازل ليست عقوبة إلهية
الزلازل ليست عقوبة إلهية… لأن الله محبة. ولا توجد دولة أو منطقة محروسة أو منيعة على الكوارث لسبب ديني أو عقائدي. مناسبة الحديث هنا أنّه يتمُّ تلقين الطلاب في عدة دول في الشرق الأوسط أنّ هذه البلاد محروسة ولا تقعُ فيها كوارث طبيعية.
لماذا هوّلت وسائلُ الإعلام من حجم الكارثة؟
تهويل وسائل الإعلام، ومراكز الرصد التركية تحديداً، لحجم الكارثة، لهُ أسبابه الداخلية أولاً، وانتخابات أيار وحزيران القادم تُجيبنا عن السبب. للردّ على أكاذيب الإعلام التركي وغيرهِ نقول: القشرة الأرضية لم تتحرّك 7 أمتار ، وبالتأكيد لم تتحرّك تركيا غرباً، لأنه لو حصل ذلك لما بقيَ حجر فوق حجر. والذي تحرّك هو منطقة تُقاس بالأمتار المربعة فقط.
زلزالُ 06 شباطَ كان قوياً مُدمّراً، لكنه بالتأكيد ليس أسوأ كارثة شهدها العالم أو المنطقة ولا الأقوى أو الأعنف، عشراتٌ من الزلازل التي شهدها الشرق الأوسط أشد قوة وأكثر تدميراً؛ في حلب وبيروت والجليل وصفد واستنبول وإزميت وأرزيخان وبام وأردابيل ومانجيل، والأسماء كثيرة.
الصحيح هو أنّ الأبنية في تركيا وسوريا والمنطقة كافة، ليست مطابقة لمواصفات الكود الزلزالي بسبب الفساد بمنح تراخيص البناء من الطرفين؛ الحكومي والخاصّ المُنفّذ للبناء، أي أنّ
حكومات الشرق الأوسط دون استثناء مسؤولة عن أرواح 50% من ضحايا الزلازل على الأقل
كافة قصص الخيال والساحرة الشريرة؛ عن المذنب الأزرق والتفجير النووي وبرنامج هارب والزلزال صناعة بشرية وسحب السفراء وتنبوءات “العباقرة” وتراجع مياه البحر والقنبلة النووية والماسونية ومؤامرة الدولة الفلانية… كلّها غير صحيحة وليست مبنية على أيّ أساس علمي.
هل تراجعت مياه البحر الأبيض المتوسط بسبب الزلزال؟
الجواب العلمي يقول: تحدث شقوق في القشرة الأرضية نتيجة الزلازل، قد تتسرّب عبرها المياه إذا حدث هذا في البحر، الكمية المُتسربة صغيرة جداً بالمقارنة بتلك البحار أو المحيطات، ولا تؤدي لانخفاض مستوى البحر بشكل ملحوظ.
للحكم على إشاعة أو خبر بأنه صحيح أو كاذب، لن أطلبَ منكم إجراء محاكمة عقلية وعلمية وعملية وحتى نظرية. ببساطة وفي مثال تراجع المياه بسبب الزلزال، أول ما يخطر لنا هو: كيف ولماذا تراجعت المياه؟ يُجيبنا صاحب الخبر “العالِم الجيولوجي”: بسبب دخولها في الشقوق. نتابعُ سؤاله: وماذا عن الزلازل التي تحدثُ تحت مياه البحار أو قربها؟ بماذا سيجيب هذا العالِم؟
في أخطر منطقة زلزالية حول العالم، وهي حزام النار The Ring of Fire، طولها 40 ألف كم وعرضها 500 كم، تحدثُ معظم الزلازل تحت مياه المحيط الهادئ أو قربه، ومنذ ملايين السنين، وبمعدل حالي يُقارب 40 هزّة يومياً أشد من 4 درجات، واليوم 14.03.2023 حدثت 48 هزة أرضية أشد من 4 درجات، وصلت إحداها إلى 6,3 درجة في مياه المحيط شرقي غوايانا الجديدة، فهل اختفت مياه المحيط؟
مياه المتوسط تراجعت عدة مرات من قبل دون حدوث زلازل، للتأكيد؛ بتاريخ قريب تذكرونه دون شك، 26 شباط 2021 انخفض منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط. الانخفاض الأوضح كان في مدينة البندقية و وصل إلى 48,26 سنتم. السبب؟ تراجع عملية المد والجزر مما أدى إلى جفاف قنوات البندقية
قبل شهرين من ذاك التاريخ، أي في كانون الأول 2021، حدث العكس؛ فاضت القنوات بسبب غزارة الأمطار وارتفع منسوب مياه البحر. عِلماً أنّ موعد ما يُسمى بالمدّ العالي high water، كان في شباط، لكن العكس حصلَ ولم يكن هناك زلزال أو بركان. العلماء الإيطاليّون نسبوا لتغيّر المناخ climate change، السببَ والصورة تُظهر انخفاض مستوى المياه في acqua bassa.
برنامج هارب والزلازل
نشرنا عن برامج السيطرة على المناخ بحثاً واسعاً منذ سنوات طويلة، وقلنا أنّه نظرياً… نُكرّرُ؛ نظرياً، يمكنُ إحداثُ زلزال صناعي بتسليط تذبذباتٍ كهروميكانيكية، لكنّ الأمر معقّد علمياً وعملياً ويمكن كشفهُ بسهولة. راجعوا البحث.
الذي سبّبَ الزلزال قنبلة نووية!!
بنفس السياق تحدث كثيرون عن هذا الأمر وكانوا متأكدين ومعهم الدليل. الدليل وميض حدث قبل الزلزال بثوانٍ. كيف وضعوا القنبلة ومَن قام بالتفجير؟ أميركا. روسيا. الصين… كلٌّ حسب “علومه” وعبقريته.
عِلمياً؛ كل تفجير نووي، يُسبب هزّة أرضية، والقنبلة النووية يمكن أيضاً أن تُحدثَ زلزالاً شدته تتبعُ قوتها، هذا إن وُضعتْ في نقطة تمركز الجهد الزلزالي الأعظمي. السؤال هنا: على فرض استطاعَ الكفّار، أعداء العرب والأتراك، تحديد المركز والتوقيت، كيف سيضعون القنبلة النووية دون أن يتم كشفهم؟ وماذا عن عدد الضحايا بالإشعاع؟ ماذا عن الوميض الذي يُسبب العمى لمسافة 100 كم وتكسّرَ النوافذ في بلغاريا مثلاً؟ كي نعرف ماذا تعني قنابل نووية بقدرة تدميرية حديثة، سننشر لكم في مركز فيريل بحثاً مع فيديو بهذا الخصوص.
ماذا لو فجّرت روسيا قنبلة إيفان الكبير ، بنصف قوتها فقط، في مركز زلزال 06 شباط 2023؟
الوميض القوي الذي انبعثَ هو برق الزلازل
أمرٌ آخر نكشفهُ لكم؛ الوميض القوي الذي انبعثَ هو برق الزلازل، وتمّ وصفهُ عام 1811 في زلزال ميسوري بالولايات المتحدة. ويحدثُ أحياناً قبل الزلزال لهذا تمّ اعتمادهُ كعلامة إنذار مُبكر. السبب احتكاك الصخور بقوة يولّد شحنات. التفسير البسيط: احتكاك حجرين “صوّان” يولّد شرارة ويُشعلُ النيران، ألم يحدث هذا معكم؟
ماذا عن التنبؤ بالزلازل وهذا العالِم وتلكَ الفلكية؟
كذِبَ المُنجّمون ولو صدقوا
كذِبَ المُنجّمون ولو صدقوا، فكيف وقد كذبوا عشرات المرات والصدفة أنهم صدقوا مرة واحدة؟ والناس تركت عشرات المرات، وتمسكت بالمرة الواحدة. ليس غريباً، فالكثير تطبّعوا بطابع “عشق المآسي”، والخبر السيء يُصدقونه ويجرون وراءهُ مهما كان خيالياً، أكثر من أيّ خبر صادق علمي قد يُعطي نوعاً من التفاؤل.
لاحظتم أننا تأخرنا في هذا البحث من مركز فيريل، لماذا؟ انتظرنا تأكيد بعض المعلومات ومعها انتظرنا “نبوءات” حدوث زلزال كبير مدمر، وكل أسبوع يتم تغيير الموعد. والنتيجة؟
التنبؤ بالزلازل عِلمياً… عِلمياً؛ بتحديد مكانها وتوقيتها بدقة، أمرٌ غير ممكن حالياً. هناك بعض المؤشرات والدلائل على “احتمال” حدوث زلزال في منطقة تمتدُ من عشرات إلى مئات الكيلومترات، منها:
هل تشعرُ الحيوانات بالزلازل والكوارث قبل حدوثها؟
لم يصل العلماء لتفسير هذه الظاهرة بدقة، لكنها جديرة بالاهتمام. المؤكد أنّ الحيوانات المختلفة وقبلَ حدوث الكوارث الطبيعية، أظهرت سلوكاً مضطرباً في 90% من الحالات، مقابلَ 10% فقط بقي فيها السلوك الحيواني طبيعياً.
في التاريخ القريب؛ زلزال عنيف جداً 26 كانون الأول 2004، 9,3 درجة على مقياس ريختر، المركز شمال غرب جزيرة سومطرة في مياه المحيط، تلاهُ مباشرةً تسونامي بأمواج وصلت حتى 30 متراً، ضربَ 21 دولة، كان نصيبُ أندونيسيا هو الأكبر . طبعاً لم تتراجع مياه المحيط الهندي. حديثنا هنا عن الحيوانات وإحساسها بالكوارث… لوحظ أنّ الحيوانات ركضت باتجاه المناطق المرتفعة، بينما هجرت الطيور أعشاشها القريبة من المياه، قبل وصول موجات المدّ التي قتلت مئات الآلاف من البشر الذين لم تُنذرهم الوسائل الحديثة. في تايلاند؛ قطعانٌ من الماشية معظمها من الأبقار والجواميس المحلية، بدأت بالركض نحو التلال المجاورة.
سلوك الحيوانات هذا وُصِفَ من قِبَل مؤرخي اليونان والرومان قبل مئات السنين، ومنذُ بداية القرن الحالي بدأ اعتماده رسمياً كتحذير مسبق بحدوث كارثة طبيعية ما.
التحذير هذا أفضلُ من أيّ جهاز إلكتروني لأنه يُنذرُ بوقوع الكارثة قبلَ عشرين ساعة، كما أنّ الاضطراب يزداد كلما اقتربنا من المركز، وهذا ينطبقُ على تسونامي والبراكين والزلازل والأعاصير.
هل هناك زلزال قادم في الشرق الأوسط؟
أكثرُ الأسئلة تداولاً لكنكم لن تجدوا إجابة لهذا السؤال لدى أهل الاختصاص، بل ستجدونه لدى المنجمين وغيرهم…
الوضع الجيولوجي في الشرق الأوسط، شبيهٌ بباقي الأوضاع… معقّدٌ جداً لكنه قابل للحلّ، وحدوث زلزال آخر أمرٌ وارد دائماً، لأنّ الصفائحَ في حركة دائمة وتجمّع الجهود الكامنة سيتبعهُ تفريغ.
تنبوءات كثيرة صدرت منذ عام 1994 تحدثت عن زلزال مدمر قريب في فالق البحر الميت. سبق ونشرنا عن ذلك قبل ستّ سنوات، فهل حدث زلزال البحر الميت الذي قالوا عنه؟
مدينة استنبول من أخطر المدن في العالم، توقعات بحدوث زلزال فيها منذ أيار 2016، ثم تقرير الخبراء الأتراك للزلازل في آب 2018، حيث حذّر مكتب اتحاد المهندسين المعماريين الأتراك من أنّ تركيا غير مستعدة لأيّ زلزال قادم، قائلاً: حياة عشرات الآلاف من سكان استنبول في خطر. فهل حدث ذاك الزلزال؟ قد يحدث في أية لحظة، ليبقى السؤال الأهم: هل قامت الدولة بالاستعداد لتلك الكارثة؟ هل تمّ البناء على أساس الكود الزلزالي؟
كافة المعلومات الجيولوجية التي وردت معروفةٌ منذ عشراتِ السنين، رغم ذلك لم تُصمّم المباني المقاومة للزلازل، ولم تُفتتحْ مراكز أبحاثٍ أوهيئات طوارئ خاصّة… في كافة دول المنطقة. معظم السدود أنشئت قرب الصدوع الزلزالية وتحت عيون الدول الكبرى، وبقروض مُيسرة من البنك الدولي، وهذه جريمة من أكثر من جانب.
همّ الحكومات والمسؤولين الأول الوصول للكرسي، ثم كيفية الالتصاق به، أمّا المواطن فخُلِقَ ليشقى ويعمل من أجل رخاءِ أصحاب المعالي والسلطان والكراسي. يتمنى مركز فيريل للدراسات لمتابعيه السلامة والأمان، والتروي لدى سماعِ أية أخبار أو إشاعات والتحقق من صحتها. يمكنكم طرح أسئلة لم ترد هنا على صفحتنا على الفيس بوك أو تويتر أو هنا على الويب سايت. مركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. 14.03.2023.