نرى أنّ عام 2018 سيكون “عام الأحداث الكبيرة”، نمر في الجزء الثاني بصورة سريعة على الأحداث المتوقعة لعام 2018، في منطقة الشرق الأوسط وسوريا، هي توقعات تستندُ لمعلومات وتحليلات خاصّة بالمركز، ولسنا في وارد التشاؤم أو التفاؤل لأنها واقع وليست أمنيات.
تركيا
أردوغان لن يُغيّر من سياسته التي ينهجها في تحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية، لكنه سيصطدم هذا العام 2018 بمحطات خطيرة، في سوريا والسودان وقطر.
- داخلياً لن يكون هناك جديد على علاقة الأكراد بالحكومة التركية، ضربات جوية لحزب العمال يقابلها تفجيرات انتقامية. لكن المعارضة التركية في طريقها نحو اكتساب شعبية أكبر، خاصة ميرال أكشنار المدعومة غربياً، لهذا سيتجه أردوغان نحو تحقيق نجاحات خارجية على حساب الدول العربية أولاً.
- صدام تركي مصري، سياسي واقتصادي قد يتطور لعسكري في السودان وإثيوبيا، بسبب التدخل التركي في البلدين.
- صراع تركي سعودي على زعامة العالم الإسلامي، والتدخل العسكري التركي لحماية تميم في قطر، سيكون تحت مراقبة دول الخليج.
- إدلب من المحطات الخطيرة التي سيلعبُ فيها أردوغان، محاولاً عرقلة تقدم الجيش السوري، ومُطالباً بمناطق محددة كي تبقى تحت سيطرة مسلحي المعارضة الموالين له، ومخططه المستقبلي: (ضم هذه المناطق لتركيا)، وهنا سيكون الخلاف مع دمشق وموسكو…
- أخطر ما ستواجه تركيا عام 2018 هو ملف الانفصاليين الأكراد في سوريا، حيث تتعارض المصالح الأميركية والأوروبية مع أنقرة، لهذا سيغرق أردوغان في حربه ضد الأكراد.
مصر
أمام مصر سنة عصيبة
- هناك محاولات لعودة مصر لقيادة الدول العربية لكنها تصطدم بمعوقات كثيرة.
- العمليات الإرهابية تضرب مصر بقوة في كافة مناطقها بما في ذلك سيناء.
- العين على الجيش المصري من كافة الدول، وتعزيز تعاونه مع موسكو لن يمر مجاناً.
- تحسن الاقتصاد المصري يتبع علاقتها بالسعودية والغرب.
- أخطر ما سيواجه مصر هو علاقتها بالسودان وإثيوبيا، والتدخل التركي في المنطقة ستكون عواقبهُ سيئة على علاقة القاهرة بالخرطوم، ويرى مركز فيريل أنّ احتمالات تطور نزاع عسكري بين السودان وإثيوبيا من جهة ومصر من جهة ثانية قائمة وبقوة.
السعودية والخليج
- تنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه محمد يجب أن يتم عام 2018، لينفرد الأخير بالحكم معرّضاً نفسهُ وحياته للانتقام من خصومه الذين لا يُحصون.
- عودة الاحتجاجات الشعبية في المناطق الشرقية بتغذية داخلية وخارجية، نتيجة تراكم العوامل الاقتصادية والسياسية التي تدفع نحو تأجيج الوضع.
- تراجع احتمالات اجتياح السعودية لقطر عسكرياً، مع بقاء محاولات الانقلاب على تميم أمير قطر .
- صدام السعودية مع إيران عسكرياً أمرٌ يتبعُ قرارات البيت الأبيض ووضع إدارة ترامب، والحرب الإعلامية لن تتوقف.
- هناك وحسب معلومات مركز فيريل إعادة إحياء المبادرة العربية بشروط إسرائيلية، وأول تطبيقاتها هو العلاقات الديبلوماسية العلنية مع تل أبيب، لهذا سيكون افتتاح قنصليات إسرائيلية في دول الخليج أمراً غير مفاجئ.
- تحدثنا سابقاً في مركز فيريل عن خطة سعودية إسرائيلية لضرب القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا ولبنان، الخطة مازالت قائمة، يمكنكم مراجعتها.
فلسطين وإسرائيل
- نقل السفارات إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل يسير بخطىً تصاعدية لكن بطيئة.
- حركة الاستيطان تجري وسط صمت عالمي، وتهويد ما تبقى من القدس يتم انجازهُ.
- حكومة نتنياهو تعاني سياسياً، والتحقيقات مع رئيس الوزراء قد تطيح بها.
- الانتفاضة الفلسطينية لا تلاقي أي دعم عربي أو إسلامي.
- السلطة الفلسطينية متأرجحة، ويبدو رحيلها بات ضرورياً ومطلباً من دول الخليج وإسرائيل أولاً، ليتم ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بما يتلاءم مع خطوة السعودية القادمة تجاه تل أبيب.
- مع استمرار انتهاك إسرائيل لحقوق التنقيب واستثمار البترول والغاز في شرقي المتوسط، يرى مركز فيريل أن هذا سيكون من أسباب الصدام (الخفية) مع لبنان ومصر وقطاع غزة.
- استعدادات الجيش الإسرائيلي لحرب مع حزب الله متصاعدة، ولكن تتحاشى تل أبيب حدوث ذلك، لهذا ستستمر بضرباتها الجوية المحدودة لأسلحة حزب الله “الافتراضية” في سوريا، بانتظار اكتمال خطة تدعمها السعودية وواشنطن، لشن هجوم واسع على القوات الإيرانية وقوات حزب الله في سوريا. بجميع الأحوال نرى أنّ أيّ حرب كبيرة في المنطقة تُشاركُ فيها إسرائيل ستؤدي لدمار شامل، تدفعُ تل أبيب الثمن الأكبر فيه.
- تعزيزات عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري، والبدء بمرحلة استيطانية تترافق مع بدء استثمار بترول وغاز الجولان، والمطالبة بالاعتراف به كأرض إسرائيلية…
الأردن
تبقى سياسته متأرجحة بين الرياض وأنقرة، تبعاً لحجم الدعم المادي الذي تقدمهُ السعودية أو قطر، لهذا سيكون يوماً في جناح العثمانيين ويوماً في جناح الوهابيين، وفي الحالتين سيتعرض لهجمات إرهابية و… “انقلابية” حسب الميل السياسي.
لبنان
لن يعرف الاستقرار السياسي أو الأمني. مخاطر الحوادث الأمنية دائمة، وانتهاكات الجيش الإسرائيلي متواصلة، لكن النشاط الاستخباراتي العالمي خاصة الأميركي، ستظهر نتائجهُ بشكل أوضح مع الاستمرار ببناء السفارة الأميركية “العملاقة”.
إيران
- المظاهرات في إيران لن تهدأ، وسيقوم أعداء طهران بتغذيتها وعلى رأسهم واشنطن، وتحويلها إلى معارضة مسلحة بما يشابه الطريقة السورية، السلطات الأمنية والسياسية الإيرانية بحاجة لدقة في التعامل معها، والانتقال لمرحلة الهجوم على المنبع المترافقة مع الاصلاحات، وليس فقط قمع المظاهرات.
- واشنطن ستقوم بتعديل الاتفاق النووي وسط معارضة أوروبية، لتعود مسألة التفتيش والعقوبات إلى واجهة الأحداث.
- الانتقال الإيراني لمرجلة الهجوم فيما قد تتطور إليه الأحداث، قد يشمل “أربيل وبغداد” حيث جرى التخطيط للتآمر على طهران، والأكراد يعودون لواجهة الأحداث من جديد شمال العراق وإيران.
- اشتباكات بين القوات الإيرانية في سوريا والجيش الإسرائيلي أو القوات الأميركية، احتمال وارد، وقد يتطور إن شاركت هذه القوات في عمليات الشمال السوري، أو ازدادت اقتراباً من الحدود السورية في الجولان السوري.
سوريا
نتحدث هنا، وتحديداً في سوريا، عن توقعات وليست أمنيات، فمن يريد أمنيات تدغدغ مساءَهُ، عليه بالمنجمين فقط، حيثُ سيسمع للسنة السابعة على التوالي عبارة (خلصت وفشلت).
الحرب في سوريا وبناءً على ما يجري على الأرض وما يُخطط له في عواصم القرار، لن تنتهي عام 2018 إلا بمعجزة، المعجزة أن تنسحب فجأة الولايات المتحدة ومعها الناتو من سوريا وتكف عن التدخل في شؤونها ودعم المسلحين، وكذلك تركيا ودول الخليج وإسرائيل، ويرمي الإرهابيون أسلحتهم ويرحلون نحو بلادهم، ويتخلى الانفصاليون عن أحلامهم ويسلمون المدن والقرى التي احتلوها للدولة السورية… فيبسط الجيش سيطرته على كل شبر، هل يمكن أن يحدث ذلك؟
- المناطق الثلاثة أو ما أسميناه في مركز فيريل “المعارك الثلاث الكبرى”، ستكون من أهم ما يحدث في سوريا خلال عام 2018.
- معركة إدلب ستكون أسرع من المتوقع، لهذا ستعرقلُ تركيا والولايات المتحدة ذلك، والصدام مع الجيش التركي عبر مسلحيه لابد منه، هنا ستضطربُ العلاقة بين موسكو وأنقرة. تلجأ تركيا إلى الغدر بالروس، فتتعاون مع واشنطن بطريقة ما… وما حصل في مطار حميميم وقاعدة طرطوس مثال، راجعوا الخبر على صفحتنا على الفيس بوك…
- معركة الجنوب، من التنف إلى وادي اليرموك، ستكون خطيرة بسبب التدخل الإسرائيلي والأميركي (الناتو)، والتسهيلات الأردنية.
- معركة الشمال مع الانفصاليين الأكراد هي الأخطر، واندلاع حرب كبيرة أمر وارد وبقوة، ولن تكون بين الجيش السوري والانفصاليين فقط، دخول الجيش التركي والعشائر السورية والجيش الأميركي سيكون شبه حتمي، وهنا سيكون أي تدخل للجيش الروسي نقطة تحوّل في مدى اتساع الحرب. بجميع الأحوال؛ نرى وكما نبهنا مراراً إلى أن الأكراد سيكونون ضحية أحلام زعمائهم بدولة على أرض ليست لهم.
- الصدام بين الجيش السوري والناتو في الشمال السوري… مع توسيع القواعد العسكرية واستقدام قوات وأسلحة خطيرة، وهو ما تحدثنا عنه في مركز فيريل سابقاً راجعوا البحث. الصدام سيكون روسياً _ أميركياً في حال قررت واشنطن نصب رادارات أو صواريخ بعيدة المدى تُهدد الأمن الروسي ومعهُ الإيراني والتركي.
- الصراع على الرقة سيكون ضمن باقة الصراع على الشمال، خاصة مع ورود أنباء لمركز فيريل بنية واشنطن بناء قنصلية لها، وبالتالي محاولة فصل المناطق التي يحتلها الأكراد.
- لن يكون حدوث عمليات عسكرية ضد قوات الناتو أو القوات الكردية أمراً مستبعداً، وستكون العشائر العربية السورية في الجزيرة السورية عماد ذلك.
- تحسن اقتصادي غير كبير، والسبب هو الفساد وسوء التخطيط، فأمراء الحروب وأثرياء الحرب لن يسمحوا بوصول هذا التحسن إلى جيوب المواطن السوري، وحيتان (الأموال الخارجية) سيسطرون على مشاريع إعادة الإعمار…
- محاربة الفساد ووفقاً للخطة الحالية، عملية عقيمة مُخادعة، وسيبقى صغار الفاسدين هم ضحايا الإصلاح فقط، وحسب ما عاينهُ مركز فيريل داخل المجتمع السوري المدني و… العسكري، هناك حركة احتجاج شعبية قد تتطور لما هو أبعدُ من حديث جلسات مغلقة… ضد المسؤولين والأثرياء الفاسدين “الكبار”…
- علاقات دمشق مع حماس موضوعة في ثلاجة حالياً…
- التــدين في سوريا يــزداد، وسيطرة الإخوان المسلمين “الجُدد” على مفاصل الدولة تتعاظم، وحركات بناء دور العبادة مع الكاميرات وتبرعات “الخارج” مستمرة…
- تردد الأوروبيين يؤخر إعادة افتتاح السفارات، وحسب معلومات خاصة بمركز فيريل من قلب برلين، الحكومة الفرنسية والألمانية تجريان مشاورات مؤجلة مراتٍ لعودة العلاقات مع دمشق، لكنهما تتحاشيان غضب واشنطن، وقد تتجاوزه باريس… الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 06.01.2018