كتلة قطبية تصل الكويت والإمارات. 11.02.2020 مركز فيريل للدراسات، برلين.
سجلت معظم مناطق الشرق الأوسط درجات حرارة متدنية (غير قياسية)، نتيجة تموضع كتلة قطبية غطّت مساحة تزيد عن 2,6 مليون كم مربع. أثّرت على تركيا وإيران وسوريا والعراق، والآن تحركت نحو الجنوب الشرقي لتؤثر على دول الخليج خلال اليومين القادمين.
مع إنزياح الكتلة، ترتفعُ درجات الحرارة في المناطق الغربية والجنوبية من سوريا وصولاً إلى جنوب الأردن، لكن تبقى تبقى باردة، بينما تستمر درجات الحرارة دون الصفر ليلاً في الشمال والشرق.
ذكرنا في نشرة مركز فيريل للدراسات قبل يومين أنّ الطقس لم يستقر بعد، اليوم الثلاثاء 11.02 وغداً الأربعاء تتساقط أمطار في مناطق متفرقة خاصة الغربية والساحلية، وتكون على شكل ثلوج حتى في المناطق المنخفضة أو أمطار جليدية بسبب برودة الأرض. تشمل الثلوج المناطق الشمالية والوسطى والجزيرة السورية والبادية والمرتفعات الغربية والجنوبية، وتستمر حتى صباح الخميس، وتستمرُ الثلوج بالتساقط شمال العراق لتصل إلى بغداد وغربي العراق وبعض مناطق شمال السعودية بكميات بسيطة. بينما تنخفض الحرارة في مدن الخليج الساحلية، فتسجل الكويت درجة الصفر في الجهارة، و9 درجات في شواطئ الإمارات عند الفجر، أما في السعودية فتسجل الرياض درجة تحت الصفر وشمالاً 4 درجات تحت الصفر.
هل هذا الطقس نادر؟
بالنسبة للأطفال دون العاشرة، هذا أمرٌ جديد وربما غريب، فتساقط الثلوج والطقس البارد لم يعشه ابن العاشرة لأنّ درجات الحرارة المسجلة حتى اللحظة، هي الأدنى منذ عشر سنوات فقط، لكنها ليست قياسية. نزول كتلة قطبية باتجاه الجنوب أمر دائم كل شتاء والفارق هو عدد هذه النزولات وشدتها، هذا الشتاء كانت الكتلة القطبية عادية، ونُكرر عادية لكن فترة بقائها كانت أطول من المعتاد. كمثال نأخذ بغداد التي ستسجل درجة تحت الصفر صباح الغد الأربعاء 12.02.2020بينما الرقم القياسي هو 3.9 تحت الصفر. الكويت سجلت 2,2 تحت الصفر، غداً الأربعاء ستسجل درجة الصفر المئوي.
في سوريا لا أرقام قياسية، دمشق مثلاً سجلت 10 درجات تحت الصفر عام 1950 بينما الرقم القياسي الذي حصل عليه مركز فيريل للدراسات من سجلات الطقس هنا في برلين هو 11,1 تحت الصفر. اللاذقية سجلت 4 درجات تحت الصفر عام 1950…
تساقطت الثلوج البارحة في بغداد وكانت العناوين “الرنّانة” تتحدث (ثلوج تاريخية في بغداد والعراق)! تاريخية أقل من 1 سنتم!
هذا التهويل الذي نراهُ لعصر جليدي أقل ما يقول عنه العلماء المختصّون بالمناخ أنه مُضحك، ومصدرهُ معروف وأسبابه واضحة، سوف نفصلها في بحث خاصّ مع بيانات الطقس العالمية وليست المأخوذة من صفحات المراهقين. على هؤلاء العودة إلى التاريخ القريب وليس قبل آلاف السنين، وقراءة ماذا حدث في حلب عام 1911 فيما سُمّي “ثلجة الأربعين” أو عام 1950 أو عام 1973 أو عام 1991… أين هذا الشتاء من تلك الأعوام؟ مركز فيريل للدراسات. 11.02.2020