نهاية الحياة فوق الأرض في 23 أيلول 2017!!!
نشرت وأكدت عدة صحف عالمية خبر نهاية الحياة فوق الأرض في 23 أيلول القادم، نتيجة اصطدام كوكب “غامض” بها. هذه الصحف وإن كانت عالمية، فلا يعني أنها صحيحة علمياً، فصحيفة “ديلي ميل” البريطانية استندت في إشاعة الخبر لخبير في علم الأساطير والأعداد يدعى David Meade، وهو مؤلف كتاب ‘Planet X – The 2017 Arrival، الكتاب الخيالي عن نهاية الحياة نتيجة اصطدام هذا الكوكب، المضحك المبكي أنّ مئات الملايين حول العالم صدقوه، وراحوا ينقلون الخبر بكل سطحية، وأبسط أمر أنّ هذا “الخبير الخيالي” ربط بين الكسوف الشمسي في آب الحالي، واصطدام كوكب/ Firil/ Planet X مع الأرض، واستند إلى أرقام وآيات من العهد القديم، مؤكداً أن النهاية ستكون في تشرين الأول، ثم غيّر رأيه إلى 23 أيلول…
وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الكبيرة، “اجترت” الخبر اجتراراً، ونقلته كالعادة رغم أنه خبرٌ مكرر عشرات المرات منذ سنين، ولتوضيح سريع نستعرض لكم من مركز فيريل للدراسات حوادث مماثلة جرت خلال السنوات القليلة السابقة:
- الكويكب Asteroid 2013 TX68 وقطره 30 متراً، أكد كثيرٌ من العلماء أنه سيضرب الأرض عام 2013. مرّ هذا الكويكب قربنا بمسافة قدرها 17 ألف كلم، وهي بحساب علماء الفضاء خطيرة جداً، ويكفي أن نعلم أنه مر بين الأقمار الفضائية الصناعية التابعة للأرض!
- عام 2014 تحدثت وسائل الإعلام عن الكويكب JO25، قطرهُ 1,5 كلم سيضرب الأرض. لكنه مرّ على مسافة 1,7 مليون كلم منا.
- عام 2016 وفي15 أيلول حدث كسوف جزئي للقمر، تلاهُ في 10 تشرين الأول هنا في ألمانيا ظهور القمر العملاق، وهي ظاهرة طبيعية تحدث كل 70 عاماً، نتيجة وجود القمر في أقرب نقطة لهُ من الأرض. وسائل الإعلام تحدثت عن أنها ظاهرة لقرب نهاية العالم واقتراب معركة “هر مجدون Armageddon “!!
- لم يحدث شيء عام 2016، فتمّ تأجيل نهاية العالم سنة كاملة، أي تشرين الأول 2017، والحديثُ هنا في أوروبا أيضاً عن معركة “هر مجدون”، التي سترافق اصطدام الكوكب الغامض.
- ما يجب أن تعرفونه هو أنّ ناسا لا تُصرّح عن الخطر الحقيقي إلا بعد مروره، وقد نشر مركز فيريل عدة مرات عن أخطار حدثت وتم الكشف عنها فيما بعد. وهذا مثال عما جرى العام الفائت:
الأرض كانت على موعد مع دمار كبير قبل أسبوع! د. جميل م. شاهين
وهذا مثال ثاني عما جرى في شباط 2017، وأخبار الاصطدام الكويكبي تأتي بعد حدوثه وليس قبل سنة!!
اصطدام خطير لكويكب بالأرض دون معرفة أحد!! تقرير مركز فيريل للدراسات
لتأكيد ما ورد توجّه مركز فيريل للدراسات بسؤال لخبراء علم الفضاء الألمان Astronomische Gesellschaft e.V وسألنا عن حقيقة ما يُشاع:
- سؤال مركز فيريل: ما مدى صحة ما يُشاع عن نهاية العالم في تشرين أو أيلول القادم؟
الجواب: (لا يمرّ عام دون إشاعة هكذا خبر، والتحضير لنهاية العالم، وهذا بدأ عام 2003، وكل عام تكون الرواية شبه أسطورة لا تستندُ لأية حقائق علمية، ويحددون النهاية ويكذبون، ثم يؤجلونها للعام التالي… 14 مرة كذبوا والناس تصدقهم! كل ما ورد في كلام الكاتب David Meade عبارة عن قصّة خيالية، ليس أكثر.)
- سؤال مركز فيريل: إذاً أنتم كمركز فضائي تنفون وجود أو اصطدام كوكب Nibiru؟
الجواب: (هذا الكوكب حسب ما وصفه الكاتب غير موجود علمياً، وهذا ما أكدته ناسا، إلا إذا كان لديه إمكانيات أكبر منها. لاحظ ماذا قال: “هناك نجمٌ مظلمٌ يقل حجمه عن الشمس، تحوم حوله سبعة أجسام منها كوكب نيبيرو، يشق طريقه باتجاه قطب الأرض الجنوبي”. هذا أمر مضحكٌ فعلاً، كيف يكون النجمُ مظلماً؟!! كما أنّ اصطدام النجم بالأرض أخطر من نيبيرو، وسوف يؤدي لاختفائها تماماً، فلماذا تحدث فقط عن الحادثة الأبسط؟!).
- سؤال مركز فيريل: إذاً ليس هناك أية خطورة تُذكر؟
الجواب: (خطر اصطدام أجرام سماوية بالأرض دائــم، ويحدث عــدة مرات كل عـام، وهو السبب بنهاية الحياة فوق كوكبنا بشكل جزئي عدة مرات خلال مئات الملايين من السنين. وقد حدثت عدة اصطدامات خلال القرن الماضي والحالي، تسببت بأضرار بشرية بسيطة كونها سقطت بعيداً عن المدن. الخطر موجود كل يوم، لكن الصورة التي يتم تداولها خاطئة علمياً، ولا يمكن التنبؤ بحتمية حصول هذا الاصطدام، سوى ساعات قبل حدوثه. وكمثال بسيط: خلال الـ 20 سنة الماضية، كان هناك أكثر من 350 كويكب صُنّف خطراً، مر على مسافات قريبة من الأرض.).
- السؤال الأخير لمركز فيريل: ما هي حقيقة الكوكب الغامض؟
الجواب: (نسميه Planet X وهو كوكب حتى الآن افتراضي، يوجد عميقاً في النظام الشمسي بعد بلوتو، ويرمز له بالكوكب التاسع، حجمه يعادل الأرض 10 مرات، ومداره حول الشمس طويل جداً والسنة فيه تساوي 20 ألف سنة أرضية. ربما خلط الكاتب بينه وبين الكوكب نيبيرو!!).
علم مركز فيريل أيضاً من Astronomische Gesellschaft e.V أنّ هناك كويكب يقترب من الأرض، قطرهُ 27 متراً، سوف يمر في تشرين الأول على مسافة 45 ألف كلم، وخطورته متوسطة، وقد مر في عام 2012 ولم يشكل أي خطر علينا.
ختاماً: بين قمر عملاق والقمر الدموي والخسوف والكسوف، واقتراب نهاية العالم، والقيامة ومعركة هر مجدون… نرى في مركز فيريل أنّ الإنسان لم يتطور كثيراً بطرق اعتقاده وتفكيره عن الاعتقادات القديمة… فقد استطاع كاتب نصف مثقف يخلط بين أساطير الأديان وعلم الأعداد والفلك، أن يزرعَ الخوف في قلوب مئات الملايين من البشر “المتحضرين”، ومتى؟ في العام 2017!! مركز فيريل للدراسات 11.08.2017 د. جميل م. شاهين
نلقاكم العام القادم في موعــد قيامـــة جديـــد ومعركة هر مجــدون جديــدة.
شاهدوا الفيديو: