عدد القراءات 309771، تاريخ النشر 12 تشرين الأول 2015. هَارْب؛ بين موسكو وواشـنطن ـ مركز فيريل للدراسات ـ الجزء الثالث الدكتور جميل م. شاهين. بحث من خمسة أجزاء.
ملاحظة هامة
قدرة مشروع هارب على إحداث تغييرات في المناخ غير معروفة تماماً، لهذا نرجو من القارئ الكريم عدم الانجرار وراء عملية “تضخيم” قدرة هذا المشروع وجعل كل ما يحدث حول العالم من كوارث طبيعية، بسببه. المؤكد لدينا في مركز فيريل للدراسات وما شاهدناه، أنّ مشروع السيطرة على المناخ موجود فعلاً، لكنّ قدراته مازالت تقتصرُ في منطقة محددة المساحة الجغرافية، أحد الأسباب الرئيسية هو حاجتهُ لطاقة كهربائية هائلة جداً، فمثلاً استطاعة الشحنة الواحدة المرسلة من هذا البرنامج هي 1 غيغا واط أي ما يستهلكه 4 ملايين شخص يومياً!
الجزء الثالث الكيمتريل
ضمن حرب المناخ العالمية أتحدث في الجزء الثالث عن سلاح الكيمتريل.
السلاح المناخي الخطير ضمن برنامج هارب هو الكيمتريل Chemtrail؛ غاز اكتشفه العلماء الروس، وقد نُسبَ قبلهم لرودولف هتلر، وقاموا بتطويره للاستخدامات السلمية، فاستطاعوا استمطار السحب وتشتيت الغيوم وحبس الأمطار لمنع الفيضانات، والتحكم بدرجات الحرارة.
يتألف الاسم من مقطعين “chemical trail” أي الأثر الكيميائي، وهو ما تتركه الطائرات من مواد كيميائية وراءها في الجو.
الولايات المتحدة لم تكتشف هذا الغاز إلى أن تفكك الاتحاد السوفيتي وهاجر علماؤه إلى أوروبا وأمريكا، عندها وكعادتها طوّرت الكيمتريل للشـر فقط، فبات أحدث أسلحة الدمار الشامل، ويمكنها باستخدامه، حسب معارضي برنامج هارب، اصطناع البرق والرعد والعواصف والأعاصير والزلازل والجفاف والتصحر وإيقاف هطول الأمطار وإحداث كوارث بكل دولة لا تروق لها أو لإسرائيل. لكن كيف يعمل الكيمتريل؟
استخدامات الكيمتريل للأعمال السلمية
ببساطة، تُطلِق طائرة فوق الغيوم خليط أيوديد الفضة وبيركلورات البوتاسيوم، فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطاراً، أو يتم استخدامه لمنع تساقط المزيد من الأمطار للحد من الفيضانات، سنشرح ذلك.
الكيمتريل للأعمال العسكرية
تُطلق طائرة غاز الكيمتريل في الهواء، فتتشكل سحابة اصطناعية تحجب أشعة الشمس فتخفض درجة الحرارة في المنطقة التي ظللتها السحابة عدة درجات، ويمتص أكسيد الألمونيوم الرطوبة فتنخفض هذه الرطوبة الجوية إلى دون 30%.
يتحول إلى هيدروكسيد الألمونيوم، وهو غبار دقيق يعمل عمل مرآه تعكس أشعة الشمس نحو الفضاء، ويؤدي ما سبق إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة، وانكماش في الكتل الهوائية التي تغطي مساحات شاسعة تصل إلى عشرات آلاف الكيلومترات المربعة، فتتكون مناطق ضغط جوية منخفضة مفاجئة في طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة الثانية وترتفع 10 كلم، فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها.
يتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة، فتهب من اتجاهات غير معتاد الهبوب منها. هنا تدوم الحرارة المنخفضة والجفاف عدة أيام.
لتمييز ذلك، عند مراقبة السماء تجد أنّ لونها الأزرق المعروف أصبح بلون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض، وعند الغروب يكون لون الغيوم الاصطناعية رمادي داكن. بالنتيجة تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس مع صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أمطار.
عملياً: شاهدنا هذا الاستخدام السلمي في روسيا عند الاحتفال بمناسبة مرور60 عاماً علي هزيمة ألمانيا النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية، في أيّار 2005 من قبل وزارة الدفاع الروسية.
أطلقت الولايات المتحدة الكيمتريل فوق كوريا الشمالية وأفغانستان، وإقليم كوسوفو أثناء الحرب الأهلية اليوغسلافية، والعراق والسعودية في حرب الخليج الثانية 1991.
أدى ذلك في كوريا الشمالية إلى الجفاف بمناطق وإتلاف مزارع الأرز، الغذاء الرئيسي للكوريين.
في أفغانستان استخدم الكيمتريل في تورا بورا لتجفيفها ودفع السكان للهجرة.
أطلقته مؤسسة ناسا عام 1991 فوق العراق قبل حرب الخليج الثانية، وأعطيَ الجنود الأمريكيون اللقاح الواقي تأثيرات الكيمتريل الجانبية، رغم ذلك عاد 47% منهم مصابين، وأعلن حينها عن إصابتهم بمرض غريب أطلق عليه مرض الخليج. بعدها كشِف النقاب عن حقيقة هذا المرض الطبيب الأمريكي غارث نيكولسون، في بحث أشار فيه إلى الأمراض التي يسببها غاز الكيمتريل في الأماكن التي تم إطلاقه فيها، منها نزيف الأنف وأوبئة الأنفلونزا وفقدان الذاكرة المؤقت، وشعور بالإنهاك الدائم بسبب زيادة الباريوم في الجسم. طبعاً شركات الأدوية هي أحد المستفيدين من هذا السلاح الخطير، لهذا تموّلُ مشروع الكيمتريل بمليار دولار سنوياً، لأنه مع انتشار الآثار الجانبية لرش الكيمتريل علي مستوى العالم، ستزداد مبيعاتها من الأدوية المضادة لأعراضه.
تستخدمُ مصر وإسرائيل وتركيا غاز الكيمتريل للاستمطار أو لغايات عسكرية، وقد استخدمتهُ الولايات المتحدة لإحداث الجفاف أو الفيضانات، لكن وجود روسيا حدّ كثيراً من ذلك، لهذا تحدثنا مراراً في مركز فيريل للدراسات عن حرب المناخ المستعرة في سوريا.
هل ما يُشاع عن هَـارْب مجرد أوهام؟
إذا كان نصفُ الحوادث التي اتهم بها برنامج هارب صحيحاً، فهذا البرنامج يكفي لتدمير دول خلال سنوات.
بالتأكيد هناك مبالغات على الأقل حالياً رغم أن قدرة هذا المشروع عالية، لكن هناك مئات الحوادث والتي أثبتها العلماء، كانت تجارب في البداية، أي أنّ شعوب العالم وبينهم الشعب الأميركي، هم فئران تجربة ليس أكثر، وبما أنّ “أهل الدار أولى بالاختبار” فهذا ما اتهمَ به علماءٌ ومعارضون أمريكان، القائمين على المشروع وعلى رأسهم وزارة الدفاع الأمريكية. حسب رأيّهم؛ هي محطـات فشـل لأسلحة المناخ بشكل عام وعلى رأسها الكيمتريل ولمشروع هـارب بشكل عام، بينما قد تكون محطات نجاح لا يعرفها سوى بعض القابعين في غرف البنتاغون، وربما ما يُنسبُ للولايات المتحدة سواء في الفشل أو النجاح هو للرفعِ من شأنها وليس اتهامها، وبأنّ كل ما يحدث في العالم هو بيدها، بينما قد تكون دول معادية وراء بعض الكوارث الأمريكية، وجاءت انتقاماً مما تفعلهُ واشنطن.