سلاح اليد الميتة وقنبلة تسونامي. الدكتور جميل م. شاهين Система«Периметр» Dead Hand

Dr. Jameel M. Shaheen 07.03.2022. ما يحدث الآن في أوكرانيا، بعد أقلّ من شهر على بدئها، بالمقارنة مع الحروب الكبيرة هو مُجرد مناوشات، بدأت تتحول لحرب عصابات طويلة الأمد لإنهاك الجيش الروسي. نقول مناوشات قياساً للقدرة التدميرية للأسلحة الحديثة التي لا يُمكن تخيلها والأفضل عدم فعل هذا. بعضُ المتفرجين على ما يجري ومن منطلق يائس أو “فكاهي” أحياناً، يتمنون أن تشتعل حربٌ عالمية ثالثة، لاعتقادهم أنها ستكون نزهة أو مباراة كرة قدم يستمتعون بمشاهدتها. إن اشتعلت حرب عالمية نووية حقيقية، فلن يجد مَنْ يتمناها وقتاً لشرب ماءِ “طاسة الرعبة”. ستعود الأرض إلى عصر ما قبل التاريخ هذا إن بقي أحياء.

حديثٌ مُكرّر في الأيام الأخيرة عن احتمال اندلاع حرب نووية، جاءَ بعد تهديد متبادل بين روسيا والولايات المتحدة للترهيب، إلى أن يثبتَ العكس، وعسى ألا يَثبت. التهديدات هذه اقترنت بتحركات مريبة منها إبحار غواصات روسية نحو بحر بارنتس شمال غربي روسيا، بحجة إجراء مناورات، وتحرّك منصات إطلاق الصواريخ النووية في سيبيريا، واتهامات بقصف مفاعلات نووية في أوكرانيا، وكلّها بناءً على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع أسلحة الردع النووي في حالة استنفار قصوى. هذه المواضيع سنلقي عليها الضوء خلال هذا البحث الخاصّ.

ماذا يحدث لو دمر الناتو كافة المدن الروسية وقتل كافة القادة؟ هل سينتهي الأمر ويتخلّصُ الغرب من العقبة الرئيسية في طريقه؟

بتاريخ 08 تشرين الأول 1993 نشرت “نيويورك تايمز” مقالاً  بعنوان: “آلة يوم القيامة الروسية”، بقلم أشهر كتّابها الصحفي المخضرم William Broad. المقال محادثة بين الخبير في معهد Brookings، وعميل قِيل يومها أنّه سري من الاتحاد السوفيتي. ثم نشرت المجلة الأميركية The National Interest عن الموضوع، بقلم الصحفي Bruce G. Blair، بتاريخ 31 كانون الأول 2003. بعدها بسنوات جاءت رسالة الجالية الروسية في الولايات المتحدة “كلابرلوف”، والتي تضم رجال أعمال وأساتذة جامعات، ممن يحملون الجنسية الأميركية، رسالةٌ للقيادة الأميركية بتاريخ 01 حزيران 2016 جاء فيها:

لتعود الصحافة الروسية في كانون الأول 2021، للحديث عن نفس الموضوع، وكأنه تحذير مُسبق قبل الهجوم على أوكرانيا. الأسبوع الماضي بتاريخ 02.03.2022 قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إنّ الحرب العالمية الثالثة في حال اندلاعها ستكون نووية ومدمرة.

فلاديمير بوتين يؤكد إمتلاك سلاح اليد الميتة

 اليد الميتة

Система «Периметр» Dead Hand

نظام تحكّم نصف آلي تحوّل إلى آلي للأسلحة النووية تنفردُ به روسيا، الاتحاد السوفيتي سابقاً، عن باقي دول العالم. يُقابلهُ إلى حد ما في الولايات المتحدة AN / DRC-8، لكنه أقل تطوراً وشمولية.

مراحل تطوير مشروع اليد الميتة

المهندسون السوفيت الأساسيين الذين طوّروا المشروع غير معروفين، والحديث الأميركي والمقابلات السابقة مع العقيد المهندس Valery Yarynich على أنه المسؤول الرئيسي والعميل السري الذي ورد قبل سطور، هو غير صحيح، وكذبٌ أميركيّ تقليدي متوارث. يارينتش طوّر المشروع ولم يؤسسه، حسب اعترافه في المقابلات التي أجراها، فمن هو هذا المهندس؟

أوكلت القيادة العسكرية لمهندس اتصالات سوفيتي في تشرين الثاني 1983 مهمة سرية، تتعلق بإرسال إشارات لاسلكية عبر أجسام صلبة مختلفة الكثافة. المهندس هو Valery Yarynich. عمل بجد وخبرة لإرسال إشارة لاسلكية من نفق مليء بالمياه، في أعماق جبل ضمن سلسلة جبال الأورال. الاسم الرمزي للمكان هو “Grot” أو الكهف. بعد محاولات طويلة تمّ التأكد من أنه إختراقِ إشارة الراديو للجبل لتصل إلى الخارج. وبالتالي يمكن لقادة الصواريخ السوفيتية إدارة حرب نووية، وهم على أعماق عشرات الأمتار.

توسعت المهمة وأطلق اسم Perimeter على المشروع، ليتحول من نصف آلي إلى آلي بالكامل، وحسب Yarynich حقق المشروع نجاحاً وإبداعاً، يتضمن إطلاق الصواريخ الباليستية السوفيتية العابرة للقارات في ضربة انتقامية، إذا تم قطع رأس قيادة الكرملين في هجوم نووي. ووضع في مهمة قتالية في منتصف عام 1985. خدم العقيد Yarynich في أول فرقة سوفييتية للصواريخ البالستية العابرة للقارات، وساهم بتأسيس قاعدة صاروخية ضمن غابة Kirow شرقي موسكو. زار قواعد الصواريخ النووية المدفونة ضمن كرة خرسانية، لا يمكن الوصول إليها وتدميرها، هذه الصواريخ تنتظر الأمر من الضباط المناوبين يوماً ما لتحديد يوم القيامة، حسبَ تعبيره.

ماذا يعني الخطأ في مشروع اليد الميتة؟

أمضى العقيد Yarynich سنواتٍ يُكافحُ مع معارضي الحروب في روسيا والولايات المتحدة، ويبحثُ عن حلمٍ يقول (الولايات المتحدة وروسيا شريكتان في أسرار القيادة والسيطرة على الأسلحة النووية). حصلت اجتماعات لعشر سنين بين الدولتين لتأسيس مركز مشترك للإنذار المبكر وتبادل البيانات، وفشلت الإجتماعات. وعدَ باراك أوباما في حملته عام 2008 بإلغاء حالة التأهب بشأن الصواريخ النووية، ولم يقم بشيء. جاء دونالد ترامب ولم نرَ منهُ سوى الخطابات الرنّانة وسحب المليارات من عربان الخليج، وهذا جو بايدن يُضاعفُ فشل أوباما بسلوك خطير قد يودي بالجميع إلى الهلاك. وأيّ هلاك.

بعد كفاح مع السرطان، توفي  العقيد Yarynich في 13 كانون الأول 2012 عن عمر يناهز 75 عاماً، في موسكو، ولم يتحقق حلمه. ولا تزال الصواريخ النووية جاهزة للإطلاق في كل من الولايات المتحدة وروسيا، خلال دقائق من إصدار الأمر.

السبب الرئيسي لتطوير سلاح اليد الميتة؟

لماذا لم تُدمر الولايات المتحدة نظام اليد الميتة بطريقة سلمية؟

رأي مركز فيريل للدراسات باليد الميتة

بالنسبة لموضوع قنبلة تسونامي الكارثية، الفيديو يشرحها بشكل مبسط، يمكنكم مشاهدته. نتمنى لكم السلام والأمن دائماً. 07.03.2022

الفيديو نُشر بتاريخ 04.04.2018: