اشتعال الحرب بين تركيا والسعودية في سوريا

صراع اندلع قبل يومين بين تنظيمين إرهابيين هما جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكي غربي حلب، كلّ طرفٍ يتهم الآخر بالبدء. بنظرة مباشرة لا يمكن تأكيد انتماء أيّ طرف منهما لدولة معينة، فالولاءات متقلبة تبعاً لجهة هبوب رياح الدولار.

حركة نور الدين الزنكي تركية الهوى قطرية وسعودية التمويل

عُرفت حركة نور الدين الزنكي منذ تأسيسها في كانون الأول
2011 في ريف حلب الغربي قرية قبتان الجبل، بأنها أميركية وتركية الدعم، وقد تدخلت مخابرات أردوغان حتى بانتقاء الاسم. تحالفت مع مجموعات إرهابية أخرى، لتستقر على
جبهة النصرة بزعامة الإرهابي أبي محمّد الجولاني فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وتتحالف معها بشكل قوي!

أوامر عمليات حركة نور الدين الزنكي تصل مباشرة من غرفة “موم” التي تديرها المخابرات الأميركية والتركية، وتضمُّ ضباطاً من تركيا السعودية قطر بريطانيا فرنسا والولايات المتحدة.

تسويق حركة نور الدين الزنكي سياسياً بدأ من أردوغان شخصياً الذي وصفها بأنها تمثل “الإسلام المعتدل”! الدعم المالي كما ذكرنا من قطر

بدأ فيما بعد التحالف مع “جبهة النصرة” في منطقة مزارع الملاح بريف حلب، حزيران 2016، بتدخلِ أطرافٍ سعودية في ذلك منها الإرهابي السعودي “عبد الله المحيسني”، فحصلت على دعم مالي سعودي كبير، من نتائج التحالف قصفُ حلب بصواريخ وقذائف هاون حصدت أرواح مئات من المدنيين، وهو ما اعترفت به على صفحاتها.

قامت حركة نور الدين الزنكي، الإسلامية المعتدلة حسب أردوغان، تموز 2016، بذبح طفل فلسطيني يُدعى عبد الله العيسى من مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، وتصويره وبث الفيديو بكل فخر!. هنا فجأة؛ وبعد 5 سنوات على تأسيس الحركة وقتلها المئات من المدنيين، بدأ حديثُ منظمة العفو الدولية عن انتهاكات جماعة الزنكي بحق مدنيي حلب وإدلب.

حركة نور الدين الزنكي نسخة طبق الأصل عن باقي المجموعات المسلحة في سوريا: تمويل سعودي قطري، دعم تركي، أوامر وتوجيهات أميركية، إرهابيون من سوريا ومن عشرات الدول، ولاءاتٌ متقلبة تبعاً لرياح الدولار. والإسلام للتجارة.

 هل انتهى شهر العسل بين الإرهابيين؟ 

سبق وتحدثنا عن تحريك الوضع في ريفي حلب وإدلب قريباً. شهر العسل انتهى بين جبهة النصرة والزنكي، كل طرفٍ يُحاول إثبات أنه الأقوى على الأرض، القوات إلى حدّ ما متساوية، فلمَنْ ستكونُ الغَلبة؟

النصرة طالبت الزنكي بتسليمها مطلوبين فرفضت الأخيرة، فجاءت الحجة للتمدد غرباً وجنوباً وصولاً لربط إدلب وجعلها تحت سيطرة الجبهة. الزنكي استنجدت بالفصائل التركية من “ألوية صقور الشام” والجبهة الوطنية للتحرير وحركة أحرار الشام. النصرة استنجدت بالحزب الإسلامي التركستاني وحراس الدين وسرايا أنصار السنة، فلبوا النداء.

تجري الآن معارك طاحنة في عدة قرى من ريف حلب الغربي، وصولاً لأطمة عند حدود لواء اسكندرون المحتل، تحت عيون الجيش التركي. معلومات مركز فيريل تتحدث عن أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى، بالإضافة لسقوط عشرات المدنيين، وإعدامات ميدانية. المعارك وصلت اليوم الخميس أيضاً إلى جنوب إدلب ضد الجبهة الوطنية للتحرير في قرية أرينبة وترملا وقرب سراقب. الباقي أن تشتعل المنطقة كاملةً.

الحرب بين الإرهابيين تشتعلُ بين فترة وأخرى. تحدث مصالحةٌ بتدخل خارجي من الدول التي يهمها أن توجّه المجموعات الإرهابية قتالها ضد الجيش السوري، فتهدأ الجبهات فترة ثم تعود للاشتعال. هذا ما يقوم به الآن وسطاء من أنقرة والدوحة، بينما وسائل إعلامٍ ممولة من قطر تتهم “جبهة النصرة” بأنها تأتمر بأوامر دمشق وأخرى بأوامر واشنطن.

هو صراعُ نفوذ وتصفية حسابات بين الدول، قطعانُ المجاهدين هي وقود الحرب، والصراعُ يأخذُ أشكالاً متعددة منها اقتتالٌ بين تنظيمات إخوانية ضد وهابية، وأخرى بين إرهابيي العقيدة والفصيل نفسهُ. بجميع الأحوال؛ لن تهدأ هذه المعارك حتى يتم الاستقرارُ على تنظيمٍ إرهابي واحد يقود معاركهُ ضد دمشق. مركز فيريل للدراسات. 03.01.2019