حكومة المتخلفين وقطيعها يُطبّلون لشعارٍ مجهول النسب

أخذَ أنصاف المثقفين يتحدثون فجأة ً عن العقاب التدمري، وكأنهم أساتذةٌ في التاريخ! ما ننشرهُ هنا ليس لتثقيف هؤلاء، بل للكريماتِ وللكِرامِ من متابعات ومتابعي مركز فيريل. ظهرَ النسرُ في الحضارة السومرية الأقدم في العالم، الألف الثالث قبل الميلاد، كرمزٍ للقوة وارتبط ببعض الآلهة لحماية البلاد. ثم ظهرَ مُرافقاً للآلهة عشتار، بنسختها السومرية “أنانا” ذاتُ الجناحين. كما تمّ تصويرهُ مرافقاً للأسَد لزيادة القوة. هذا ما وجدتهُ البعثات الأثرية العلمية في مدينة Lagash السومرية جنوب الأهوار، في تل الهبا 1877 بقيادة السفير الفرنسي آنذاك Ernest de Sarzec.
رغمَ ذلك لا يُعتبرُ النسر رمزاً أوحداً للسومريين. الآلهة عشتار موجودة في “المتحف البريطاني”.

جاء الآشوريّون بعد السومريين باعتماد النسر شعاراً، فكان في البداية أسداً مُجنحاً ثم نسراً ضخماً بجناحين كبيرين. وانتهى بـ “رامي السهم المقدس”.

بعدها أخذتِ الفكرةَ باقي الحضارات عن السومريين والآشوريين، ليصلَ إلى مملكة تدمر الآرامية، لكن من الكنعانيين. كيف؟

يُصنّفُ عقاب تدمر كنوع من النسور، وهو تمثال حجري لنسر يفردُ جناحيهِ بعيون حادة النظر، عند طرفيهما عقابٌ يحملُ غصنَ غار. كان النسر رمزاً لإله السماء وشعاراً للشجاعة والحرية، والحكمة والبصيرة النافذة، يُقابلهُ على الأرض الأسد رمز القيادة والحرب. بالنسبة لغصن الغار؛ فهو رمز النصر والشرف والإخلاص. اعتاد الملوك وضع أغصان الغار رمزاً للأصالة وطيبِ الأصل والحسب والنصر. هذه الرموز  ما كانت حِكراً على تدمر، بل سبقتها إليها حضاراتٌ عديدة.

بعد الانفصال بتاريخ 28 أيلول 1961، عاد شعار سوريا إلى السابق الذي صُمّمَ شباط 1945، بمرسوم تشريعي رقم 2 تاريخ 05.10.1961، مع ملاحظة بدء استخدام العربية كصفة للدولة:

(يُعتبرُ العلم الوطني للجمهورية العربية السورية هو علم الجمهورية السورية، وشِعارها هو شعار الجمهورية السورية)

بتاريخ 10 شباط 1969 صدر المرسوم الجمهوري 394 القاضي بالتالي: