مجزرة ريف اللاذقية 2013. تاريخ النشر 08 آب 2019. مركز فيريل للدراسات.
مجزرة مروعة تجاهلها الإعلام حتى نسيها… من خلال بحثنا في مركز فيريل للدراسات في موسوعة الويكيبيديا، وجدنا الحديث منصبٌّ فقط على مقتل مدنيين بهجوم للجيش السوري، ولم يرد ذكر مجزرة ريف اللاذقية نهائياً. كما لم نعثر على صور أو معلومات خاصة بالمجزرة سوى على صفحات التواصل الاجتماعي! وكأن المطلوب (من الجميع) نسيان ما حصل في آب 2013…
هناك خلطٌ مقصود بين:
هجوم 4 آب 2013، الذي كان عِمادهُ الرئيسي العصابات الإرهابية من (الجيش الحرّ)، وليس من جبهة النصرة كما يتم الترويج له، لإلقاء المسؤولية عليها وإظهارهِ بأنه جيش مسالم لم يرتكب المجازر!
وبين هجوم 21 آذار 2014 الذي قامت به جبهة النصرة بالتحالف مع الجيش الحرّ باسم “الأنفال”، وكانت وجهته الرئيسية كسَب بريف اللاذقية أيضاً.
نتحدث اليوم عن هجوم الإرهابيين من الجيش الحر، نُكرّر (الجيش الحرّ) على قرى ريف اللاذقية الذي بدأ فجر 4 آب 2013، في معركة أطلقوا عليها تسمية (معركة أحفاد عائشة أم المؤمنين). الهجوم شارك فيه حوالي 2300 إرهابي، كان معظمهم ينتمي للجيش الحرّ بالتنسيق مع جبهة النصرة التي شاركت بأعداد لا تتجاوز المئات، وحسب معلومات مركز فيريل للدراسات كان بين الإرهابيين المُهاجمين 350 إرهابياً عربياً وأجنبياً جاؤوا من: السعودية، ليبيا، تونس، الأردن، الشيشان… لقي عدد منهم مصرعهُ.
هاجم الإرهابيّون ابتداءً من قرية “سلمى” وجبل التركمان وجبل الأكراد، 19 قرية ومزرعة “علوية” والدافعُ طائفيٌّ بحت، في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي الجبلي، ﻭﺃﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ بمختلف أعمارهم، ﻭﺧﻄﻒ العشرات، كما أحرقوا دور العبادة والمنازل بعد نهبها. القرى التي تمت مهاجمتها: برمسة، مزرعة التخريبة، أنباتة، بيت الشكوحي، أوبين، أبي مكة، مزرعة القليعة، البلاطة، خربة باز، الحنبوشية، بارودة، خرابة، تلا، استربة، بلوطة، عرامو، الكنفة، الرمثة…
في قرية برمسة؛ نجا شخص واحد فقط من المجزرة.
في قرية بارودة ومزارعها وعند الفجر هاجم حوالي 300 إرهابي من الجيش الحرّ سكان القرية وهم نيام، فأخرجوهم إلى ساحتها وذبحوا العشرات ثم قاموا بخطف عدد آخر، ومنهم الشيخ بدر الدين مهيب غزال، خريج كلية الشريعة ومفتي الطائفة الجعفرية المُعيّن من قِبل وزارة الأوقاف السورية، وصاحب كتاب (القلب الإنساني في القرآن والسّنة)، ليتمّ إعدامه بعد فترة على يد جبهة النصرة.
في قرية بلوطة؛ تمّ ذبح العشرات بالحربات العسكرية والسواطير وقطع رؤوسهم ودفنهم بمقبرة جماعية وجد في أحدها 25 جثماناً. كما قام إرهابيّون بتقطيع أطراف بعض النساء وبقر الحوامل وإخراج الجنين بالإضافة لعمليات الاغتصاب…
في قرية الرمثة تم ذبح وقتل 19 مدنياً.
اتهِمت عدة فصائل إرهابية بهذا العمل الإجرامي؛ منها كتائب أحرار الشام وكتائب نصرة المظلوم وحركة مجاهدي الساحل، وجميعها كانت حليفاً للجيش الحرّ آنذاك، وتتلقى الأوامر من قادته أو على الأقل يتم التنسيق بينهم. حتى التصريحات كانت تصدر عن الجيش الحر كإعلان “تحرير” ستة قرى بينها عرامو بتاريخ 6 آب 2013، الذي نقلته فضائية معارضة من الكويت نقلاً عن لسان الناطق الرسمي للحر، بينما لم يصدر أيّ تصريح عن جبهة النصرة!.
الدول المسؤولة عن الهجوم هي تركيا والسعودية وقطر بشكل مباشر، حيث كانت العلاقات والتنسيق بينها على أعلى المستويات، بينما اتهمت شخصيات دينية كويتية بتمويل الهجوم. عِلماً أنّ الهجوم بدأ من لواء اسكندرون المحتل من قِبل تركيا وتحت أنظار الجيش التركي ومساعدته.
صمتٌ عالمي عن المجزرة رافقهُ صمتٌ إعلامي سوري حكومي مُطبق، وكأنّ المجزرة جرت في كوكب آخر! والعذر دائماً “محاربة الطائفية” وليغلِ الشارع ولينحب ذوو الشهداء، فهو وهم سيصمتون لاحقاً أيضاً… بينما المجازر مستمرة لأسبوعين ورائحة الموت تفوحُ من كل زاوية.
لم تصدر إحصائية رسمية بعدد الشهداء أو المخطوفين، وقد انتشلت في الأيام الأولى 132 جثة تمت قتلها ذبحاً أو قطعت أطرافها. فيما بعد وجدت مقابر جماعية، دون معرفة العدد النهائي حتى اليوم وبعد مرور 6 سنوات!
لو حدثت هذه المجزرة في أية دولة في العالم، لرأينا الإعلام لا ينفكُّ يتحدّثُ عنها…
يقدر مركز فيريل للدراسات العدد بين 390 و 410 شهيداً نصفهم من الأطفال، بالإضافة لعدد من المفقودين. حُرّر عدد كبير من المخطوفين بعمليات تبادل في شباط 2017، بينما مايزال مصير آخرين مجهولاً… مركز فيريل للدراسات Firil Center For Studies FCFS Berlin. 04.08.2019.