زار وفد ألماني سوريا الإثنين 06.03.2018 والتقى مفتي الجمهورية السيد أحمد بدر الدين حسون، هذا إعلامياً… اليوم شنتْ الصحافة الألمانية حملة شعواء ضد هذا الوفد ولم تنسَ المفتي والقيادة السورية، في بروباغندا مضحكة ومكشوفة لنا، ساعدها المتضررون من أيّ تقارب من المعارضة السورية…
تألف الوفد من سبعة أعضاء من الحزب، برئاسة السيد Christian Blex عضو البرلمان عن حزب AfD الذي يُقال عنه “يميني مُتطرف”، عن ولاية NRW، بالإضافة إلى Udo Hemmelgarn و السيد Thomas Röckemann…
تصريحاتُ الوفد رفعت ضغط المعارضة السورية والحكومة الألمانية
تتبعنا في مركز فيريل تصريحات أعضاء الوفد على صفحاتهم، فكانت سبباً في رفع ضغط أعضاء من الحكومة الألمانية، والأسوأ هو وقعها على أسماع المعارضة السورية، من هذه التصريحات:
رئيس الوفد كريستيان بليكس وضع عشرات الصور التي توضح جولته في دمشق وقال في تعليق: (الفتيات في دمشق ترتدين الجينز عوض الحجاب الأسود! تجلسن في الحانات. وهذا ما لا يمكن تصوره في مكة ولا في حي Neukölln في برلين. في حين تدعم الحكومة الألمانية الإرهابيين، الذين يريدون قمع النساء وتجبرهن على ارتداء البرقع. إنه فعلاً لعار).
توماس روكرمان، النائب عن برلمان ولاية NRW: (التقارير الألمانية لا تقدم معلومات موثوقة عن الوضع فعلياً في سوريا. ولهذا فإن الهدف من هذه الزيارة، جمع معلومات وافية على الأرض لتقييم الأوضاع في سوريا وللاطلاع على مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المحررة من الإرهابيين).
الجنون الألماني المصطنع
الخارجية الألمانية نفت أي علم لها بهذه الزيارة، وعلمت فقط بعد أن نشر نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنه دخل إلى سوريا عبر لبنان. وتحذر الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني رعاياها من السفر إلى سوريا بل وتطلب من الذين لم يغادروها القيام بذلك فوراً.
يا للكذب يا وزارة الخارجية الألمانية، وفد كبير من سبعة أعضاء من البرلمان، يُغادر ألمانيا دون علمكم!! وعلينا أن نُصدق؟ مئات الألمان يُسافرون دورياً إلى سوريا من مطارات ألمانيا، وأعضاء من مركز فيريل للدراسات تحديداً، يحملون الجنسية الألمانية ومن أصول ألمانية، ولم يتمّ تحذيرنا أو حتى لفت انتباهنا!! أليس مُعيباً هكذا تصريح كاذب يا وزارة الخارجية الألمانية؟
فلتعلم وزارة الخارجية الألمانية أن عدة آلاف ممن يحملون الجنسية الألمانية متواجدون في سوريا، بما في ذلك دمشق، تحت قذائف هاون الإرهابيين الذين تدعمونهم.
لقاء المفتي العام للجمهورية كان مزعجاً لهم، وهذا ما ذكرهُ السيد Michael Brand المسؤول عن حقوق الإنسان في إئتلاف حزبي CDU/CSU الحاكمين في البرلمان الألماني اليوم، مُذكراً بتحريف للقول، بأن المفتي قد سبق له أن دعا لتفجير أوروبا عبر الانتحاريين القادمين من سوريا!!
ماذا وراء الزيارة؟
نقدم لكم الحقائق التالية
- الزيارة أهم زيارة لوفد ألماني لسوريا منذ عام 2011، وتستمرُ أسبوعاً، نتمنى أن تمر دون حوادث أمنية مقصودة… فقد لمحت الخارجية الألمانية إلى أنها لا تدري من يقوم بحماية هذا الوفد!!
- لا يمكن للوفد أن يقوم بهذه الزيارة هكذا لوحدهِ وبسرية، حسب ما وصل مركز فيريل للدراسات، الحكومة الألمانية وما وراء الحكومة الألمانية، على علم بها…
- المطلوب من الوفد… دراسة الأوضاع في سوريا لأمرين: أولاً المشاركة في الإعمار، ثانياً إمكانية إعادة اللاجئين وهذا أمر نؤكدهُ من مركز فيريل… فهل سيتم ذلك دون إعادة العلاقات الديبلوماسية؟!!
- الحزب البديل هو الحزب الثالثُ في البرلمان الألماني، وبات له شعبية قوية في ألمانيا، وهو ضد “اللاجئين المجرمين والإرهابيين” والعاطلين عن العمل فقط، وتشويه سمعتهِ يأتي من اللاجئين أنفسهم ومن جماعة حقوق الإنسان. نحنُ في مركز فيريل نعرفهم حق المعرفة، ونعرف مبادئهم، يريدون أجانب منفتحين غير متطرفين دينياً، أشخاص تعمل وتفيد ألمانيا، لا تزيد في خرابها.
- الزيارة هامة وعبارة عن غزل ألماني بطريقة خبيثة، وسوف تظهر نتائجها لاحقاً، والوفد سينقل الصورة والحقائق وغيرها… للحكومة الألمانية، وسوف يطلبون الاستماع، طبعاً لابد من بروباغندا لاحقة حول الزيارة ولماذا وكيف؟ هذه ستمر عسى ألا تتدخل واشنطن وتحشر أنفها كالعادة. الدكتور جميل م. شاهين. 06.03.2018 مركز فيريل للدراسات في برلين.