حقيقة جريمة قتل أبي مروان لزوجته في ألمانيا. مركز فيريل للدراسات

انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي قصص كثيرة حول جريمة الرجل الذي سّمى نفسهُ “أبو مروان”، وقام ببث مباشر لشريط فيديو مدته 16 دقيقة وبجانبه ابنه الصغير أحمد.

حاولت وسائلُ الإعلام الرسمية الألمانية تجاهل الجريمة، ليس حباً بسمعة اللاجئين، بل للتغطية على أخطاء حكومة السيدة ميركل في ملف هؤلاء اللاجئين، ولمنع استغلال المعارضة لهذه الأخطاء، وأول محاولة كانت من جانب السلطات هي حجبُ الفيديو عن اليوتيوب!.

رغم حجب المعلومات توصل مركز فيريل لبعض الحقائق نكشفها لكم.

  • الجريمة وقعت بعد ظهر الجمعة 02 آذار 2018، في مدينة Mühlacker وهي مدينة صغيرة قرب مدينة Karlsruhe في ولاية Baden-Württemberg، جنوب غرب ألمانيا.
  • جريمة قتل لاجئ لزوجتهِ ليست الأولى أو النادرة، وسوف نتطرق في مركز فيريل لهذا الموضوع، الذي بات يشغلُ أوساط اللاجئين السوريين في ألمانيا، بسبب ارتفاع نسبة العنف والطلاق والإجرام بين الأزواج. 
  • العائلة؛ الأب 41 عاماً، والأم “ميرفت” 37 عاماً، وأربعة أطفال، غادروا جميعهم سوريا منذ نهاية 2014، وعبر تركيا واليونان والبلقان… وصلت هذه العائلة إلى ألمانيا ضمن “حُمى” موجة اللجوء التي اجتاحت أوروبا، وبعد وصولهم بشهور قليلة، تم انفصال الزوجين الرسمي بقرار من المحكمة، بسبب سلوك الزوج السيء السابق في سوريا وفي الطريق، وأيضاً في ألمانيا، وجرى تنبيهه بعدم الاقتراب من منزل زوجته إلا بإذنها.
  • أثناء وجود العائلة في تركيا، قام الزوج بإجبار أطفاله على بيع المحارم عند إشارات المرور، بينما عملت الزوجة “ميرفت” في أحد المطاعم في التنظيف. المعروف عن الزوج أنّه يكرهُ العمل، وهمه الوحيد جمع المال بحجة إعطائه للمُهرّب، وكان البخل الشديد، أحدُ أسباب الانفصال.
  • بسبب الخلافات وسوء أخلاق الزوج، حصل الانفصال غير الرسمي في الطريق إلى ألمانيا.
  • وصلنا في مركز فيريل للدراسات لمعلومات عن سبب طلاق الزوجين في ألمانيا، نكشف بعضها: السبب الرئيسي للطلاق هو “العنف”، فقد قام الزوج بضرب زوجته عدة مرات، وظهرت علاماتُ ذلك على جسدها، أما أحد أسباب العنف فهو “المال”، فالزوج كان يأخذُ رواتب المساعدات الاجتماعية لكافة أفراد العائلة، التي تُقدّمها الحكومة الألمانية للاجئين، ويحرم أطفالهُ من أبسط الحاجيات، على عكس الزوجة “ميرفت”. بعد ازدياد الخلافات، اشتكت “ميرفت” للسلطات الألمانية، فأبعدَ الزوج إلى مدينة أخرى، وتم فصلُ المساعدات الاجتماعية، بحيث بات الزوج يتلقى راتبهُ فقط، بينما حصلت “ميرفت” على حضانة الأطفال وطبعا رواتب المساعدات، وهذا كان أحد أهم أسباب جنونهِ.




  • بعد سجله السيء لدى السلطات، غادر الزوج ألمانيا إلى إيطاليا، وتقدم بطلب لجوء، اكتشفت السلطات الإيطالية أنّهُ لاجئ في ألمانيا، رُفِضَ الطلب وتمت إعادته إلى هناك، عن طريق الشرطة.
  • قام القاتل بخطف ابنه الذي ظهر في الفيديو ويُدعى “أحمد”، وهرب به إلى اليونان، في عملية ضغط على الزوجة، لكنها بلّغت عنه، وتمت إعادته ثانية إلى ألمانيا. لاحقاً، في بادرة حسن نية، تخلت الزوجة عن حضانة الطفل أحمد لزوجها السابق أبو مروان.
  • بعد الطلاق بأكثر من سنة، تزوجت :ميرفت” من رجل لبناني. وحسب شهادة الجيران ومكتب العمل، كان الزوج الثاني رجلاً خلوقاً، يرعى أطفال زوجته.
  • علمتْ “ميرفت” أنّ الطفل “أحمد” لا يذهبُ إلى المدرسة، ويرافقُ والدهُ في سهرات لا يصحُ أن يتواجد فيها طفل في الثانية عشرة من عمره، وسوف يكون مستقبلهُ كوالده، فأعادت الطلبَ من السلطات الألمانية بالحضانة، وربحت الدعوى بسهولة، بسبب الاثباتات، فباتَ لزاماً على القاتل إعادة “أحمد” إلى حضانة أمه.
  • الجريمة حصلت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الجمعة، حيث جاء المجرم وبصحبتهِ ابنه “أحمد” إلى منزل “ميرفت”، بقصد الحصول على رواتب أطفاله، والطلب منها أن تتنازلَ عن قضية حضانة “أحمد”، لكنها منعتهُ من الدخول، كون زوجها غير موجود.
  • نيّة القتل كانت مُبيّتة، والجريمة خطط لها، فقد كان يحمل سكيناً صغيرة وأخرى كبيرة حسب اعترافهِ، فقام بطعن المغدورة أول مرة، حاولت الهروب منه، لكنه استمر بطعنها 5 طعناتٍ برقبتها أمام ابنتها الصغيرة، ثم هرب. خرجت “ميرفت” والدماء تنزف من رقبتها إلى أمام المنزل تصرخ، لتلقى حتفها عند باب المبنى، شاهدوا الصورة. بينما اتصلت الطفلة بالإسعاف، وهذا أمر يتم تعليمهُ للأطفال في المدارس الألمانية.
  • ألقت الشرطة الألمانية القبض على القاتل في محطة القطارات، أثناء محاولتهِ الفرار، ولم يُسلّم نفسهِ كما ادّعى في الفيديو، بل أشهر سكينه في وجه الشرطة.
محطة القطارات، حيثُ ألقت الشرطة القبض على المجرم أثناء محاولة فراره. فيريل.
  • حسب شهادة الجيران الألمان المجاورين لعائلة “ميرفت”؛ العائلة كانت هادئة، خلوقة، الأطفال مهذبون تعلموا الألمانية بسرعة كبيرة، وكما علم مركز فيريل استعمل الجيران تعبير “Sehr nett” أي لطيفة جداً، بينما وُصفت ميرفت بأنها امرأة نظيفة تُحبّ العمل. وكانت تتلقى دروس في الألمانية، وحسب الموظف المسؤول في مكتب العمل: (على خلاف الكثيرين من اللاجئين، كانت تبحثُ دائماً عن عمل، وكنا نقول لها أن تنهي أولاً تعلّم اللغة).
مسرح الجريمة. فيريل
  • اجتاحت المجتمعَ الألماني موجة استياءٍ من هذه الجريمة الوقحة، والتي زادت في سوء سمعة اللاجئين وخاصة “الذكور”. الاستياء جاء أكثر من تعليقات “اللاجئين الذكور” المؤيدة لما فعلهُ المجرم، والتي قدّمت لهُ الأعذار، سواء كانت أعذار بسبب “الشرف” المزعوم، أو بسبب استخدام القاتل تعابير طائفية لتأجيج “القطيع” ضد المغدورة. علماً أنه غير مُتدين ويتعاطى الكحول وغير… الكحول.
  • أخيراً: الأطفال الأربعة الأيتام في رعاية السلطات الألمانية، بما في ذلك “أحمد” الذي ظهر في الفيديو، والذي يحتاجُ لرعاية نفسية خاصّة بسبب سلوكهِ غير الطبيعي مع والده، وهو سلوكٌ لا يمكنُ محاسبته عليه. الأب القاتل في السجن، وعقوبتهُ كي لا تتفاجؤوا لن تكون كبيرة! فقد بدأ “مشجعو” الإجرام والذكورة من اللاجئين بتقديم الدعم لهُ، وأول الدعم: (القاتل كان قد تعاطى الحشيش قبل الجريمة)! وهذا سيُخفف حكمه. مركز فيريل للدراسات. 05.03.2018