دخلَ الإرهابي عبد الفتّاح أ. 35 عاماً، مع زوجته وثلاثة أطفال، في تشرين الأول عام 2015، ألمانيا كلاجئ “مسكين” فرّ كما ورد في إفادته، من البراميل التي يُلقيها الجيش السوري على الأبرياء أمثاله… تقدّم بطلب اللجوء في مدينة Plauen في ولاية Sachsen، وحصل على الإقامة مع راتب شهري له ولعائلته قدره 2400 يورو شهرياً، مع رعاية صحية ودور حضانة ومسكن، كله مجاني قدمته له الحكومة الألمانية “الذكية”.
عشرات التبليغات وصلت السلطات المختصة عن “المواطن البريء” عبد الفتاح، والتي تأكد منها مركز فيريل للدراسات، لكن الأمن الألماني كان يعملُ كالحلزون؛ أذنٌ من طين والأخرى من عجين.
بعد مرور 17 شهراً وبعد أن كلّف الحكومة الألمانية أكثر من 90 ألف يورو، ألقت قبل يومين الشرطة الألمانية القبض على عبد الفتاح في مدينة دوسلدورف، في شقته حيث كانت زوجته وأطفاله الأربعة بمن فيهم طفل رضيع ولد في ألمانيا.
تقرير الشرطة أفاد بأنّ الإرهابي عمل سابقاً في سوريا بمحل “ميكانيك سيارات”، بعد عام 2011 انخرط في صفوف المعارضة المسلحة لقتال الجيش السوري، ثم انتقل إلى جبهة النصرة، وفي آذار 2013 قام بتنفيذ حكم الإعدام بـ 36 جندياً سورياً. والتهمة الموجهة إليه هي “مجرم حرب”.
عملية إلقاء القبض على الإرهابي ليست الأولى في ألمانيا، ففي 3 أيار 2016، ابتدأت محاكمة الإرهابي الألماني Aria L. البالغ 21 عاماً، في محكمة فرانكفورت العليا، والتهمة “ارتكاب جريمة حرب” في سوريا والانتماء لداعش، حيث نشر هذا الإرهابي على موقعه على الفيس بوك صورة له مع رأسين مقطوعين لجنود سوريين…
وقد علم مركز فيريل للدراسات من مصادره، أنّ الأمن الألماني يتلقى يومياً 30 تبليغاً عن إرهابيين لاجئين في ألمانيا، ارتكبوا جرائم حرب في سوريا، وقد تمّ تشكيل لجنة خاصّة للنظر في هذه التبليغات ومدى صحتها، بينما تنظرُ المحاكم الألمانية في أكثر من 127 قضية لمجرمي حرب من المعارضة السورية في ألمانيا، منها قضية الإرهابي اللاجئ محمد إبراهيم فاضل 43 عاماً، زعيم في المعارضة السورية المسلحة متهم بخطف مدنيين مؤيدين للدولة السورية في مدينة حلب وتعذيبهم وقتلهم 2014، و الإرهابي تيسير ر. 29 عاماً، متهم بقتل جنديين سوريين 2013 في ريف حماه، والإرهابي سليمان أحمد 24 عاماً، متهم بخطف أحد جنود الأمم المتحدة 2013. وقد بلغَ عدد الشهود ضد هؤلاء الإرهابيين حسب مصادرنا ومعظمهم سوريون 4900 شاهد إدانة، وتطالب السلطات الألمانية بتسهيلات لها في سوريا للتأكد من صحة الادعاءات وامكانية التحرك ميدانياً هناك. من جانب آخر؛ حادثة واحدة فقط من أصل آلاف الشكاوى بارتكاب جرائم حرب في سوريا كانت بحق جندي سوري، جرت في شباط 2016 في السويد، ولم تتم ادانة الجندي السوري.
تأتي عملية إلقاء القبض على الإرهابي السوري في ألمانيا، ضمن سلسلة طويلة تقوم بها السلطات الأمنية في كافة الدول الأوروبية، بتحليل سجلات اللاجئين كافة، خاصة المعارضين الإسلاميين القادمين من سوريا، منها إلقاء السلطات السويدية القبض على لاجئ سوري، 46 عاماً، قام بقتل 7 جنود سوريين في إدلب عام 2012. وآخرها في النمسا، حيث بدأت في 22 شباط الماضي، محاكمة طالب لجوء سوري لاتهامه بقتل 20 جندياً سورياً جريحاً، في ريف حمص، والذي قام لاجئ سوري آخر بالتبليغ عنهُ. الإرهابي هذا كان يتفاخر أمام الجميع بجريمته بأنه قتل جنوداً مكبلي الأيدي وجرحى. وهو إرهابي ضمن مجموعة تضم 8 لاجئين آخرين متهمين بجرائم حرب في سوريا ضد الجيش السوري في النمسا.
خاصّ بمركز فيريل للدراسات ـ برلين
06.03.2017