ألمانيا: أردوغان ولد عنيد أحمق! د. جميل م. شاهين

بعد أن وصفته الصحافة الألمانية غير الرسمية بالكلب، وفق رسوم كاريكاتورية عديدة، جاء التعبير هذه المرة رسمياً بنعت أردوغان ونظامه بنعوتٍ هي الأسوأ منذ تردي العلاقات بين ألمانيا وتركيا. حيث قالت Sevim Dağdelen النائبة عن حزب اليسار الألماني:

“بأي منطق يتحدث أردوغان عن الديموقراطية في ألمانيا، ويصفنا بالنازيين وهو ونظامه فاشيون!”.

أما نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، فقالت: “تصرفات أردوغان مثل ولد عنيد أحمق يجهل ما يقوم به.”. أندرياس شوير الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المشارك في الائتلاف الحاكم، فقد وصف أردوغان بـ”طاغية البوسفور” وطالبه بالاعتذار.

الانتقاد الألماني الرسمي اللاذع جاء بعد خطبة عصماء لرئيس النظام التركي أردوغان أمام تجمع نساء تركيات، اتهم فيها ألمانيا بأنها بلد “لا يفقه معنى الديموقراطية”! وقال: “لا تختلف تصرفات الحكومة الألمانية الحالية عن التصرفات في الحقبة النازية”، وأضاف: “تصرفات ألمانيا لا علاقة لها بالديمقراطية، وهي ليست إلا امتداداً للتصرفات النازية التي كانت تحدث من قبل.”.

العلاقات المتوترة أصلاً بين أنقرة وبرلين، انهارت فجأة عقب إلغاء ترخيص تجمعين لمؤيدي أردوغان الخميس والجمعة في مدينتي كولن وليفركوزن الألمانيتين، للتصويت بـ”نعم” في الاستفتاء المقرر في 16 نيسان القادم، والمتضمن توسيع صلاحيات أردوغان كرئيس للجمهورية.

لم يكتفِ المدعو أردوغان بذلك بل تطاول أكثر عندما قال مهدداً: “سنتحدث عن تصرفات ألمانيا في المحافل الدولية وسنحرجهم في أعين العالم. لا نريد أن نرى العالم النازي مرة أخرى، ولا نريد أن نرى تصرفاتهم الفاشية.!”. وتابع مخاطباً القيادة الألمانية: “إذا رغبتُ في الذهاب إلى ألمانيا فسأفعل، وإن لم تفتحوا لي الأبواب وإن لم تسمحوا لي بالحديث، فسأجعل العالم يقف على أقدامه.”!

ابتدأ تدهور العلاقات بين البلدين العضوين في الناتو بشدة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان، في تموز 2016، واتهام أنقرة لبرلين وغيرها من الدول الأوروبية بالتلكؤ في إدانة الانقلابيين.

وحسب ما علمهُ مركز فيريل للدراسات فإنّ أردوغان كان ينوي فعلاً القدوم لألمانيا وإلقاء خطبة حماسية بأتباعه، وكان الخبر الوارد والذي سوقه الإعلام؛ أنّ وزير الاقتصاد في نظامه هو الذي سيكون يوم البارحة الأحد هنا في ألمانيا، لكن الحقيقة أنّ أردوغان بنفسه هو الذي كان سيفاجأ جمهورهُ، فإذ بالسلطات الألمانية تُلغي التجمعين لأسباب أمنية، وتصفعُ رأس النظام التركي على قفاه، وهو ما أوجعهُ كثيراً…

حتى اللحظة؛ تجاهل مكتب المستشارة أنجيلا ميركل هجوم أردوغان، ولم يُعطِ هذا المكتب أيّ تصريح حول تحديات السلطان الجديد.

د. جميل م. شاهين 06.03.2017