مما لا شك فيه أنّ الوضع المعيشي للمواطن السوري صعبٌ بل صعبٌ جداً، وهناك نقص كبير في المواد الأساسية وشح في مدخول الفرد، والذي يقول بأنّ الأمور بخير، عليه أن يترك قصرهُ المنيف وينزل إلى الشارع ليرى أين هو الخير!
لكن… ولكن، نشر وترويج شائعات بالمزيد من الأزمات المعيشية، كأزمة قادمة في مخزون القمح، وارتفاع في سعر صرف الدولار، القصدُ منهُ بث البلبلة واليأس في نفوس السوريين، ويقفُ دائماً وراءه تاجرٌ كبير يريد بيع دولاراتهِ أو رفع سعر القمح الذي ينوي استيرادهُ. وكل هذا يخدمُ أهداف الذين عملوا على إسقاط سوريا عسكرياً، وفشلوا والآن يريدون إسقاط روح الشعب السوري العنيد، وكل هذا يصبّ في جيوب أمراء الحروب وتجار الدم السوري.
نلفتُ من مركز فيريل للدراسات عنايتكم إلى النقاط التالية:
- لا يمكن لشخص عادي أو “بطل” صفحة فيس بوك أو حتى مسؤول، معرفة القادم من انفراج أو تأزم على الصعيد الاقتصادي. والصفحة أو الوسيلة الإعلامية التي لا تضعُ بياناً عسكرياً للجيش السوري بحجة الحيادية، هي صفحة أخونجية بدون شكّ… فدعكم من الصفحات الرمادية…
- بسؤال مركز فيريل للدراسات لخبير اقتصادي ألماني هنا في برلين أكد التالي: “لا يمكن توقع سعر صرف الدولار لأكثر من ساعات، حتى في بورصة فرانكفورت نشرة الأسعار تتجدد كل دقيقة. كما أنّ سعر الدولار مضطرب الآن، وأيّ خطأ ترتكبهُ الإدارة الأمريكية الجديدة، سيطيح بسعره نزولاً.” ربما خبرة أبطال الفيس بوك أكبر من الخبراء الألمان، هذا على فرض أنهم يستطيعون التمييز بين الدولار واليورو.
- سقطت دول وتشردت شعوب بسبب الشائعات، التي كانت يوماً بنظر هذه الشعوب حدثاً مؤكّداً.
- لقد عايش الشعب السوري خلال السنوات الست الماضية كافة أنواع الأزمات المعيشية، ولن يكون هناك جديدٌ عليهِ، عاش تحت القذائف والقصف والخطف، عاش بدون كهرباء وماء، بدون غاز ومازوت وتدفئة وانترنت، فهل سيكون ارتفاع الدولار جديداً عليه!.
بالنسبة للتعميم بتخفيض استهلاك المحروقات إلى 50%، والصادر عن رئاسة الوزراء، فنراهُ قرار إيجابي خاصة أنه لا يشمل وزارة الدفاع والصحة، أي لا يشمل سيارات الخدمة التي توصل الموظفين وكذلك سيارات الإسعاف، كما أشيع. وبسؤال مركز فيريل لأحد المسؤولين حصلنا على جواب لسؤالنا: “هل ما يشاع على صفحات الفيس البوك عن أزمات معيشية قادمة، صحيح؟”. كان الجواب: “ليس هناك أيّ طارئ على مخزون القمح.” وبالنسبة للمشتقات النفطية: “هناك تحسن بدأ منذ البارحة حول توفر المحروقات، وسوف يزداد هذا التحسن في الفترة القادمة.”.
نُحمّلُ الوزارة الجديدة جزءاً كبيراً من الضائقة المعيشية التي يمر بها الشعب السوري، ونحن في مركز فيريل لا نداري أحداً، وكما عودناكم، سوف نُحاسب كل مسؤول عن تقصيرهِ. لكن رجاءنا ألا تسمحوا للخبراء الاستراتيجيين الجالسين وراء شاشات اللاب توب أن ينشروا إشاعات “أخونجية”، عبر صفحاتٍ تضع شعاراتٍ وطنية لكنها مليئة بالسموم الأردوغانية، ويكفي أن تتذكروا كم مرة وصل “حملة أغضان الزيتون” إلى ساحة العباسيين ثم ساحة الأمويين، والأيام المعدودة وانهيار الجيش، وفلان الذي سيصلي في الجامع الأموي وعلتان الذي شاهد الرئيس السوري يصلي على البارجة الروسية، كي تدركوا كم كانوا كاذبين وفاشلين، ولم يصدقهم سوى البسطاء السذج، فلا تكونوا منهم.
الوطن في حالة حرب والشعب السوري يُعاني الآن كثيراً، وهو يستحقُ أن يعيش بوضع أفضل بكثير، الأمور ليست بخير، لكنه سيخرج من محنتهِ أقوى، لأنه شعب جدير بالحياة، وسوف نحاسبُ الحكومة التي تقصّر بحقه.
سوريا كانت وستبقى. كونوا مع ســـوريا… كي تكون ســـوريا معكم
نتلقى الشكاوى العامة على بريدنا الالكتروني
مع تحيات مركز فيريل للدراسات 14.02.2017