عدد القراءات 1208399 تاريخ النشر 12.11.2016 حرب أهلية أم اغتيال الرئيس؟ الدكتور جميل م. شاهين
Ein Bürgerkrieg oder die Ermordung des Präsident?
Civil war or the assassination of the president?
خلافاً لكافة التوقعات واستطلاعات الرأي المُخادعة، والتي رجحت فوز هيلاري كلينتون، اكتسح دونالد ترامب صناديق الاقتراع، واكتسح معها كل ما هو تقليدي ومُخطط لهُ في الانتخابات الأميركية.
اجتهدت بعض الجهات الإعلامية وصوّرت أنّ ما حصل كان مُدبّر من المتنورين، استناداً لمسلسل سيمبسون، وهذا اجتهاد فاشل، لأنّ الذي يعرف شخصية هذا الرجل وأهدافه وأفكارهُ، يتأكد أنه ليس منهم، والأسباب كثيرة. لهذا وكما ذكرنا في مركز فيريل للدراسات؛ انكسرت سطوة المتنورين بوصول ترامب للسلطة، لصالح الأرثوذكسيين، وما أدراك ما الأرثوذكسيين؟.
وصول ترامب، بمساعدة الأرثوذكسيين العلنية أو الخفية، أدى لشرخ يتنامى في المجتمع الأميركي، شرخ عرقي جنسي وديني، وقد وقف بجانبه العرق الأبيض وهم المسيطرون والأغلبية.
فوبيا ترامب Trump Phobia:وصول هذا الرجل للسلطة سبب رُعباً وصل لحد الفوبيا في أوروبا، سوف نطلق عليه من مركز فيريل اسم “Trump Phobia“، الفوبيا استشرت أيضاً بين العرق الإسباني والأفارقة والمسلمين في أميركا ومعظم دول العالم، وارتجفت معه فرائص أهل الخليج، بعد أن خسروا ملايين الدولارات لدعم هيلاري كلينتون. الرعبُ ليس فقط مما هدد به هذا المصارع، بل من بدء سريان عدوى ترامب في أوروبا، وبما أنّ الجميع يُقلّدون العم سام حتى في دخول الحمام، فوصول أحزاب اليمين إلى السلطة في الدول الأوروبية بات “حلال”، وطبيعي وكأنه وجبة سريعة سيتناولها الأوروبيون، وهذا يعني أنّ انقلاباً سيحدث في الخرائط السياسية العالمية… اليمين الحاكم قادم أيها الأوروبيون…
حربٌ أهلية أميركية: تقود الآن آلة الإعلام العملاقة للمتنورين حملة ضد ترامب، تماماً كما قادتها أثناء الحملة الانتخابية، وذلك بالتركيز على المظاهرات المطالبة بعزله، وعدم الاعتراف به رئيساً منتخباً، فيتم تضخيمها وتسليط الضوء عليها، واتهامه بأنه السبب بما يجري، فها هو العنوان العريض للفضائيات الإخبارية الأميركية في نقل التظاهرات يبدأ بعبارة “إنه ترامب“! بالإضافة لعرائض يوقع عليها المتضررون من انتخابه، فيجمعون ملايين التواقيع، ثم يبلّون العرائض بالماء ويشربونها. وتماماً كما حصل في دول “الربيع العربي”، بنفس الأسلوب يتم الآن تصوير هذه المظاهرات، لكن الذي ينقصهم هو وجود السفير فورد مع 500 ليرة سورية. والبداية من مدينة بورتلاند، فالمؤيدون لترامب ومعهم الشرطة الأميركية أطلقت النار على المتظاهرين “السلميين”، فتشتعل أميركا أكثر، وتنقسم أكثر وتحدث أعمال شغب، تتطور لتصبح مسلحة، وكم هو سهل الوصول للسلاح في الولايات المتحدة. إذاً هي مقبلةٌ على تصعيد يمكن أن نصفهُ بالخطير والمقصود، وقد تصل الأمور إلى الطلب من ترامب التنحي لدرء خطر حرب أهلية… فهل سيقبل الجمهوريون بذلك؟.
اغتيال دونالد ترامب: ” عند الساعة الثانية عشرة والنصف من يوم الجمعة الموافق لـ 22 تشرين الثاني، في مدينة دالاس وبعد أن عبر موكب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط المدينة، أقدم أحد المصابين بـ “لوثة عقلية” على إطلاق النار على الرئيس، فأرداه قتيلاً، وقد استطاعت الحرس الخاصّ قتل الجاني… هذا ويعتبر ترامب الرئيس الخامس للولايات المتحدة الذي يتم اغتياله.”. سيناريو قابل للتطبيق ولن يكون جديداً على تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، وكله يتوقف على مدى ما سينفذهُ ترامب من وعود، وحسب رأينا في مركز فيريل للدراسات: “كلما ازداد تقاربُ ترامب مع موسكو وابتعادهُ عن شبح الحرب العالمية الثالثة، ازداد قربهُ من جون كنيدي“.الدكتور جميل م. شاهين. مدير مركز فيريل للدراسات. برلين. ألمانيا 12.11.2016