وخسر المتنورون وأذنابهم؛ الوهابيون والإخوان المسلمون. د. جميل م. شاهين





كما أكدنا منذ أكثر من عام، أنّ المتنورين يدعمون هيلاري كلينتون للوصول إلى البيت الأبيض، رغم كل فضائحها ومرضها المؤكد، لكنها تبقى الأكثر تحقيقاً لأهدافهم وغاياتهم. بالمقابل؛ الوهابيون ساندوا هيلاري مادياً وإعلامياً ضد دونالد ترامب، أيضاً لأنها تحقق أهدافهم وغاياتهم، فهل هذا التشابه بين الطرفين، مجرد صدفة؟

رغم فضائحها؛ المتنورون يدعمون هيلاري كلينتون د. جميل م. شاهين

  • منذ متى يدعم المتنورون هيلاري كلينتون؟ قصّة دعم هيلاري لم تأتِ عند ترشحها للانتخابات الرئاسية الأخيرة، بل منذ بداية “غسل” فضائحها، والتستر على أخطائها، ويمكننا القول حسب معلوماتنا في مركز فيريل للدراسات، أنّ الدعم بدأ عقب فضيحة وايت ووتر أو ما عرف بقضيةTravelgate  أيار 1993، والتأكد أنها وراء قرارات الفصل، عند توجيه الاتهام لها، ثم “انتحار” نائب البيت الأبيض فينس فوستر  في حزيران 1993، صديق هيلاري المخلص، والذي أخفى الملفات التي تفضحها، وكتم سرّها، ثم… انتحر.
  • داعمو الحاجة هيلاري: هم الوهابيون وأذنابهم من الإخوان المسلمين وعشرات بل مئات الملايين من عشاق هيلاري الفاشلين، دعموها وقدموا ملايين الدولارات كي تصبح سيدة البيت الأبيض، لتحقيق غاياتهم في نشر الوهابية أكثر، مع الكثير من الصلوات وبعضهم صام من أجل أن تفوز! وعسى أن يأتي يوم يرون فيها هيلاري بالحجاب، صلّوا وكبروا، وخسروا رهانهم ولم يستجب لهم إلههم الطيني ذو القرنين. هذا الرهان جاء عبر Huma Mahmood Abedin هوما محمود عابدين، مبعوثة المملكة السعودية، ومديرة أعمال تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة، وابنة الإخوان المسلمين؛ ابنة صالحة محمود عابدين، خريجة جامعة بنسلفانيا وأستاذة علم الاجتماع، “عضو” منظمة الأخوات المسلمات، “الصالحة” هذه تطالب بختان المرأة! وهي نفس المنظمة التي تنتمي إليها نجلاء علي، زوجة الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي والتي عملت في المركز الإسلامي التابع لتلك المنظمة عندما كان زوجها يدرس في الولايات المتحدة. بالإضافة لشقيق ووالد هوما المتوفي، وهما أعضاء في الإخوان المسلمين، وعملاء للمنظمات الإرهابية بدعم سعودي. هل تعرفون من هو شقيق هوما؟ إنه حسن عابدين، شريك شيخ الفتنة والدم “يوسف القرضاوي”، وصديق حسن نصيف القيادي بتنظيم القاعدة. هذا لم يكن مجرد أخبار صحفية، بل اتهام مباشر من أعضاء مجلس الشيوخ وعلى رأسهم السيناتور تشاك جراسلي، الذي بالكشف عن علاقة الإخونجية هوما بجماعة الإخوان المسلمين خاصة، في ظل اطلاعها على وثائق ومعلومات سرية. وجاءت هذه المطالبة بعد فضيحة استخدام كلينتون لبريدها الإليكتروني الشخصي في مراسلاتها الرسمية، خلال توليها منصب وزيرة الخارجية.
  • ماذا لو فازت كلينتون؟ تخيلوا معي: رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قاتل، مصاب باضطراب عصبي، هرّب غاز السارين إلى سوريا من ليبيا عبر تركيا، إلى الإرهابيين، في سجلة عشرات الفضائح، يدعم السعودية ودول الخليج وكافة المنظمات الإرهابية التي تقاتل الجيش السوري، صديق للوهابيين والقاعدة وداعش، والأسوأ رئيسة موظفي البيت الأبيض الإخونجية هوما عابدين، زوجة اليهودي أنتوني وينر، هي مستشارة الرئيس الأميركي! هوما هذه وقبل أن تصل البيت الأبيض، استطاعت زرع عدد من الإخوان المسلمين داخله، أولهم “داليا مجاهد” عضو تنظيم الإخوان المسلمين، ومستشارة أوباما! واستطاعت أيضاً رفع الحظر عن دخول  حسن البنا إلى الولايات المتحدة بقرار استثنائي من هيلاري! إذاً لو فازت، فأول المتضررين ستكون مصر، وسنرى دماءً تسيل من أجل عودة حكم الأخوان، أما سوريا فالجواب واضح؛ كلينتون هي أسوأ من السيء.
  • هل ترامب أفضل؟ ترامب أقل سوءاً، ولكنه لن يكون بالنسبة لنا “بوتين” البيت الأبيض بالتأكيد. ولا نحلم أن يأتي رئيس أميركي، لا نقول جيد معنا، بل يكفينا شره وخيره، وسنكون بأفضل حال. ترامب كابوس لكل الإسلاميين، وفي كافة الدول دون استثناء، بما في ذلك إيران، نعم إيران التي اتفقت مع السعودية على تفضيل كلينتون، إيران الخائفة من تجميد الاتفاق النووي، لكنها أيضاً لها برنامجها الإسلامي الطموح بوجود هيلاري كلينتون، وهذه هي الحقيقة: “إيران على علاقة جيدة بالإخوان المسلمين”. ترامب كابوس لأوروبا، والصدمة ترتسم على وجوه الأوروبيين ساسة وشعوب.
  • ماذا نتوقع في مركز فيريل للدراسات؟ لن نتوقع شيئاً كبيراً من ترامب، وسوف ننسخ 50% مما وعد به، دعم إسرائيل لا خلاف عليه، وهو عنوان دائم لكل رئيس أميركي. دول الخليج وعلى رأسها السعودية ستمشي باتجاه مأزق كبير. لكننا نتوقع الأسوأ من إدارة أوباما فيما تبقى لها من أسابيع في البيت الأبيض! فهل سيُقدم أوباما على خطوة انتقامية في سوريا، تُربك الجمهوريين لسنوات أربع قادمة؟
  • نعم خسر المتنورون... وهذه نقطة تُسجّل ضد سطوتهم، ونقطة أيضاً لصالح المخابرات الروسية التي عملت طول الفترة الماضية، وهذا ليس سراً، وكان ترامب بالنسبة لموسكو الخيار الأفضل، ففازت موسكو. والقصة ليست فوز ترامب وحسب، إنها أكبر بكثير من فوز مصارع نسونجي، هي خطوة في طريق “تدمير السطوة الأميركية”، وهذا حديث طويل، ننشره لاحقاً، ونشرح ربما معنى تدمير السطوة الأميركية من منظار الكبار… 

نعم خسر: الإسلاميون، الأخوان المسلمون، دول الخليج، تركيا، الاتحاد الأوروبي، رابطة علماء المسلمين، القاعدة، داعش، والأهم… خسرت المعارضة السورية المسلحة الإرهابية إلهاً شيطانياً كاد أن يدخل البيت الأبيض…

  • الكاتب: د. جميل م. شاهين 09.11.2016. مركز فيريل للدراسات ـ برلين.