أيها الشعب الفرنسي؛ يؤسفني ما يحدث في بلادكم من قتل للأبرياء، وأعلنُ أنني سأتضامن معكم… لكن؛ بعـد أن أتضامنَ مع الشهداء السوريين الذين قتلهم أجدادكم يوم احتلـوا بــلادي، وشـهداء اليـوم الذين قتلهم إرهابيـون وقفتْ حكومـة بلادكم التي انتخبتموها، بجانبهم ودعمتهم بالسلاح والمعلومات، واحتضنت أسوأ “بائعي سوريا” منذ عقود. اعلموا أنّ الإرهاب لم يأتِ إليكم من تلقاء نفسهِ، حكومتكم هي التي جاءتْ به. هذه بضاعة زعمائكم ومخابراتكم رُدّتْ إليكم لتقتل أطفالكم بطريقة وحشية.
ســأتضامن معكم… لكن؛ بعد أن أتضامنَ مـع المخطوفيـن والمفقودين والجرحـى وعائـلاتِ الشــهداء. مـع الشـعب السّـوري الصامـد، مـع الجندي والطفل والمرأة والشيخ السّوري، مـع الطالب والمُوظف والعامل والفلاح السّوري.
ســأتضامن معكم… لكن؛ بعـد أن أتضامـنَ مــع لـواء اسـكندرون الذي أهديتمـوه لحاضنـة الإرهـاب تركيـا العصمليـة. لــواء إسـكندرون أيها الشعب الفرنسي.
ســأتضامن معكم… لكن؛ بعـد أن أتضامـنَ مـع ضحايـا الإرهـاب في لبنـان وفلسـطين والعراق واليمن والجزائر وإيران ومصر وروسـيا وفنزويلا والصين وكوريا ووو…
ســأتضامن معكم… لكن؛ بعـد أن أتضامـن مع ملايين الشـهداء الذين قتلهم أجـدادكم في الجزائر ولبنان وتونس. مع دمـاء شـهداء سـالت في 52 دولة احتلتهـا حكوماتكم المتعاقبـة، أو شـاركت بسـفكها بمؤمـراتها الدنيئـة، في أفريقيـا وآسـيا وأميركـا اللاتينيـة، وما زالتْ تسيل.
أيهـا الفرنسـيّون؛ أنـا سـوريّ حـرّ لا أرى فيكم أكثر مما فيكم، أما الصغار، مرضى الدونية، الذين رفعــوا علمكم، فهؤلاء “للتسالي”. أنا سـوريّ حـرّ أفتخـر بعلمي ولن أحمل غيرهُ. أنا سـوريّ حـرّ أعتزّ بأصلي، بأقـدمِ قوميـة وحضـارةٍ.
فليـرفعِ الصغـارُ علمكم، وليتضامنـوا معكم، فالذي لا ولاء لوطنـهِ، ينفـعُ أن يكـون خادمـاً تحت أقدامكم، ينتفـعُ بإقامـةٍ أو بكرسـي تعدونـهُ بـه.
أيهـا الفرنسـيّون؛ بعـدَ أن أنتهي من التضامن مع الشعوب التي سحقتموها أنتم وشركاؤكم الأوروبيون والأمريكان، وتتضامنـوا معنـا وترفعـوا العلم السّـوري… قســماً بقاســيون… ســأتضامنُ معكـم. والعين بالعين ورحمة الله عليك يا حمورابي.
الكاتب د. جميل م. شاهين