قواعد الاشتباك الجديدة بين إيران والولايات المتحدة
أكد خطاب ترامب الأخير حول إيران، مدى سطوة اللوبي اليهودي ومعامل السلاح على مراكز صنع القرار في واشنطن، فكل ما قاله ترامب يدور حول أمرين فقط: حماية إسرائيل وتحقيق طلباتها، وزيادة التوتر في الشرق الأوسط لتوقيع المزيد من صفقات الأسلحة مع الدول الخائفة في الخليج العربي.
خطاب “المُهرج” ترامب لم يحمل جديداً سوى تهديدات فارغة، واتهامات لإيران بأنها تدعم القاعدة وطالبان والإرهاب في الشرق الأوسط،
لم يترك أبو ايفانكا تهمة ألا ونسبها لإيران وجعل منها عدو واشنطن الأول في المنطقة، وهنا يمكن القول أن حرب باردة أو ناعمة بدأت بين واشنطن وحلفها وإيران وحلفها.
الأهداف التي ستستخدمها واشنطن: برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، الحرس الثوري الإيراني، ونفوذ إيران في سوريا والعراق.
ثلاثة ملفات هي الأخطر في بنية المؤسسات الإيرانية، على الكيان الصهيوني ومصالح الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة، فصواريخ إيران باتت تصل تطال أراضي فلسطين المحتلة، ومعها قواعد أمريكا في المنطقة. ونفوذ إيران العسكري يمتد ليصل باب المندب وشرقي المتوسط.
يمثل الحرس الثوري القوة العسكرية العقائدية لحماية الثورة وفكرها ورجالتها وقيادتها، من أعداء الداخل والعملاء المحليين، وهو المسؤول عن مفهوم تصدير الثورة، والمكلف ببناء منظومة إقليمية عسكرية في دول الجوار، لتمثل أذرع نفوذ وقوة تابعة لطهران مباشرة، تحقق مصالحها وتكون خطوط دفاع متتالية عنها وجبهات مواجهة متقدمة للتصدي لأعداء طهران بعيداً عن أسوارها.من هنا يمكن لإيران زيادة نفوذها في دول الجوار، العراق وسوريا وأيضاً لبنان، لهذا فإنّ التركيز على ذلك من قبل الإدارة الأميركية، يهدف لإضعاف طهران وتحجيمها.
تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
أمر بغاية الخطورة، حيث سينتج عنه تصنيف كل من يرتبط به بتهمة الإرهاب حكماً، وهذا يعني وضع حزب الله، وهو المصنف إرهابياً، والحشد الشعبي، وأنصار الله، والفصائل التابعة لإيران في سوريا، كلها ستصبحُ إرهابية، وهو مطلب صهيوني سعودي بامتياز، أي سيصبحُ استهداف هذه الفصائل والقوات العسكرية، شرعياً من وجهة القانون الأميركي، قانون الغاب.
بعد زيارة ترامب للسعودية، وتشكيله لناتو إسلامي، يشمل كل عملاء واشنطن بقيادة وهابية، والذي هو في الواقع جبهة إسرائيلية في مواجهة إيران، لذلك ستبقى سوريا والعراق واليمن ولبنان ميادين الصراع الأساسية، وسيتم استخدام عملاء الداخل في هذه البلاد بشتى الوسائل والأساليب ضد حلفاء طهران.
ماذا عن سوريا؟
سوريا أصبحت خطاً أحمر في حسابات الروسي الإستراتيجية، لهذا نعتقد في مركز فيريل أنّه ستجري عملية تخفيف للنفوذ والتواجد الإيراني، بسحب قسم من الفصائل المقاتلة التابعة لطهران، مع استعادة الجيش العربي السوري زمام المبادرة، وسيتم تعويض الخسائر البشرية من المنشقين من خلال القوة الأمنية والدفاع الوطني والقوات العشائرية والحزبية المحلية، بغطاء روسي فولاذي عسكري مطلق.
بالمقابل سيبقى التعاون بين دمشق وطهران السياسي والعسكري والاقتصادي، قائماً على أعلى المستويات لدعم الدولة واستمرار التنسيق بينهما.
الصراع الدامي ضد إيران سيكون في العراق واليمن، لكن… الصراع الدامي في سوريا سيكون في منطقة أخرى وبطريقة أخرى… سنبحثهُ لاحقاً في مركز فيريل…
في لبنان سيكون الضغط كبيراً على حزب الله، كونه الحليف الأقوى والأشد خطرا على الكيان الصهيوني، لكن النفوذ السوري سيكون كله بجانب المقاومة اللبنانية، لتتفرغ إيران للملفات العراقية واليمنية والأفغانية والداخلية في التصدي للهجمة المتوقعة.
الدعم الروسي لإيران سيكون في العراق واليمن محدوداً، لكنها لن تسمح أن يكون مجلس الأمن بوابة للضغط على طهران وتهديدها.
لم تقم إيران بأية تجاوزات أو مخالفات في الملف النووي، حسب شهادة الاتحاد الأوروبي وروسيا، وحتى ترامب لم يستطع قول ذلك، كما أنّ هذا الاتفاق هو تقاسم نفوذ ومصالح قبل أن يكون اتفاقاً نووياً، وهو نتاج مكاسب قوة يعتقدها كل فريق، تلاه التغاضي عن تمدد إيران كي تشكّلَ فزّاعة لدول الخليج، فيزداد هلع ممالكه وهرولتها لشراء السلاح.
حذرت في وقت سابق من أن الأزمة الخليجية المفتعلة، هي لتوريط إيران بحلف وثيق مع الأخوان المسلمين، وتحويلها إلى عدو معلن للشعوب والأنظمة، وها هي طهران تغرقُ في هذا الحلف الإخواني بوساطة تركية، وتعود لدعم منظمة حماس علناً، بل وتحاول إعادة حماس إلى دمشق!! فهل تدركُ إيران خطورة اللعبة، والأهم: هل تمتلكُ وسائل الدفاع في حال غدر حماس وتركيا وقطر؟. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. زيد م. هاشم. 22.10.2017