محمد بن سلمان أو جو بايدن؟ مركز فيريل للدراسات. 18.04.2022. لاشكّ أنّ السعودية ودول الخليج العربي تقف من الحرب في أوكرانيا موقفاً محايداً ظاهرياً، لكنه يميل إلى الجانب الروسي فعلياً وبشكل قد يُفاجئ كثيرين، لكنه لن يرقى لدرجة مواجهة الولايات المتحدة.
السعودية تُساعدُ روسيا
منذ بدء الهجوم الروسي طلبَ البيت الأبيض من السعودية زيادة إنتاج البترول لمنع ارتفاع أسعاره، ورفد الخزينة الروسية بالمزيد من الأموال التي ستساعدها على الاستمرار في حربها. السعودية وبشكل واضح، رفضت الطلبَ الأميركي وحافظت على مستوى إنتاجها، كذلك فعلت دول الخليج بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.
عادت واشنطن ومعها الناتو للطلب من دول العالم إدانة الهجوم الروسي ووقف أية تعاملات تجارية واقتصادية مع روسيا، أيضاً رفضت السعودية ذلك وتابعت علاقاتها مع موسكو التي توجتها باتصال هاتفي بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس فلاديمير بوتين.
مما ورد نجدُ أن السعودية لا تقف على الحياد، بل تساعدُ روسيا لأسباب يظنها البعض تحدياً لواشنطن أو انعطافاً تاريخياً نحو المعسكر الشرقي، لكن الأمر غير ذلك.
السعودية تفعل عكس ما يأمر به البيت الأبيض
في الاتصال الذي جرى يوم السبت 16.04.2022، وهو الثاني منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 شباط الماضي، وحسب التصريحات الرسمية السعودية والروسية: (بحث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال تلقاه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سبل ضمان استقرار أسواق النفط العالمية، وتمّ تقييم إيجابي للعمل المشترك داخل مجموعة أوبك + الهادفة إلى ضمان استقرار سوق النفط العالمية، أشاد الزعيمان بالعمل المشترك داخل مجموعة “أوبك +” وأعربا عن عزمهما على تعزيز التعاون بين البلدين.) تتابع التصريحات الرسمية ما هو أهم وأكثر وضوحاً للتحدي السعودي: (تطرق الجانبان إلى القضايا الملحة للتعاون الثنائي، بما في ذلك في المجال التجاري والاقتصادي وأعربا عن رغبتهما المشتركة في تطوير علاقات متبادلة على أساس المصالح المشتركة بين روسيا والسعودية). وهذا عكس ما أمرت به واشنطن.
وكالة الأنباء السعودية الرسمية: (أكد ولي العهد مساندة المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في أوكرانيا وما يحقق الأمن والاستقرار). لا إدانة ولا استجابة لأي مطلب من الناتو.
من الأخبار الواردة؛ نية الحكومة السعودية ومعها عدة دول من أوبك، تخفيض الإنتاج بسبب ضعف الطلب على النفط بعد انتهاء الشتاء، وهذا سيحافظ على الأسعار وقد يرفعها، وكله في صالح روسيا والسعودية طبعاً.
محمد بن سلمان أم جو بايدن؟
هذه هي المعادلة الصحيحة وليس تحدي الولايات المتحدة، جو بايدن رفض الاتصال بالمسؤولين السعوديين ظنّاً منه أنهم سيطيعونه لمنصبه، وخابت ظنونه مع مستشاريه الديموقراطيين. أسعار النفط ارتفعت بعد العقوبات الغربية على الخام الروسي، لكنها تراجعت بعد قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، سحبَ مليون برميل يومياً من النفط الاحتياطي الاستراتيجي لستة أشهر ، في أكبر عملية لاستخدام المخزون وأطولها زمناً، كذلك فعلت دول أوروبا التابعة لواشنطن. وصل سعر البرميل إلى 140 دولاراً بينما توقفت الشركات العملاقة عن شراء الخام الروسي، في عملية جلد للذات، امتثالاً للأوامر الأميركية. ثم تراجع السعر لكنه بقي فوق مستوى 100 دولار.
الآن وخلال الشهور القادمة؛ أوبك لن تزيد إنتاجها بل ستخفضهُ مع بداية الصيف. الدول التي استهلكت من مخزونها الاستراتيجي، عليها إعادة ملء ما نقصها، كل هذا سيجعل أسعار النفط تقفز أو على الأقل، لن تهبط بشكل يؤثر على روسيا التي وجدت في الصين والهند سوقاً جيدة دائمة. إذاً جهود جو بايدن فشلت تماماً في هذه النقطة وأحد أهم أسبابها، الرياض.
جو بايدن ومعه الحزب الديموقراطي أهم داعمي الإسلام السياسي وعلى رأسه تنظيم الإخوان المسلمين، أي هم في عداء مع دول الخليج خاصة السعودية والإمارات وكذلك مصر. الديموقراطيون يُشجعون الانفصاليين أينما كانوا في سياسة تفتيت الدول ونشر الفوضى والحروب المحلية والأهلية. دونالد ترامب، رغم مساوئه الكثيرة، كان أفضل صديق للسعودية ومعه حزبه الجمهوري، لهذا فدعمه ودعم الجمهوريين هو الحل الذي تُعوّل عليه السعودية، والعملية ليست معاداة الولايات المتحدة، بل التخلص من جو بايدن وحكم الديموقراطيين وعودة الحزب الجمهوري الأقرب للرياض.