طائفة دينية انشقت عن البروتستانت، واعتمدت على الفكر الذاتي في تفسير الكتاب المقدس، بدأت هذه الطائفة في الولايات المتحدة، وتضم فئة من أغنى أثرياء العالم، لذلك تستخدم المال بسخاء وبذخ لنشر هذه الطائفة في كل مكان في العالم.

نُشِرَ هذا البحث للمرة الأولى بمركز فيريل للدراسات في 17 تشرين الثاني 2016، عُدّل بإضافة الإحصائيات الجديدة بتاريخ 03 آذار 2022. 

المورمون أسرعُ “دين” ينتشرُ حالياً حول العالم خاصة في الأمريكيتين، حيثُ وصلَ عدد أعضائهِ عام 2018 إلى 16 مليوناً، بينما تُشيرُ الإحصائيات الحديثة إلى أنّ العدد تجاوز 20 مليوناً، وصل إلى 1,9% من عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن دخلَ المورمون بقوة في الولايات الغنية والتي كان محظوراً فيها أو على الأقل مكروهاً، مثل كاليفورنيا وتكساس. كما ينتشرُ المورمون بسرية في بعض الدول المحظور فيها بسبب قوة تأثير “المبشرين” والقدرة المالية الهائلة لأعضاء الـLDS الرئيسيين.

بغضّ النظر عن معتقدات المورمون ونظرتهم “الدونية” للآخرين، لكنهم يمتازون بالتنظيم الشديد والالتزام بالتعليمات ويعملون كيد واحدة. يساعدون بعضهم بعضاً، والأهم؛ تحكموا بالاقتصاد فأصابوا ثراءً سيطروا به على السياسة حيث يعيشون… بالمقابل لم تفعل “زعامات” الطوائف المسيحية الأخرى شيئاً سوى “الفرجة” على أبناء رعيتها يتفرقون ويتناقصون… إلى التفاصيل. 

حروب المورمون

بدأت هذه الطائفة في عام 1830 في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وكان عددهم ثلاثين شخصاً فقط، وصل حالياً إلى أكثر من 12 مليون في أمريكا وبعض الدول الأخرى. لديهم 12000 كنيسة /هيكل/ و26 مجموعة تبشر بالمورمون في 165 دولة، و 16 مركزاً لإعداد الدعاة، ورأس مال يقدر بـ 30 بليون دولار.16 محطة راديو. محطتا تلفزيون وثلاث جامعات. يكلف المورمون أبناءهم بعد انتهاء الدراسة أن يقوموا بالتبشير في مكان ما في العالم لمدة عامين، ثم يعودوا ليستكملوا حياتهم مرة أخرى. لديهم قوة تبشيرية وكرازية ضخمة جداً.

يُرمزُ لهم بأعضاء (LDS) نسبة إلى هيكلهم Latter-Day Saints. طريقة حياتهم تتثملُ بتشكيل مجتمع منعزل في أيّ مكان يعيشون فيه ومنذ بداياتهم. يشترون ويبيعون بشكل أساسي مع بعضهم البعض ويسيطرون على الاقتصاد المحلي ثم المشهد السياسي، مع “مواعظ دينية” تقسم الناس قسمين؛ ضالّون ومؤمنون، بينما يطلقون على الآخرين تعبير “غير اليهود” حسب الكاتب الأميركي Richard Stockton الذي كتبَ عنهم (The Dark History Of Mormonism) التاريخ الأسود للمورمون. هنا تبدأُ المضايقات والعنف من سكان المنطقة الأصليين، مما يؤدي إلى حرب العصابات ليُطرد المورمون إلى منطقة جديدة، ليبدؤوا من جديد.

طُردوا من نيويورك، فاستقر المورمون في مقاطعة جاكسون بولاية ميسوري، والتي حددها زعيمهم جوزيف سميث على أنها موقع صهيون الجديدة، كمكان مركزي لبناء هيكلهم الأساسي قبل نهاية العالم الوشيكة.

كرروا مع سكان جاكسون ما حصل في نيويورك. بحلول عام 1833 طُرد المورمون من جديد فذهبوا إلى شرق ولاية ميزورب حتى عام 1838، لتعود الاضطرابات من جديد بسبب “مواعظ تحريضية” في الهيكل تتحدّثُ بصراحة عن أرض “العدو” التي أصبحت تحت سيطرتهم، وضرورة القيام بـ “إبادة” غير اليهود الذين يحتلون الأرض المقدسة في ميسوري. ردّ السكان بإجراء اقتراع في آب 1838 يمنع المورمون من التصويت أو امتلاك أرض خارج مقاطعة كلاي شرقي ميسوري. لتبدأ المواجهات المسلحة بين المورمون وأصحاب الأرض، وتُرتكبَ مجازر من الطرفين. 

هاجروا شمالاً إلى ولاية ألينوي، وتكررت نفس الأحداث لكن بصورة أفظع، حتى أُطلقَ اسم “حرب المورمون في إلينوي” عليها في كانون الثاني من عام 1845. استمرت الحربُ شهوراً قرر بعدها زعماءهم الفرار غرباً فيما سُمي Mormon Trail West، ليستقروا في مدينة SALT LAKE CITY، ويُنشؤوا أكبر تجمع لهم. كما في الصورة.

المورمون ليسوا مسيحيين

المورمون ليسوا مسيحيين. رغم أنهم يؤمنون بالثالوث والفداء والخلاص الذي أتمه السيد المسيح، فلديهم الكثير من البدع ويشبهون إلى حد كبير شهود يهوه والأدفنتست، من حيث بدعهم وأفكارهم الغريبة.

تعتمدُ نشأتهم على قصة تقول: في القرن السادس قبل الميلاد سافر أخوان يهوديان بواسطة قارب صغير من القدس إلى أمريكا الجنوبية، هناك تزوجا من عدة نساء، وأنجبا عشرات الأولاد، تحولت ذريتهما إلى شعبين هم النافيين والأمانيين، والأمانيين هم أجداد الهنود الحمر، أما النافيين فقد انقرضوا باستثناء شخص واحد فقط هو مورمون رئيس هذه الطائفة ومؤسسها!

يقول مورمون: “السيد المسيح بعد قيامته لم يصعد إلى السماء، بل ذهب إلى أميركا ومعهُ حجرين مُقدسين ليبشرنا بالمسيحية، ثم أوكلني السيد المسيح مهمة إتمام رسالته لي ولابني مورموني”

حسب القصة السابقة: كتب مورمون الإنجيل باللغة الهيروغليفية على لوائح ذهبية ودفنه مع حجرين مقدسين جاء بهما السيد المسيح من القدس إلى أميركا! في موقع قريب من مدينة نيويورك.

حسب اعتقادهم:

بعد مورمون، ضلّ جميع المسيحيين في العالم وضلّت الكنائس وقادتها، واختفت المسيحية الحقيقية من العالم كله، باختفاء الانجيل الحقيقي في نيويورك، إلى أن ظهر النبي جوزيف سميث المولود في فيرمونت 1805، فقام بإخراج هذا الإنجيل عام 1820.

كيف تم اكتشاف مكان الإنجيل الحقيقي؟

نزل الوحي على النبي جوزيف سميث على هيئة ملاك ومعه شخص آخر. كان جوزيف آنذاك بعمر 15 عاماً فقط. قال له الملاك: “أنت الذي سوف يستعيد الإنجيل الحقيقي والمسيحية الحقيقية، إياك أن تنضمّ لأية كنيسة من الكنائس لأنها فاسدة. الإنجيل موجود قرب نيويورك، ومعه حجران مقدسان تضعهما على رأسك تحت القبعة، وطالما هذان الحجران على رأسك سيستمر الوحي بالنزول عليك.” استمر نزول الوحي على جوزيف سميث على مدى 15 عاماً ليصل إلى 135 مرة، جمع جوزيف سميث ما قاله له الملاك في كتاب الوحي الإلهي /كتاب المورمون المقدس/.

هل تُشبهُ إشارة المورمون إشارة جماعة أخرى؟

اعتقادات المورمون:

اليهود أكرم بني البشر وأفضلهم عند الإله.

الصليب رمز لموت المسيح وقد انتهت رمزيته بموته، لهذا لا يؤمنون بالصليب، ويعتبرونه صنماً.

لا قدسية للسيد المسيح، وهو فانٍ غير أزلي، لأنه مخلوق بشري له أخ هو الشيطان. وقد تزوج المسيح من كثيرات.

المسيح سيأتي في آخر الزمان ويجمع المسيحيين على كنيسة واحدة ويقتل الكفار، ويقيم مملكة العدل ويعم الرخاء في هذا العهد الذي يستمر لفترة ألف سنة، وفيها يتم تقييد إبليس وفي نهايتها يفلت إبليس، وبعدها تقوم القيامة للناس جميعًا.

يؤمنون بتعدد الزوجات. النبي مورمون تزوّجَ عدداً غير محدد من النساء.

المحرمات

الخمر. الشاي. القهوة. التدخين. الديسكو. الكوكا كولا. الزواج المثلي. قراءة أي كتاب ديني آخر.

المعبد عند المورمون اسمه هيكل وليس كنيسة.

الثالوث غير متساوٍ في الجوهر، وهو ثلاثة أشخاص منفصلين عن بعضهم البعض.

يتهمون الكنيسة الحالية بعبادة الأوثان، وبأنها كنيسة الشيطان، وأنّ الإنجيل مُحرّف.

الله له جسم من لحم وعظام ملموس كإنسان، تزوج العذراء لتنجب المسيح. ثم تزوج عدة آلهة فأنجب مليارات من البشر.

البشر هم أرواح في السماء قبل أن تأتي إلى الأرض.

هناك عدد غير محدود من الآلهة، لكن الآب هو أقواها. هذه الآلهة تتزاوج وتنجب.

هاجر عام 600 قبل الميلاد أسباط اليهود إلى أميركا.

الإنسان يحتاج للخلاص بعد موته.

يؤمنون بإعادة بناء إسرائيل و جمع أسباطها العشرة.

الله كان مرة رفات رجل، والرجال يمكن أن تصبح آلهة.

الكهنوت لا يعطى للزنوج لأن الزنجي ملعون من أيام كنعان ابن حام ولا يستحق الكهنوت. ولكن مع الضغوط من كثير من المنظمات الإنسانية، قالوا أخيراً بمجيء وعد بأن ينال الزنوج الكهنوت ولكنهم في السماء سيكونون خدامين للمورمون الآخرين.

كل مورموني يدفع 10% من دخله للهيكل.

يجب استشارة الموتى في بعض الأمور.

يجب أن تتم معمودية الموتى. فمن الممكن أن يعمدوا إنسان مات حتى ينال المجد في السماء.

لديهم عدة كتب مقدسة: رؤيا المسيح الثانية، رؤى وأحاديث جوزيف سميث، كتاب المورمون المقدس، الخريدة النفيسة.

إشارة اليد في المورمون

لدى المورمون عدة رموز دينية منها النجمة الخماسية والسداسية والعين وطريقة مصافحة خاصة، كما يضم المورمون إبهام كفّهم ويتركون الأصابع الأربعة، وهي علامة يستخدمها الماسونيون وتعني أن الإله يَراكم وقوته فوق قوتكم. وقد رأينا المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري (Mitt Romney)، يرفع يده ملوحاً بعلامة الأصابع الأربعة، وهو من أشهر المؤمنين بهذه الديانة، وبمنظور المورمون، فإنّ الأصابع الأربع تشير إلى: الأرض – الماء – الهواء – النار، فتأتي إصبع الإبهام كعين حارسة واحدة. مركز فيريل للدراسات. Firil Center For Studies. بقي أن نسأل: هل تشابه إشارة المورمون والإخوان المسلمين، كان محض صدفة؟!