تمهلنا في نشر أية شكوى ضد الاتحاد العام لنقابات العمال شهوراً، رغم ورود عشرات الشكاوى لمركز فيريل. شكاوى طالت أكبر القائمين على مراكز المسؤولية في الاتحاد، بعضها يعود لأحداث قديمة وأخرى حديثة ومستمرة. الشكاوى تركزت حول فساد في الإدارة والأغرب “بلطجية” المسؤولين.
كالعادة؛ ليس لدينا خطوط حمراء، ولا أحد فوق القانون… نحن لا نتهم بل نستعرضُ هذه الشكاوى بعد أن تأكدنا من صحة معظمها، بالنسبة لباقي الشكاوى خاصة حول الفساد، فبالتأكيد لن يترك المسؤول الفاسد وراءهُ دلائلَ دامغة، وهنا تأتي مسؤولية أجهزة الدولة.
رئيس اتحاد نقابات العمال أم رئيس فرع مخابرات!؟
من الشكاوى المقدمة إلينا، عدم تعويض عمال عن إصابات أثناء العمل، وبعضها حصل نتيجة قصف المعامل من قبل الإرهابيين، خاصة العمال الذين يعملون ضمن الخدمة العسكرية الاحتياطية، أي أنهم جنود بدون سلاح، وعند اصابته لا يحصل على تعويض. كذلك الأمر بالنسبة للحوافز الإنتاجية، يسمعُ بها العمال دون أن تصل أيديهم عشر ليرات!! طلبنا من أحد المشتكين أن يراجع المسؤولين، فقال أنه راجعهم مراتٍ دون جدوى. سألناه: (لماذا لا تراجع رئيس الاتحاد شخصياً؟) فأجاب: (دخول مكتب رئيس فرع مخابرات أسهل من دخول مكتب رئيس الاتحاد)!. ثم ذكّرنا بما جرى للصحفي آدم الطريفي وإسماعيل أحمد في “الملتقى الدولي للتضامن مع عمال سوريا وشعبها في وجه الإرهاب” في أيلول 2015، عندما قام مرافقو السيد جمال القادري رئيس الاتحاد بضرب وتهديد الصحفي المذكور بالسلاح، وقال العامل: (أخشى أن يفقد السيد جمال أعصابه ويستخدم سلاحه هذه المرة)!. نذكرُ هنا أنّ حادثة ضرب الصحفي قد حُلّت ببوسة شوارب لاحقاً… يومها نشر المركز الإخباري في التلفزيون السوري على موقعه الإلكتروني تفاصيل الحادثة، واستنكر إعلاميون سوريون في بيان أصدروه ما حصل مع الصحفيين في المركز الإخباري، مطالبين بمعاقبة السيد جمال القادري ومحاكمته بسبب ممارساته… يبدو أنّهُ تمّ “لفت” انتباه السيد جمال القادري لذلك وانتهت القصة بكون الصحفي هو المُذنب!!
تصريحاتٌ مشجعة من رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال
رغم كل ما قيل ويُقال عن السيد جمال القادري، لكنه شخصياً يعمل بشكل متواصل ودؤوب، ويتواجد حسب مراسل مركز فيريل في دمشق منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل على رأس عمله، ومن تصريحاته: (لن أكون شاهد زور على الفساد)، في إشارة لتغلغل الفساد في الاتحاد. ويضيف: (لن أقبل أن أكون كالزوج المخدوع في الفساد). في تصريح آخر: (طالب رئيس الاتحاد العام لعمال سورية جمال القادري رؤساء اللجان النقابية، بنكران الذات و امتلاك القدرة على خدمة الآخرين، والاخلاص بالعمل لأنهم يعملون على مهمتين: وطنية وتتمثل بمنع الهدر ومكافحة الفساد الذي ينخر بعض مواقع عملنا).
كلام رائعٌ، دعونا نرى التطبيقَ العملي من خلال الوقائع التالية:
- هناك هدر وتبذير وفساد مالي، في مكاتب مسؤولي الاتحاد والأبنية المرممة أو الحديثة، فمثلاً وحسب رقم قريب من الحقيقة، كلّفَ ترميمُ مكتب رئيس الاتحاد 9 ملايين ليرة سورية. استغربنا الرقم، فقيل لنا: (الجاكوزي فقط كلّف 2 مليون ليرة سورية)!. نعم، جاكوزي أين؟ في غرفة حمّام مجاورة للمكتب. غير معقول. أكد لنا موظف يعمل في المبنى أنّ السيد جمال يتأخر في دوامه ويتعب كثيراً لهذا هو بحاجة لجاكوزي. طبعاً لم يستطع مركز فيريل الوصول للجاكوزي المزعوم.
- مستوصفات ومشافي العمال “مُلزمة” بشراء الأدوية من مستودع واحد محدّد، حيث عرض أحد العمال أدوية متنوعة بما في ذلك حبوب الفياغرا! هذا المستودع خاصّ وحديث التأسيس ولم نتمكن من معرفة مالكهِ الحقيقي!!
- سفر مسؤولين كبار في الاتحاد وعلى نفقة الدولة، إلى لبنان وشرم الشيخ!! لحضور اجتماعات عُماليــة!!
- ماذا عن مبنى نادي عمّال الكهرباء في برنية وقصة ترميمه؟ بيت الاتحاد في دُمر؟ تكاليف الترميم تجاوزت عشرات الملايين!!
- هناك أسطول من السيارات الثمينة لدى مسؤولي الاتحاد ورئيسه شخصياً، منها سيارة جاكوار انكليزية فُرِزت لموظفة ما… ثم سُحبت منها، وأعطيت سيارة كيا سيراتو “تمشاية حال”. كذلك الحال بالنسبة لأبناء وبنات مسؤولي الاتحاد، الذين يقودون سيارات الدولة (مرسيدس بيضاء، بي إم في سوداء…).
- ارتباطات وتشعبات ومصالح مع دوائر ووزارات أخرى؛ مثلاً: زوجة المسؤول فلان تستلم صناديق الاتحاد المالية مقابل السكوت عن فساد الاتحاد. الأمين المالي يختلس أموالاً بفواتير مزورة ويتقاسمها مع مجموعتهِ.
شبكة ارتباطات وفريق إعلامي دفاعي
يمتلك مسؤولو الاتحاد ورئيسه فريقاً إعلامياً ناشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مهمتهُ دفاعية ثم هجومية… والتعرّض لهؤلاء المسؤولين يستوجبُ نشاطاً تالياً ضدّ أيّ صحفي كتبَ ضدّهم، ليقوموا بنشر الإشاعات حول هذا الصحفي وتلفيق التهم… لهذا؛ عزفَ معظم الصحفيين عن التعرّض لفساد الاتحاد العام لنقابات العمال.
الفريق الإعلامي هذا، أمرٌ ثانوي مقارنة مع أربعة أذرعٍ أخطبوطية لمسؤولي الاتحاد، تجعلهم يستمرون في فسادهم دون خوف.
أولاً: ذراعٌ تصلهم وتحميهم أمام السيد رئيس مجلس الوزراء.
ثانياً: ذراعٌ مع هيئة الرقابة والتفتيش.
ثالثاً: ذراعٌ تبيّضُ صفحتهم أمام الأجهزة الأمنية والوطنية.
رابعاً: ذراعٌ يصلهم مع شركات التأمين.
نتحفظ إلى حين في مركز فيريل، عن ذكر أسماء هذه الأذرع…
المطلوب
بعد هذا الكم الهائل من النقاط الواضحة، يُطلبُ إجراء تحقيقٌ فوري مع مسؤولي الاتحاد العام لنقابات عمال سوريا، وإظهار الحقائق، إما بتبرئة ساحاتهم ابتداءً من السيد جمال القادري رئيس الاتحاد، أو الإدانة وما يتلوها… مركز فيريل للدراسات 10.07.2017