وصلتني كلماتٌ على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي تطلب مني أن أكتب “دراسة موجزة عن الوضع المسيحي في حلب؛ إحتياجاته ودوره”.
منذ بداية الأزمة في سوريا، تنادى الكثير للتباكي على وضع المسيحيين، وهم – إذا اعتمدنا حسن النية ـ نستطيع أن نقول عنهم أنهم متحمسين، وبالحقيقة فإن الكثير منهم هم من المتسلقين الذين يريدون أن تتسلط الأضواء عليهم من خلال الادعاء بدراستهم لملف مهم هو “الوضع المسيحي”.
إليهم أقول:
مشكلتنا هي معكم أيها المتسلقون.
مشكلتنا مع الكذب والنفاق والدجل.
إنّ وجود رجل دين مسيحي في فعاليات متنوعة لا يعني أننا بخير، فلدينا أيضا بعض رجال دين يحبون الأضواء.
الهجرة المسيحية التي تفاعلت مع بداية الأحداث في سوريا كان الخوف من المستقبل المجهول أحد أسبابها.
لم نكن نريد تركَ أرضنا التي عشقناها، ولكن الخوف من الصراعات التي اتخذت من الدين غطاء هي التي أخافتنا.
خوفنا من كذبكم علينا وتقبيلكم لنا في كل مناسبة، كقبلة يهوذا للسيد المسيح، جعلنا نشاهد بعض الوجوه القبيحة بدون أقنعتها.
من يقول بأن المسيحيين الذين هاجروا سيعودون، هو بعيد عن الحقيقة، فمن هاجر سيعود الى سوريا ولكن ليبيع أملاكه وفي أحسن الأحوال سيبيعها الأبناء.
يتباكى الكثيرون ويعقدون الندوات ويتكلمون في المؤتمرات حول مسيحيّي الشرق عامة وحول مسيحيي سوريا خاصة، ولكن الكلمات التي يصدرونها وخطاباتهم البليغة تبقى مجرد كلمات.
مشكلة المسيحيين معكم أيها المتسلقون، وهي مشكلة الوطن عامة، لأن تسلقكم أساء الى الوطن، والمسيحييون مكون من نسيجيه.
كفاكم رياءً بسؤالكم حول وضع المطرانين المخطوفين وأنتم تضعون على وجوهكم مسحةً من الألم الكاذب.
كل مختطف او مشرد مهما كانت ديانته، يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع.
كل جائع أو مريض أو فقير أو محتاج هو أشرف من ابتساماتكم ومؤتمراتكم وشهادات ودروع التكريم، فالدرع الوحيد الذي أحترمه هو الشهيد والجندي الشريف الذي جعل من جسده درعاً ليحمي الجميع.
كفاكم سؤالا عن وضع المسيحيين وما يحتاجونه وغيره، وكأن المسيحيين هم ضيوف على سوريا.
كل المسيحيون هم لأجل كل الوطن ومثلهم مثل الجميع.
كفاكم تباكيا وانتحاباً على هجرة المسييحين.
لأنكم تبكون كالنساء عن أخوتكم المواطنين المسيحيين الذين لم تقفوا معهم ـ أيها المتسلقون ـ كالرجال.
اللهم اشهد اني بلغت