تطبيق شام كاش؛ نصبٌ أم تجسّس؟

تطبيق شام كاش؛ نصب أم تجسس؟ بحث من مركز فيريل للدراسات. 15.04.2025

الموقع المطلوب خطير واتصالك غير خاصّ، ربما يحاولُ الموقع سرقة معلوماتك الشخصية. مَنْ يريد فليُجرّب على مسؤوليته، وهذه صورة عن التطبيق.

رغم هذه العيوب تُصرُّ الحكومة المؤقتة على طريقتها القادمة من عصور ما قبل التاريخ مع غياب الضمانات المالية، أي لا توجد تأمينات أو ضمانات لحماية أموال المستخدمين في حال تعرض التطبيق للاختراق أو الإغلاق، فما الذي يضمن أنّ “النصابين” لن يُغلقوا أو يُعلّقوا التطبيق فترة ما قد تكون دائمة؟ 

تأكدنا في مركز فيريل للدراسات أنّ صاحب التطبيق هو (بنك شام) وبدون أل التعريف وهو ليس بنك الشام انتبهوا، الذي تأسس عام 2006 بدمشق.

وتحمل اسم   Watad Petroleum بالإنكليزية، شركة نقل وبيع بترول أسسها أبو محمد الجولاني صيف 2017، مقرّها مدينة إدلب مملوكة “نظرياً” لهيئة تحرير الشام، اشترت البترول من عصابات قسد في الحسكة ودير الزور، وباعتهُ في أرياف إدلب وحلب لمحطات الوقود.

الأموال التي تجنيها شركة وتد يتم إيداعها في بنك شام، لأنه ببساطة لا يقبلُ بنكٌ رسمي بترخيص حكومي إيداعَ أموال مجهولة المصدر. حتى البنوك التركية رفضت إيداع عشرات الملايين من الدولارات، عِلماً أن مؤسسة البريد والشحن التابعة لأردوغان وبرمز (PTT) تمتلكُ 12 مقراً لها داخل الأراضي السورية المحتلة، لكنها لا تستطيعُ شغل مكان بنك شام، أو حتى التفكير بمنافسته.

حتى أهل إدلب أنفسهم لا يثقون بهذا البنك، ويلقبونه ببنك الجولاني. ولهذا رفضَوا إيداع ليرة فيه هذا إن وُجدت أصلاً. انتقاداتهم كانت لسببين؛ الأول مَنْ لديه مال لن يودعهُ بنكاً بل سيشتري طعاماً لعائلته. الثاني: إن امتلكنا المال، لن نودعه في هذا البنك قبل أن نرى تعاملاً أجنبياً معه، وفق ترخيص صريح وامتلاكه أصولاً مالية في تركيا على الأقل.

بالتأكيد لم ننسَ بعد البطاقة الذكية وأسماء الأخرس، تلك البطاقة والتطبيق كانا مرخّصين ومعترفٌ بهما، رغم ذلك سُرِقتْ مئات ملايين الدولارات عن طريقه، إلى جيوب العائلة “العطرية”. اليوم دكانة التحويلات تلك تملكها هيئة تحرير الشام، مُصنّفة إرهابية، ولا تملكُ أيّ اعتراف مصرفي رسمي، فهل ستكون أقلُ سوءاً من بطاقة آل العطري؟بنظرة أولية فقط، سيدخلُ جيوب مالكي تطبيق شام كاش، حسب تقديرات مركز فيريل للدراسات، بين 3 و 5 مليون دولار سنوياً، من تحويل الرواتب عن طريقها فقط، هذا إن لم تحصل عمليات اختلاس أو نصب واحتيال.

هناك أيضاً تقييد العملات نتيجة حصر التعامل بالدولار والليرة التركية، وكأننا نعيش في زمن الاحتلال العثماني المجرم. هذا يعني الحدّ من استخدامه في المعاملات اليومية داخل سوريا 

بعد ما استعرضناه نجدُ أنّ تطبيق شام كاش أُوجد لغايات آخرها تسهيل عملية قبض الراتب على الموظف السوري. لذلك نصيحة مركز فيريل سحب الراتب كاملاً ولمرة واحدة، وعدم إيداع أية أموال في هكذا شركات أو بنوك وهمية، على فرض أنّ الراتب “الهزيل” يتحمّلُ السحب أكثر من مرة.
نصيحتنا أيضاً، عدم إعطاء أية معلومات لا تعرفها الدائرة التي يعمل بها الموظف، خاصة أرقام هواتف أو حسابات بنكية أخرى أو مكان التواجد، أو عندما يحدثُ طلبٌ فجائي؛ مثلا: الطلب بالفيديو للتأكّد من المتعامل. هذا لا يحدث في أكبر البنوك العالمية وإن حدث فيكون عند طلبِ قرض كبير. في هذه الحالة الأفضل الذهاب شخصياُ وتجنّب الكاميرا. وأيضاً السؤال عن تحديد المكان. هذا لا يطلبه أي بنك في العالم.

التطبيق يُستخدم كأداة لتمرير أجندات سياسية واقتصادية مشبوهة، وهو دون شك ليس حلّ رقمي حقيقي، كلّ ما يخصّهُ مبهم وغامض وغير مرخّص إقليمياً أو عالمياً، ومملوك لجهة إرهابية لا يُمكنُ الاعتراف بها، لهذا هو خطر على مستخدميهِ هذا بالإضافة للعيوب التقنية وعدم ربطهِ بالنظام المالي السوري، مما يزيدُ في الأزمة الاقتصادية ولا يسعى لحلّها، وكأننا أمام أسوأ حكومة متخلّفة يتزعمها جاهلٌ ظنّ أنّهُ نصّبَ نفسه بنفسه ولنفسه حتى آخر أنفاسه. خاصّ بمركز فيريل للدراسات. 15.04.2025