القادم على سوريا حتى حزيران. زيد م. هاشم. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات.

القادم على سوريا حتى حزيران. الكاتب زيد م. هاشم. إدراة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 

دخلت الأزمة السورية عامها الثامن، بصورة مختلفة عن باقي الأعوام، فموازين القوى باتت واضحة أنها لصالح الجيش السوري، وأصبحت المعارضة السورية المسلحة غير موجودة فعلياً على الأرض، بظهور الوكيل الأصلي الغربي والعربي، وقتاله الصريح، بالإضافة لوجود عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب.

إنّ تطهير الغوطة الشرقية، وهي خزان الإرهاب الرئيسي الذي عُقدت عليه الآمال للهجوم على دمشق، هو بأهمية تحرير حلب إن لم يكن أهم، فالضوضاء التي رافقت تحرير الغوطة كانت أكبر، خاصة مع الدخول إلى قلبِ الإرهاب… دوما.

كلنا شاهدنا ما يمتلكهُ إرهابيو جيش الإسلام من عتاد عسكري ثقيل وبكميات فاقت كافة التوقعات، جرى تسليمه للجيش السوري في القلمون الشرقي البارحة السبت، وهي تعادل ما يمتلكهُ جيش دول وليس عصابات تكفيرية!

الانتقام الأميركي الهوليودي “قُصقصت” جوانحهُ بضربة فاشلة لعدة مواقع عسكرية، بعد تمثيلية الكيماوي الفاشلة أيضاً، لكن هل انتهت تمثيليات الكيماوي؟ بالتأكيد لم تنتهِ وقد نراها في درعا أو ريف حمص وحماة الشمالي… وربما تخترعُ واشنطن حججاً أخرى لضرب الجيش السوري مع كل تقدّمٍ يُحرزهُ… فما هو القادم على سوريا؟

القادم على سوريا حتى نهاية الربيع

بعد تحرير الغوطة الغربية والجبهة الجنوبية، مخيم اليرموك والحجر الأسود.. . ستصبح محافظة ريف دمشق محررة بالكامل، وهنا تكثرُ التكهنات والتنبؤات، ونحن في مركز فيريل نحلل ولا نتنبأ…  لقد سبق وتحدثنا عن المعارك الثلاث الكبرى التي تنتظرُ الجيش السوري وحلفاؤه… المعارك لم تبدأ بعد.

درعا والقنيطرة وريفهما

التوجه لتطهير بؤر الإرهاب في درعا والقنيطرة، بات ضرورياً وخطراً بآن واحد، المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت: (إنّ لدى موسكو معلومات تشير إلى عزم المعارضة إقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب سوريا بدعم من الولايات المتحدة… المعارضة تتلقى شحنات مشبوهة عبر الحدود الأردنية تصلها على أساس أنها مساعدات إنسانية أميركية).

الذي يحدث أنّ جبهة النصرة اتفقت مع إرهابيي الجيش الحر وبوساطة من المخابرات أردنية، وبإشراف أميركي، وهذه معلومات مركز فيريل للدراسات وردتنا من الأردن، وقد أنشأوا “غرفة قيادة مشتركة” للتنسيق فيما بينهم، حيث يشنون هجمات مشتركة ضد الجيش السوري في أرياف درعا والقنيطرة وحتى السويداء، والقصد توسيع منطقة سيطرتهم، بما في ذلك السيطرة الكاملة على “العاصمة” درعا، وهو ما أكدتهُ موسكو أيضاً، بأنّ منطقة الحكم الذاتي في الجنوب يُخططُ أن تكون درعا عاصمتها. الأردن غارق حتى أذنيه في هذا الدعم وبالتنسيق ليس مع واشنطن فقط بل مع تل أبيب. ولكن هل سينجحون في ذلك؟ التجارب السابقة كانت فاشلة بما في ذلك الغوطة الشرقية، ومعلوماتنا تقول أنّ موسكو لن تسمح بذلك، وسوف تتدخلُ بشكل واضح لدعم أي تحرك سوري عسكري، عند الحدود مع الجولان المحتل.

 

لمخابرات الأردنية والأميركية والإسرائيلية، تُنسقُ لتشكيل حكم ذاتي للإرهابيين عاصمته درعا، تكون إدراته الفعلية في عمّان التي تخطط لضمّهِ لاحقاً. الدكتور جميل م. شاهين.

معركة ادلب الكبرى

إرهابيو جيش الإسلام تم نقلهم من الغوطة والقلمون إلى الشمال الذي تُسيطر عليه تركيا، لكن جيش الإسلام مدعوم من السعودية وهي على خلافٍ مع تركيا! فلماذا وافقت الرياض على ذلك؟

عندما نقول السعودية، يجب أن نفكر فوراً فيما تريد واشنطن، الأخيرة تريد زيادة نفوذها في الشمال الغربي السوري من خلال آلاف من إرهابيي جيش الإسلام، وتدخلهم باتفاق مع المليشيات الكردية لمواجهة تقدم الجيش السوري والحضور الروسي المتزايد هناك، خصوصا أن جيش الإسلام حاضر بجنيف والأستانا، جعل المليشيات الكردية وقسد وجيش الإسلام، أدوات ميدانية وسياسية في المستقبل، وكلنا يتذكر رغبة واشنطن منذ فترة بفتح قاعدة عسكرية للأمريكان في الغوطة الشرقية، الحديث عن هذه القاعدة بقي في الكواليس… وفشل…

من جانب آخر، تريدُ الرياض ومعها أبوظبي من جيش الإسلام والمليشيات، مواجهة النفوذ التركي نتيجة الصراع بين حلف آل سعود آل نهيان، ضد حلف أردوغان تميم، فلا تستغربوا أن تظهر الأزمة القطرية واليمنية والليبية والمصرية في الشمال السوري!! كما ستقوم الرياض بنقل جزء من جماعة علوش الإرهابية من خلال القواعد الأمريكية، إلى اليمن كونهم مرتزقة يُقاتلون من أجل المال، كما أنّ معلومات مركز فيريل أنّ بين 10 إلى 15% من جيش الإسلام ليسوا سوريين، إذاً سيقاتلون في أي مكان.





 

تحرّك الجيش السوري باتجاه إدلب، سيكون كبيراً ولن يأتي بين ليلة وضحاها، وستسبقهُ تحركات سياسية لاستنفاذ إمكانيات الحل السلمي.  

تركيا تحاول القبض على كافة المفاتيح، فتارة نراها قريبة من روسيا لمواجهة خصومها حلفاء واشنطن من المليشيات الكردية وحالياً جيش الإسلام، ثم تبتعدُ عن موسكو عندما يُطلب منها تسليم عفرين للجيش السوري.

تركيا مُجبرةٌ أن تُقدّمَ جبهة النصرة المحسوبة عليها وعلى قطر، كبش فداء لموسكو ودمشق مقابل ضرب المشروع الأمريكي الذي يُقرأ منه تصعيد في الداخل التركي ضد أردوغان، من قبل جماعة  فتح الله غولن المدعومة أمريكياً. كما أنّ تدخل واشنطن في إدلب محدود.

 

في الحقيقة: سيبقى أردوغان “مهزوزاً، تارة في حضن بوتين وتارة في حضن ترامب.

 

معركة تحرير الجزيرة السورية والقوات العربية

التقينا هنا في برلين ببعض قيادات أحزاب كردية، وسألهم مركز فيريل عما حصل بالحكم الذاتي الذي قرروا إعلانهُ مراتٍ، فكان جوابهم… لا جواب. في الحقيقة أنّ زعماء الأحزاب الكردية الانفصالية لا يعرفون ماذا يحدث في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور!! من الأجوبة التي قالها لمركز فيريل قيادي في أكبر الأحزاب الكردية الانفصالية: (سوف تساعدنا القوات العربية على إعلان الحكم الذاتي). إذاً يتبخرٌ أمل ويُخدعُ الانفصاليون ويسقطون بالحفرة، ثم ينهضون استعداداً للحفرة التالية، وهكذا.

إنّ معركة تحرير الجزيرة مؤجلة حالياً بانتظار انسحاب القوات الأميركية، ونقول هنا إن حصل… القوات الفرنسية لن تكون صعبة، والجندي الفرنسي سيفكرُ بساقيه مع أول عملية مقاومة ضدهُ.




في حال انسحاب القوات الأميركية، والذي لن يكون كاملاً بجميع الأحوال، ستكون القواعد الأمريكية التي تمتد من منبج لعين العرب للرقة والحسكة ودير الزور، غالباً مقراً للقوات العربية، والجيش المصري سيكون عِمادُ هذه القوات… هذا هو المطروح، فهل سيحدثُ ولماذا مصر؟

لماذا مصر؟ هنا السؤال الكبير الذي على الشعب المصري الإجابة عليه قبل قيادته… بانتظار لقاءِ “تخفيف مؤقت للتوتر” بين ترامب وبوتين، واتفاق مرحلي غير دائم حول المصالح الإستراتيجية للقضايا العالمية، ومفتاحهُ الدائم… سوريا. الكاتب زيد م. هاشم. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 22.04.2018 سوف نناقش في المقالة القادمة لماذا يريدون إرسال قواتٍ عربية إلى الشمال السوري.