
عندما تسلّلَ الجولاني من باب المطبخ؟ بحثٌ من مركز فيريل للدراسات. 15.11.2025. الباحث زيد م. هاشم. إدارة التحرير. سبقَ وتحدثنا مرّاتٍ عن الإرهابي أبي محمد الجولاني، والمهمات التي جاؤوا به لتنفيذها. لابأس من إعادة التذكير مع تحليلٍ جديد ومعلوماتٍ وصلتنا، ننشرُ بعضها. إلى التفاصيل.
نهاية عصر الإسلام السياسي
ذكرنا في بوست قصير على صفحة مركز فيريل قبل يومين، قيامَ واشنطن حالياً، بإعادة رسم خارطة الشرق_الأوسط_الكبير، بوجود لاعبين “جُدد” أُدخلوا إلى الساحة، لإبعاد أعدائها عن المنطقة وتنفيذ ما رُسِمَ منذ عقود. من أهداف المرحلة، وبعد تأسيسهم له ودعمه بكافة السُبل بما فيها الأفراد، الأفراد الذين أصبحوا زعماء دول أو منظمات، جاءت عملية تحجيم_الإسلام_السياسي بشقيه السني والشيعي، والإبقاء عليه في غرفة الإنعاش لوقت الحاجة. مانراهُ هو عدم التخلّص نهائياً من الإسلام السياسي، لأنهم قد يحتاجونه مستقبلاً. نجحوا بالقضاء على الأنظمة_العروبية_القومية، وبمساعدةٍ غير مقصودة من هذه الأنظمة أنفسها، في معظم الدول العربيةوعلى مراحل.
بدأَ التحجيم مع منظمة_حماس في غزة. للحقيقة نقول؛ نجح الغرب في عدة خطوات، ليس بسبب خبثهم وخبرتهم فقط، بل بسبب غباء وجهل الجهات المُستهدفة. فتمّ تقزيم كافة القضايا بـ القضية_الفلسطينية وبمساعدةٍ أساسية من العرب والمسلمين، حُكاماً وشعوباً، ثمّ جاء تقزيمُ القضية أيضاً؛ فأصبحت غزة تُمثلُ القضية! ليأتي تقزيمٌ جديد باعتبار حماس هي غزة، ويجب تدميرها واحتلالها للقضاء على “الإرهاب الإسلامي”. قريباً سنرى تقزيم فلسطين كلها بشخص واحد، وقسّ على ذلك والشعوب نائمة
بالتزامن جاءَ دور حزب_الله_لبنان. جولات التخلّص منه عسكرياً، مستمرة والكثير قادم تحت عيون إيران المتراجعة، وكم حذرنا إيران من ذلك! قلنا في مركز فيريل أنّ صداقة تنظيم الإخوان ستحرقُ أصابعك يا طهران. طُرِدت_طهران من سوريا وفلسطين ولبنان إلى درجة بعيدة، ونُقلت المواجهات إلى عقر دارها، بكل تأكيد أبلتْ بلاءً حسناً في التصدي لأعدائها، بمساعدة “شكلية” من الصين وروسيا، والأعداء هنا من المسلمين قبلَ “الكفار”، لكنّ الجولات لم تنتهِ، بانتظار المواجهة القادمة في اليمن_العراق
اليمن_قول_وفعل؛ تعملُ واشنطن على إعادة توحيد صفوف أعداء اليمن ضمن حلفٍ جديد، وجولات أخرى من القصف، هذا إن توفّرت الذخيرة لدى الأميركيين! عسى ألا تردّ صنعاء بصواريخ تًغلقُ موانئ الكيان ومعه تهرول حاملات الطائرات بعيداً.
هنا يأتي دور تركيا_الأخوانية_الأردوغانية، التي خضعت بالتهديد والوعيد و تصالحت مع حزب_العمال، ضمن عملية تحجيمها أيضاً، وعند أيّ اعتراض سيُشعلون فيها حرباً أهلية لا تنتهي.
أخيراً؛ جرى شد_أذن_قطر بقصف إيران لها، بالاتفاق مع الولايات المتحدة طبعاً. ثم قصفتها #تل_أبيب. بمعنىً آخر؛ أعطى البيت_الأبيض الضوء الأخضر لضرباتٍ “متفقٌ عليها”، في إشارةٍ للدوحة أن انتهت المهمة يا قطريين.
الإرهابي الجولاني يتسلل إلى البيت الأبيض من باب المطبخ
هكذا وصفتهُ وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، والصور في بحث مركز فيريل تتكلم. نعم أُدخِلَ إلى القاعة البيضوية بشكل “غير رسمي”، وإدخاله بهذه الطريقة أمرٌ مقصود لم تُسلّطُ الأضواء عليه. تساءلت وسائل الإعلام الغربية حرفياً: (كيف يُستقبلُ إرهابيٌّ قتلَ أميركيين في البيت الأبيض؟!).
صحيفة واشنطن بوست The Washington Post: (بعد أن سجنتهُ القوات الأمريكية في العراق، وأطلقت سراحه ليقودَ فرع تنظيم القاعدة في سوريا، يعودُ الآن بصفته رئيساً مؤقتاً للدولة، ويظهر مبتسماً في صور مع رؤوساء وزراء حول العالم!). الصورة مرافقة للبحث.

الإعلام الألماني تحدّثَ عن الزيارة، طارحاً وجهتي النظر كما أوردت صحيفة The Welt: (Das Weiße Haus hält es für keine gute Optik, einen Besucher zu begrüßen, der Al-Qaida-Mitglied war)؟

ترجمة مركز فيريل تقول:
(ألا يرى البيت الأبيض أنّ استقبال عضوٍّ في تنظيم القاعدة أمرٌ مُحبط)؟! تُضيف الصحيفة الألمانية الرئيسية: (لم يُستقبلْ كضيفٍ رسمي من الباب الغربي. بل تسلّل “عضو تنظيم القاعدة” إلى البيت الأبيض عبر باب جانبي) والصورة توضح ما قيلَ في الإعلام والرأي العام الغربي بالتسلل.
معلومات مركز فيريل الخاصة حول زيارة الجولاني
أمّا معلومات مركز فيريل الخاصة حول الزيارة: فقد مُنِعَ الجولاني من دخول الباب الغربي، بأمرٍ مباشر من ترامب، واُمِرَ بسلوكِ طريقٍ آخر عبر باب تُدخلُ منه الخضروات واللحوم، بالإضافة للعاملين في “مطبخ البيت الأبيض”! أُرسلتْ Monica Elizabeth Crowley، مديرة مراسم البيت الأبيض لاستقباله من الجهة الشمالية الشرقية، الذريعة “الظاهرية” أنّ الجولاني ليس رئيساً مُنتخباً لسوريا، وهو حديثُ العهد بالأمور الديبلوماسية بعد أن كان إرهابياً مطلوباً للعالم أجمع، لهذا لا يجوز استقبالهُ كمسؤول سياسي! التسلل حصل بدقة الساعة 11.37 قبل الظهر، ولكمة تسلل ليست من مركز فيريل بل من الإعلام الغربي، ثم انتظر ومَنْ معهُ 48 دقيقة، قبلَ أن تُدخلهم مونيكا لمقابلة ترامب في Oval Office، لمدة 17 دقيقة. قصة اجتماع 50 دقيقة غير صحيحة فترامب لا يُضيّعُ 50 دقيقة على هكذا لقاء، مع ملاحظة منع أيّ صحفي من التواجد، لماذا؟ سنُجيبكم بعد قليل. طبعاً ضمن تلك الدقائق حصلت “إهانات” لا تُحصى منها “رش العطر” على الجولاني وجماعته، في إشارة مبطنة لأمرين: رائحتهم وخزة والثانية محاولة تنظيفهم!

من معلومات مركز فيريل الخاصة أيضاً أنّ الجولاني ومَنْ معه، أمضوا ليلة الإثنين بتاريخ 10.11.2025 في المكان التالي: The St. Regis Washington, D.C، وهو فندق شمال البيت الأبيض، عنوانهُ لمَنْ يريد المزيد من البحث: 923 16th Street NW. W. DC. 20006، فندق فخم وسط المدينة. كانت حماية الجولاني من الأميركيين مشددة، حتى عند خروجه صباحاً للقاء ترامب، سلكت السيارات طريقاً منحرفاً، ثم عادت إلى 15th Street، قبل الوصول للبيت الأبيض ومدخل المطبخ.
لماذا مُنِع الصحفيّون من التواجد أمام الكَذبة؟
هي المرة الأولى التي يُمنعُ فيها الصحفيّون من التواجد، والسبب حسب وسائل الإعلام العالمية ورأي مركز فيريل؛ عدم إحراج الجولاني وجماعته وكذلك ترامب بالأسئلة، فهؤلاء المتخلّفين غير مدربين على مواجهة الصحافة والردود “الذكية”، ولا يُريدُ دونالد ترامب سماع سؤال: كيف تستقبلُ قتلة أطفال العراق وسوريا ولبنان. بل كيف تستقبلُ قتلة الأميركيين؟
ملاحظة أخرى، بالتأكيد انتبه إليها كثيرون؛ أنّ الإرهابي أسعد بن حسن الشيباني، جاهلٌ في اللغة الإنكليزية وكاذبٌ كبير ضمن حكومة المتخلّفين. شاهدتم كيف وقفَ أبكماً أمام كلّ مَن يتحدث الإنكليزية، مستعيناً بمترجمة حتى أثناء محاولة تلميع صورته برش العطر عليه. هذا الشيباني يا سادة حاصلٌ حسب سيرته الذاتية على التالي: بكالويوس في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة دمشق! ماجستير في السياسة من جامعة إستنبول! لحظة، لم ننتهِ بعد. دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة صباح الدين زعيم من إستنبول! أيضاً لم ننتهِ بعد، دكتوراه في الفلسفة، ويُحضّر حالياً للدكتوراه في الأدب الإنكليزي! رغم ذلك يحتاج لمترجمة إنكليزية بكافة اللكنات.
المطلوب من الجولاني وجماعته قبل 2026
بعد اللقاء الاستعراضي بين الإرهابي_الجولاني ورامبو في البيت_الأبيض، والذي تمّ نسفهُ بعد يومين، وسنُخبركم لماذا وكيف؟ أكدت وسائلُ الإعلام الأميركية موافقة الجولاني على توقيع صكّ_الذل، وكأنّه يملكُ حقَّ الاعتراض! تضمن الصك التنازل عن سوريا، وتقاسمها بين تركيا_إسرائيل بحيث يكون هو وأتباعه مجرّد خدم تحت أعتاب نتنياهو ومَنْ يوازيه، فتُطلقُ يدُ العثمانيين شرقي الفرات، بحجة محاربة داعش والإرهاب، مع قواعد عسكرية تركية “شكلية”، بينما اليد العليا لتل أبيب.
من البنود أيضاً؛ إلغاء_الدين_الإسلامي ، والموافقة على معاهدة_الدّين_الإبراهيمي، وتسليم دمشق ومطار المزة للإسرائيليين، أي التجسس حتى على غرفة_نوم_الجولاني.
التخلّص من الإرهابيين “المهاجرين” جارٍ، بسبب غبائهم وليس خبث الجولاني وجماعته فقط. كما قلنا مراتٍ؛ سيتقاتلون فيما بينهم على المسروقات، هذا سنراهُ في كل شارعٍ، مع التحضير لحملاتٍ عسكرية ضد ما أسموه “الإرهابيين”، إرهابيّون يظهرون ويختفون حسب الحاجة، لا غرابة فنحنُ في زمن:
التافهون_يحكمون_العالم. وإرهابيون_تحت_الطلب!
من البنود أيضاً، التخلّص من الوجود الروسي، مما يؤكدُ فشل زيارة موسكو الذي ذكرناه في مركز فيريل من الساعات الأولى لنهايتها، وهذا سيُشعلُ ليس الساحل فقط، بل سوريا، فهل فكّرَ مَنْ يوافق على هكذا قرار بموقف موسكو، فيما لو حاول الجولاني طرد الروس من طرطوس؟
آخر البنود مساعدة سوريا لإعادة الإعمار، والسؤال هنا، والمعنى مجازي: هل يستطيعُ كسيحٌ مساعدة مشلول؟ والمقصود الوضع الاقتصادي السيء للولايات المتحدة والغرب بشكل عام، لمَنْ يعرف.
تطبيل وتزمير والحال من سيء لأسوأ
مع اقتراب نهاية العام 2025، لا نرى في مركز فيريل أيّ جديد في الوضع الاقتصادي والمعيشي السوري، لا يوجد “إلغاء” لقانون قيصر، بل رفع مؤقت وجزئي، لهذا لن تُغامر شركةٌ مرموقة بالاستثمار المؤقت والمشروط في سوريا. قد نُشاهد توفّر مواد وتجهيزاتٍ أكثر لكن أين هي النقود اللازمة لشرائها؟
بدقة أكثر؛ نصّ قرارُ إعلانُ وزارة الخزانة الأميركية على التالي: (تُجدّدُ الوزارة تعليقَاً جُزئياً للعقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، لمدة 180 يوماً أخرى، لتحلّ محلّ التعليق السابق بتاريخ 23.05.2025، مع استثناء بعض التعاملات التجارية مع روسيا وإيران.)
بالمختصر؛ هذا القرار امتداد لقرار سابق صدر في أيار 2025، فهل لاحظتم أيّ تحسّن منذ ذلك الحين؟
أخيراً رأي مركز فيريل للدراسات
ما بُني على باطل فهو باطل. لا توجدُ نصوصٌ قانونية لكلّ ما يجري في سوريا، لهذا كافة قرارات واتفاقيات حكومة المتخلفين باطلة قانونياً، مهما طال الزمن، حتى لو كان الشهود والداعمين؛ فلاديمير بوتين ودونالد ترامب ونتنياهو ومعهم زعماء العالم دون استثناء، يمكنُ لحكومةٍ قادمة “شبه” شرعية إلغاء كافة الاتفاقيات، لأنها ببساطة وُقّعت من أشخاص مجهولي النسب والهوية.
الموقف الصيني كان واضحاً: سأمتنعُ عن التصويت مقابل حصد رؤوس إرهابيي الأيغور في سوريا. أي على الجولاني وجماعته قتال الإرهابيين الذين قطعوا آلاف الأميال، لنصرتهم في قضية إرهابية طائفية. حتى واشنطن كانت واضحة: سنراقبكم خلال الشهور القادمة، وعليكم تشكيل حكومة جامعة تضم كافة المكونات، شئتم أم أبيتم.
لا يرتضي سوريٌّ لديه ذرةُ كرامة هذه الإهانات التي يرتضيها الجولاني وأتباعه! منذُ تسليمهم الكراسي وهم يتعرضون للإهانات والذل بصورة مقصودة من أسيادهم، ومنهم شخصياً، لأنهم ودون شكّ ليسوا سوريين. من طردهِ عن باب جناح إيمانويل ماكرون، إلى تركه يصعدُ أدراج الكرملين لاهثاً، إلى رشه بالعطر مع المدعو أسعد الشيباني، صاحب الدكتوراه، في البيت الأبيض.

إيّاكم أن تنظروا لتصرّف دونالد ترامب، برش العطر على مجهولي النسب، أنه وليد ساعته أو تصرّف بريء. ترامب ابن طبقة مخملية ويعرفُ تمام المعرفة معنى رشّ عطرين وتمازج الروائح. المفروض أنّ مجهولي النسب جاؤوا بثيابٍ نظيفة وبروائح عطِرَة، وهنا لا يجوز استخدام عطر ثانٍ. لهذا نرى أنّ تصرّف رامبو كان لإظهار أنه يُريد تنظيفَ أوساخ ماضي هؤلاء بتعطيرهم، لكنه لا يعرفُ بالتأكيد أن خمسين معطّر لا يكفي. عندما تسلّلَ الجولاني من باب المطبخ؟ بحثٌ من مركز فيريل للدراسات. 15.11.2025. الباحث زيد م. هاشم. إدارة التحرير.