لمسة سحر البوتوكس. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. الدكتورة أريج يعقوب العسّاف: أستاذة في جامعة دمشق، أخصّائية في جراحة الرأس والعنق
البوتوكس اسمها العلمي Botulinumtoxin BTX و Botulinum-Neurotoxin BoNT، توكسين البوتولينوم الاسم التجاري الشائع هو Botox.
تنويه: ما سوف ننشرهُ هنا من مركز فيريل، ليس دعاية للتجميل، إنما نناقش الموضوع كعلاج طبي له لمسة سحرية، إذا كان بيد اختصاصي وضمن الحدود المعقولة.
البوتوكس
مادّة بروتينيّة (سامّة) تقومُ بتثبيط انتقال إثارة الخلايا العصبية، والتوكسين البوتولينوم واحد من أقوى السموم المعروفة، يُشبهُ تركيبه مادّة الأستيل كولين التي تنقل الإشارات العصبيّة من الأعصاب إلى العضلات. عند حقن هذه المادّة ضمن العضلات، ترتبطُ بمستقبلات الأستيل كولين، فتمنعه من تحريض تقلّص العضلة، أي أنّ عمل المادتين متعاكس (تحريض أو تثبيط).
بدأ استخدام البوتوكس منذ أكثر من 40 سنة، لعلاج الحَول وتشنج الأجفان والرأرأة، بالإضافة لآلام الرأس كالشقيقة.
يعالجُ البوتوكس التجاعيدَ الحركيّة التي تظهر عند تقلّص العضلة، لكن عندما تصبحُ هذه التجاعيد ثابتة في طبقات الجلدِ، حتى إن لم تتحرّك العضلات، تكون الفائدة من حقن البوتوكس بسيطة ولا تُزيل هذه التجاعيد نهائياً.
بعد حقن البوتوكس، تقومُ العضلة باستهلاكه تدريجياً، ليعودَ الأستيل كولين ويأخذ مكانهُ الطبيعي ضمن العضلات، وتتراوح المدة بين 4 إلى 6 أشهر، ويلعب حجم العضلة وكمية الحقن دوراً رئيسياً في المدة. كمثال: تكون مدة بقاء البوتوكس في العضلة المحيطة بالعين، قصيرة لا تتجاوز 12 أسبوعاً، لأنها عضلة رقيقة.
لمسة سحر البوتوكس
يقول الشاعر نزار قباني: فإذا وقفْتُ أمام حُسْنكِ صامتاً…….فالصمتُ في حَرَمِ الجمالِ جمالُ
للجمالِ سلطانٌ على النفوس، يفرضهُ عليها من غير حاجةٍ لقوّة السلاح وجيوش الفتح، فيُمتِعُها كنَسمةٍ وسْنى ثمِلتْ من خَمرة الزهرِ والوردِ حتى انتشتْ سُكْراً. الإنسان، بغضّ النظر عن نوعه وجنسه، عَشِقَ الجمالَ “وذوّبه فذابا”. عَشِقهُ في الوجه المليحِ، والعنقِ المُستعار من عنق الزرافة، والقِوام الذي تغارُ منه أشجارُ النخيل العراقية. حين عزّ على الإنسان إدراكُ المُراد كان (البوتكس) خيرَ دواءٍ لقباحة وقسوة الداء. هذا إن استخدمَ ضمن الحدود اللازمة طبياً وبيدِ خبير.
4ـ يقضي على تشنّج عضلات العنق، وتشنّج عضلات الكتفين، وتشنج عضلات نصف الوجه.
5ـ يخفف من آلام بعض أنواع الصّداع، كما يفيد في علاج الشقيقة: حيث يخفف البوتكس من عدد نوب الصداع وشدته ويقصّر مدّة النوبة.
6 يخفف تشنّج المفصل الفكّي السفلي الصدغي، أي أنه يقدّم علاجاً للمرضى الذين يعانون من الكز على الأسنان (صرير الأسنان).
7 تجميلياً: يزيل التجاعيد حول العينين، والتجاعيد بين الحاجبين والجبهة وحول الشفة العليا، والرقبة وأعلى الصدر.
محاذير استخدام البوتوكس
كما أوردنا سابقاً، البوتوكس مادة شديدة السمية، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدامها بشكل عشوائي، وبيد هواة التجميل وما أكثرهم.
يُمنعُ استخدام البوتكس خلال مدة الحمل أو الإرضاع.
لا يجوز استخدامه عند المصابين ببعض الأمراض العصبية.
حسب وزارة الصحة الأميركية، تسبب الخطأ بحقن البوتوكس بغير مكانه الصحيح، بالإصابة بشلل دائم في المنطقة، أما الحقن بكميات كبيرة، عشرة أضعاف الكمية العادية، فيسبب الموت.
نؤكدُ من مركز فيريل أنّ الاستخدام الأول للبوتوكس طبي علاجي وأخيراً تجميلي، رغمَ أنّ الواقع باتَ معكوساً بعد انتشارهِ بشكلٍ جائحة “فرط تجميلية” هذه الأيام حتى عند الذكور!. مع تمنياتنا لكُنّ ولكم جميعاً بشبابٍ نَضِرٍ لا يعرف الذبولُ طريقَه إليه، وتبقى مع الشاعر أحمد شوقي ليقولَ:
صُوني جمالَكِ عنّا إننا بشرٌ…. من التّرابِ، وهذا الحُسْنُ روحانيّ… إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. الدكتورة أريج يعقوب العسّاف: أستاذة في جامعة دمشق، أخصّائية في جراحة الرأس والعنق. 06.11.2017
