مـن خليـج ريجـا إلى بـاب المنـدب. د. جميل م. شاهين

 

 

أن تُقدّم طائراتُ مليـك الأردن، الدعم لجبهة النصـرة في هجومها على بصـرى الشـام، فهذا لا يُخالفُ أخلاقـاً تربى عليها ابن أنطوانيت غاردنر.

مواطنُ أنطوانيت غاردنر المدعو فيليب هاموند، ومعـهُ هزاز الريـاض، يحشران أنفيهمـا في كـل ثقبٍ يصادفانـه، وهذا ليس بغريبٍ على حَشَريّ التَّأبير، فهما بحاجـة لمـنْ يحمـل لـهما اللقـاح لعجـزهما عن حـلّ معضلـةِ الحوثيين، والنجـدة سـتأتي من الجميـع بمن فيهم قاهـرة المُعزّ.

قاهـرةُ المعزّ تُجَــرُّ بعلمٍ أو بغفلـة، إلى حلبـة الرقص الإباحـي من سـيناء إلى باب المنـدب، والمعركـة تتسع وتتسـع، والأفضل رمي كرة اللهب بعيداً عن مضـاربِ ممالك الرمـال، إلى اليمن السعيد، بعد أن أعياهـم الجسر الحديدي الواصل بين بيـروت ودمـشق وبغـداد وطهران.

الوصول إلى طهـران يمـر عبـر تل الربيـع بقيادة قديمـة حديثة، تل الربيع تزداد تدعشـاً والنتانـةُ تفوحُ أكثر، بتجسس وبدون تجسس، لتصل خياشـمَ زوج ميشيل روبنسون في البيت الذي ما عادَ أبيضـا.

زوج ميشيل ورفاقـهُ حائـرون، يفكرون، يتساءلون، وعن هيبتهم يبحثـون، ومن خلفهـم الجمهوريون، ينددون ويتوعدون نـوويَ إيران والعجـوز هيـلاري. هيلاري الباحثـة عـن مجـدٍ جديد، يمـر بين فخـذي ابنـة لوينسكي العائدة للأضـواء إكراماً لـ “كورس” رضاعة الكبير؛ العم بيـل كلينتون. وما بين الحمـار الديموقراطي والفيـل الجمهوري، على العبيـد إيجـادُ تسـلية للتخلص من مـلل الإنتظـار. وهل يمـلُّ العبيـدُ؟ فليستمتعوا بخدعـة الخــلاف بين واشنطن وتـل الربيع.

عصابات شمال العراق والرقـة، تلتقطُ هدايـا طيران الناتو وبالتساوي، الحق يُقال؛ واشنطن تعـدلُ بين العصابتين، رزمـة لأربيـل ورزمـة للرقـة.

الحجـة ميركـل مشغولة بمعابـد أثينـا المعروضة للمـزاد، وصاحبنـا ألكسيس تسيبراس باتَ الطفل المدلل للزعمـاء، وعلى أونا وعلى دوي، بدي حبـو بالقوي.

بالقـوة، تحاول حريم السلطان التفتيش عن عضوات الإعتلاف المشردين في هضبة الأناضول الباردة، بينما السلطان الجديد يبحثُ في خلايا قصره الجديد، وفي قصر الشنزليزيه، عن دور في معمعة الكبار، قبل أن يُسحق ومعه الأضحوكة هولاند، تحـت أقدامهم.

تحت أقدام القيصر يرتجفُ الأوروبيون هلعاً من معركة خليـج ريجـا وغابات كييف، وما بين الساحة الحمراء ودهاليز البنتاغون، تُستعاد ذكرى النورماندي.

صيفٌ وقيـظ ونيرانٌ، ولا تكييف أو منخفضاتٍ تلوحُ في الأفق. عالمٌ يشتعل تلقائياً، فكيف إن كـان الحارقون في الداخـل أذناباً لأصحاب أبار النفـط، وكلمـا انطفـأتْ نيـران في مكان، أشعلوها في مكـان آخر، والقصـد واحـدٌ: “يجب أن يُغطي الرمـادُ معالم الحضارة الأزلية”.

الكاتب: د.جميل م. شاهين ـ برلين 24.03.2015

النيـران تشـتعلُ تارةً وتخبـو أخرى، مـن خليـج ريجـا إلى بـاب المنـدب.