هــل صحيـح أنّ أسـامة بن لادن حـيّ؟

د. جميل م. شاهين

رغم مضي ستة أشهر على ما قاله إدوارد سنودن، إلا أنّ الجدال عاد ليفتح من جديد في المواقع الأميركية والسؤال: هل أسـامة بن لادن حيّ أم مَيت؟

“أكد إدوارد سنودن في آب 2015 أنّ لديه الدليل القاطع على أنّ أسامة بن لادن حيّ، ويعيش في جزر الباهاما تحت رعاية وكالة المخابرات الأمريكية، الدليل هو حوالات مالية بقيمة 100 ألف دولار شهرياً.” الجزيرة نت نقلت الخبر بجديّة دون الإشارة للمصدر، وطبعاً صدقها الملايين. علماً أن موقع “وورلد نيوز ديلي ريبورت” الأميركي الساخر هو الذي صاغ الخبر بسخرية لم يستوعبها القائمون على إدارة هذه المحطة، ولزيادة خوزقــة قناة الجزيرة، عدّل الموقع الأميركي الخبر لاحقاً، لكنّ الملايين بقيت تصدّق الجزيرة والتي اعتذرت وغيّرتهُ دون أن تُسـمّي الموقع.

عاد موقع Conspiracy لينشر تفنيداً لكلّ ما قيل حول مقتل أسامة بن لادن، وأنه مات عام 2001، أما عملية مقتله على يد القوات الخاصة الأمريكية في 2 أيار 2011،  في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، فهي مسرحية كاذبـة فاشلة بطلها باراك أوبامـا.

وحسب البروفيسور جون ميتزجر من جامعة ولاية ميشيغان: “بدأت الشراكة التجارية بين عائلتي بن لادن وعائلة جورج بوش منذ عام 1976، بشركات استثمار الطاقة والبترول في هيوستن وفي بنك الاعتماد والتجارة، قادها سالم بن لادن شقيق أسامة. بعدها في عام 1977 تمّ تجنيد أسامة بن لادن تحت اسـم /تيـم عُثمـان/ من قبل جورج بوش الأب الذي كان مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أنذاك. بدأ تدريب تيم عثمان منذ ذلك الحين حتى عام 1980، وزار عدة قواعد ومخازن أسلحة أمريكية لمعرفة نوع التسليح الذي يجب تزويد المقاتلين الإسلاميين ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وأطلق على أسامة بن لادن “المُقاتـل من أجلِ الحريّـة”.

بعد هجمات 11 أيلول 2001 بعشر دقائق، اتهمت إدارة جورج بوش أسامة بن لادن، صنيعة المخابرات الأمريكية، بالوقوف وراء هذا العمل الإرهابي.

في كتاب “؟Osama Bin Laden: Dead or Alive للمحلل السياسي والفيلسوف البروفيسور ديفيد راي جريفين، الأستاذ الفخري في كلية كليرمونت في كاليفورنيا، والذي أثار ضجة كبيرة حول تاريخ موت أسامة بن لادن، وتستر الغرب على ذلك، يقول البرفسور جريفين: “مات أسامة بن لادن نتيجة فشل كلوي، في 13 كانون الأول عام 2001، في جبال تورا بورا بأفغانستان بالقرب من الحدود مع وزيرستان، ودفن بعد 24 ساعة هناك. وكانت المشفى الأميركي في دبي قد أرسلت بتاريخ 9 تموز 2001، جهاز غسل الكلى إلى أسامة بن لادن في أفغنستان.” ويؤكد البرفسور جريفين أنّ كافة أشرطة الفيديو لبن لادن بعد هذا التاريخ غير صحيحة، والغرض من إخفاء موته هو رفع التأييد الشعبي للحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان، كلما انخفض بشريط فيديو مزوّر تبثهُ قنــاة الجزيــرة.

بتاريخ 7 تشرين الأول 2001، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية عنيفة على تورا بورا حيث يعيش بن لادن، بعد هذه الغارات بساعات، ظهر أسامة بن لادن بشريط فيديو شاحباً هزيلاً، يرتدي زيّاً عسكرياً وبجانبه بندقية، وأكد أنّ لا علاقة لهُ بهجمات مركز التجارة العالمي.

 

zz Fake 1

 

111111111111

يوم موت بن لادن أي 13 كانون الأول 2001، عُرِض شريط فيديو في اليوم نفسه، يتناقض فجأة مع كل ما قاله بن لادن حول نفيه لتورطه بأحداث أيلول، ويؤكد أنه المسؤول عن هذه الأحداث. لكنّ الشخص الذي ظهر في الفيديو كان مكتنزاً بصحة جيدة، ذو لحية سوداء وبشرة أكثر قتامة وأنف مختلف وأصابع ملاكم. فوق ذلك، كان يستعمل يده اليمنى، رغم أن بن لادن أعسر مثله مثل بيل كلينتون وجورج بوش الأب وباراك أوباما…

طبعاً، لم تكن الأعمدة الفولاذية التي يرتفع فوقها برج التجارة العالمي لتنصهر بحرارة 1800 درجة فهرنهايت، والناجمة عن انفجار خزان وقود الطائرة الهيدروكربوني التي دخلت به، إنما يحتاج لحرارة 2800 درجة فهرنهايت، والتفجير حصل من داخل المبنى حسب المخطط له، ولا علاقة لتنظيم القاعدة بهذا العمل، كي يستطيع جورج بوش وطوني بلير ضرب أفغانستان وبعدها العراق.

بعدها طلع علينا باراك أوباما في أيار 2011 ليقول أنه قتل بن لادن وكأنه حقق نصراً عسكرياً في النورماندي، ولم يتجرأ على بث شريط فيديو واضح لجثته بل اكتفى بنشر صور فوتوشوب لجثة عراقي قام بها هـاوٍ، ورمى بكيس طحين في البحـر، وباي باي أسـامة…

 

سواء مات بن لادن في 2001 أو 2011 أو مازال حيّـاً، كل هذا لا يلغي حقيقـة أنّـهُ كان صنيعـة المخابـرات الأميركيـة، وقد أسـاء كمســلمٍ، للإسـلام مثلهُ مثـل شــيوخ الـدّم، أكثر مما يسيء إليه دونالد ترامب مرشح الرئاسة الأميركية.

 

الكاتب: د. جميل م. شاهين 28.02.2016