هل كان اللواء علي المملوك في إيطاليا؟ الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات

تظهرُ كل فترة قصة عن زيارة لمسؤول أمني أوروبي رفيع المستوى لسوريا أو العكس، آخرها زيارة اللواء علي مملوك إلى إيطاليا!! الرواية ضعيفة الحبكة، والراوي كان  مع اللواء على نفس الطائرة “الخاصة” الإيطالية!!.

نحنُ لا ننفي ولا نؤكد حصول اتصالاتٍ أو حتى لقاءاتٍ بين رجال مخابرات سوريين وأوروبيين، لكن ليس بهذه الطريقة، وعند حدوث ذلك، سيتمُّ بطريقة سريّة لا يعرفُ بها أحدٌ…

نعم هناك اتصالاتٌ بين المخابرات الأوروبية والسورية ولكن…

الاتصالات بين أجهزة المخابرات في كافة دول العالم لا تنقطع، حتى في حالة السلم أو الحرب، وهذا هو الوضعُ بين المخابرات السورية والأوروبية، لكنها اتصالات محدودة والأهم “مُقيّدة”. التقييد يأتي من الرقابة الأميركية خاصة. سبقَ ونشرنا عدة مراتٍ في مركز فيريل للدراسات عن تلك الاتصالات، راجعوا المقالات. منها اتصالات جرت عام 2016، وقبل سنتين تماماً، حيثُ زوّدت المخابراتُ السورية نظيرتها الألمانية بقائمةٍ من الإرهابيين الذين قاتلوا في سوريا ضد الجيش السوري، وهم الآن لاجئون في ألمانيا، القائمة تضمّ 447 اسماً، وقد تمّ وضعهم تحت الرقابة الأمنية. الأمر ينطبقُ على باقي الأجهزة الأوروبية. راجعوا المقالة:

ألمانيا تعتـرف: المخابـرات السـورية زودتنـا بمعلومات عن إرهابييـن. د. جميل م. شاهين

للمخابرات السورية فضلٌ كبيرٌ على المخابرات الأوروبية في إحباط عدة هجمات إرهابية

رغم عدم تطرق الإعلام الأوروبي لهذا الأمر، لكننا نؤكد من مركز فيريل للدراسات، وحسب المعلومات المسموح لنا بنشرها، أنّ تزويد جهاز المخابرات السوري نظيرَهُ الأوروبي، بأسماءَ ومعلوماتٍ عن إرهابيين فروا من سوريا إلى أوروبا، أدى لإحباط عدد من الهجمات الإرهابية، وإلقاء القبض على آخرين، ووضعِ الآلاف تحت الرقابة المشددة. لكن ما هو الثمن؟




ببساطة شديدة؛ تعاملت المخابرات الغربية مع الوضع في سوريا على أنّ القيادة السورية لن تصمد سوى شهور، ثم أصبحت سنة، بعدها… سنوات، وهذا أهم أسباب ترددهم في التعاون مع السوريين. أي؛ أخطأت المخابرات تلك في تقديرها، لتجد نفسها الآن شاءت أم أبت، عليها الاتصال وبشكل مباشر مع المخابرات السورية. هذه ليست معلومات سرية من مركز فيريل، بل علنية قالها الكبير الألماني…

مُكرهٌ أخاك لا بطلُ، هذا هو حال المخابرات الألمانية وعلى لسان كبيرها، السيد Bruno Kahl، قالها في مقابلةٍ مع  tagesspiegel قبل عشرة أيام: (رغم كل شيء، علينا الاتصال مع السوريين لتجنب وقوع أضرار في ألمانيا). هذا الكلام يبدو مُكرراً، لكنها المرة الأولى التي توافقُ عليه السيدة أنجيلا ميركل وحزبها الحاكم…  بل دعمتها الأحزاب الكبرى: “الحزب المسيحي الديمقراطي” الحاكم، و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي” شريكه في الحكومة، و”الحزب الديمقراطي الحر”، وحزب “البديل لأجل ألمانيا” وهو الحزب اليميني المعادي للاجئين، أما الذين عارضوها فهم الصغار فقط: حزب “الخضر” وحزب “اليسار” وهما من المعارضة الألمانية وليس لهم سوى الكلام… يتابعُ  السيد Bruno Kahl: (عام 2013، استولى تنظيم داعش على 3800 جواز سفر سوري، زوّد بها إرهابيين جاؤوا إلى أوروبا عن طريق اليونان، وهم الآن… لاجئون “مزعومون” بيننا).

 

بعضُ المعلومات “الشحيحة” من مركز فيريل

الذي يمكننا أيضاً نشرهُ من مركز فيريل، أنّ خطة وجود طرفٍ ثالث ليست ناجحة، فقد جرّب الغربُ الوسيطَ الروسي والصيني والتركي وحتى الإيراني، لكنّ المخابرات السورية كانت “خبيثة” بطريقة تسريب وايصال المعلومات… اليوم وبكل تأكيد نقول لكم:

(ليسَ لدى المخابرات الأوروبية سوى التعامل “المباشر” مع المخابرات السورية، ودمشقُ هي التي تفرضُ شروطها، وشروطها كثيرة يتم النقاش حولها…).

هي خطةٌ لدرءِ الخطر القادم على أوروبا وألمانيا تحديداً، واليوم أو غداً سيخضعون لشروط دمشق في الكشف عن آلاف الإرهابيين الذين يسرحون ويمرحون في شوارع برلين وباريس ولندن، 8000 آلاف إرهابي ومجرم بين صفوف اللاجئين السوريين… أول ما على الأوروبيين فعلهُ هو متابعة الصيانة المُتقطعة في السفارات الأوروبية في دمشق… د. جميل م. شاهين. 28.02.2017