طفلة سورية كنتُ أشاهدها يومياً تفترش الرصيف متنقلةً بين شوارع دمشق، تتسول حافية القدمين مع أخوتها الخمسة تبعاً لتعليمات التي أو الذي يستغلها.
علمتُ أنّ منزلها تهدّم وشُرّدت مع عائلتها، والدها اختفى وربما قُتِل، وربما هو لاجئ بمكان ما.
طفلةٌ سورية دون مونتاج، ليست بحاجة أن نجلسها على كرسي برتقالي، أو لمخرج اختصاصي ومصور محترف، وليست بحاجة لرمال شاطئ وكاميرا حديثة، أو لوسائل إعلام تتناقل صورتها وتجتر عباراتِ “الواوا” من الببغاوات، وتسحب دموع المذيعاتِ “ناصلات اللون”.
طفلةٌ سورية تنام على الرصيف؛ تموتُ مراتٍ كل يوم، ولا أحد يغامر بتصويرها لأنها في قلب دمشق وليست على شواطئ الغَير، فأوامر إعلام هؤلاء لن تتداول صورةً إن لم تكن ستجني ملايين الدولارات وملايين الاتهامات.
نامي يا صغيرتي، فالجميع أجرم بحقكِ، ولم ينصفكِ سوى الرصيف ولوح كرتوني، وقلبٌ سوريّ طيب، رمى لكِ بطعام اليوم، ولا أدري إن كنتِ ستجوعين غداً… الدكتور جميل م. شاهين.