إسرائيل ستخسر 1,95 مليار دولار يومياً في أي حرب مع حزب الله! الدكتور جميل م. شاهين Firil Center For Studies. Berlin
هذه المقالة ليست لدغدغة المشاعر أو رفع المعنويات، هي أرقام ومعلومات من أرض الواقع، والواقع يقول: “إسرائيل عاجزة عن شنّ أي حرب واسعة، طريقتها ضربات جوية أو حرب سريعة ليس أكثر”. إلى التفاصيل.
أنظمة الدفاع الإسرائيلية
لا شك أنّ سلاح الجو الإسرائيلي قوي ومتطور، ولديها أنظمة دفاع أيضاً حديثة. تتوزع هذه الأنظمة على 5 مستويات
المستوى الأول
أنظمة اعتراض قذائف Mortar، فعاليتها ضعيفة بل فاشلة، كون المسافة قصيرة لا تتجاوز 5 كلم، وقد شاهدنا ذلك في غزّة والجليل. وليست إسرائيل فقط لا تستطيع صد الهاون، الولايات المتحدة الأميركية عاجزة عن ذلك، وكل حديث عن تطوير أنظمة دفاع ضد الهاون هي تجارية وحسب، واشنطن ادّعت أنها بنشر نظام (Phalanx B) ستحمي المنطقة الخضراء في بغداد تماماً… ماذا عن الصواريخ التي سقطت في المنطقة الخضراء بتاريخ 11 شباط 2017؟ ماذا عن القصف الصاروخي بتاريخ 6 أيلول 2018؟
الطريقة الوحيدة حتى الآن للتصدي للهاون هو قصف مناطق إطلاقها وهذا ما تفعلهُ إسرائيل.
المستوى الثاني
نظام Iron Dome القبة الحديدية، مخصصة للصواريخ ذات المدى من 5 إلى 70 كلم، تمتلكُ إسرائيل وحسب معلومات مركز فيريل بين 1600 و1800 صاروخ تكلفة الواحد بين 40 و 60 ألف دولار. نسبة نجاحها بين 30 و 40%، لكنها فاشلة تماماً مع الصواريخ القصيرة المدى دون 5 كلم. راجعوا المقالات على موقع مركز فيريل فيها شرح كافٍ عنها.
المستوى الثالث
منظومة “العصا السحرية” أو مقلاع داوود. هللت صحيفة يديعوت للتجربة الناجحة لهذه المنظومة في 1 نيسان 2015، والتي دخلت الخدمة الفعلية في شباط 2017. وهي مخصصة لاعتراض الصواريخ من 70 إلى 250 كلم والتي تحمل رؤوساً متفجرة. الصحيفة ذكرت أنها تستطيع اعتراض حتى الصواريخ قصيرة المدى…
تجريب هذه المنظومة فعلياً جرى بتاريخ 23 تموز 2018 ضد الصواريخ السورية منظومة OTR-21 Tochka إس إس 21 السوفيتية، التي كانت تستهدف الإرهابيين جنوب الجولان السوري، أي ليست موجهة ضد المواقع الإسرائيلية… ماذا حدث باعتراف الإسرائيليين؟
صحيفة “هاآريتس”: “الصواريخ السورية أصابت أهدافها، واضطر مشغلو “مقلاع داوود” لتدمير الصواريخ بعد أن “فشلت” في الوصول إلى الهدف”.
المحلل العسكري “يواف ليمور” نشرت له صحيفة “إسرائيل اليوم” بتاريخ 24 تموز 2018 مقالاً ورد فيه: ” كانت حادثة الأمس بمثابة فشل خطير لجيش الدفاع الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب إجراء تحقيق شامل، بالإضافة إلى استنتاجات تكنولوجية وتشغيلية… النتيجة الإيجابية الوحيدة: عدم وقوع أضرار”.
“مقلاع داوود” الذي افتخر به نتنياهو لم يصبح بعد جاهزاً للعمل، وهو في طور تدارك الأخطاء والتطوير. تمتلك إسرائيل قرابة 200 صاروخ بسعر مليون دولار للصاروخ. لكنّ نجاحها ضد صواريخ حزب الله سيكون أقل من القبة الحديدية، باعتراف الموقع الإسرائيلي الذي سنتحدث عنه بعد قليل.
المستوى الرابع
منظومة حيتس 2 טיל חץ أي السهم: وهي لاعتراض الصواريخ البالستية التي تحمل رؤوساً كيميائية أو نووية، تمتلك إسرائيل 4 بطاريات وحوالي 150 صاروخاً، لم يتم تجريبها عملياً بعد. دخلت الخدمة عام 2000. التجارب كانت في الولايات المتحدة الأميركية ضد صواريخ سكود بولاية كاليفورنيا، الأولى نجحت والثانية فشلت.
المستوى الخامس
منظومة آرو 3 (حيتس 3) وهي ضمن منظومة حيتس لكنها أكثر تطوراً، يمكنها اعتراض الصاروخ خارج الغلاف الجوي، مخصصة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. هذه المنظومة مازالت في طور العمل والتجارب ولم تدخل الخدمة فعلياً أي لا يمكن الحكم على نجاحها. تمت تجربتها في آلاسكا بشهر حزيران 2017.
ماذا لدى حزب الله؟
المعروف أنّ حزب الله ليس جيشاً نظامياً ولا يمتلك كافة أسلحة الجيوش بما في ذلك سلاح الطيران والبحرية وقسم من الأسلحة البرية، لكنه يمتلك ترسانة من الصواريخ باعتراف الجانبين أنها متطورة ودقيقة، الجيش الإسرائيلي قدّرها بـ 130 ألف صاروخ.
نشر موقع “نيوز 1” الإسرائيلي التالي:
“إذا قام حزب الله بإطلاق 1400 صاروخ يومياً في حرب قادمة مع إسرائيل، فستكون تكلفة يوم القتال الواحد أكثر من 1.3 مليار دولار ثمن للصواريخ الاعتراضية التي سيتم إطلاقها لاعتراض الصواريخ القادمة.”
قدّر الموقع بأنّ الصاروخ المُهاجم الواحد يحتاج لصاروخين اعتراضيين.
من خلال مراقبتنا للقبة الحديدية وأنظمة الدفاع الأخرى التي ذكرناها، نرى في مركز فيريل أنّه يحتاج لثلاثة صواريخ، أي التكلفة ستكون تقريباً 2 مليار دولار يومياً، على فرض أنّ كافة الصواريخ تمّ اعتراضها ولم تصب أهدافها، أي ليست هناك أية خسائر إضافية.
موقع نيوز 1 تساءل ماذا لو استمرت الحرب 20 أو 30 يوماً، سوف نختصر المدة في مركز فيريل لنقول: في حال استمرت الحرب أسبوعاً واحداً فقط ستكون التكلفة 13,65 مليار دولار، وهذه ليست المشكلة الرئيسية… فالتكلفة المادية ستغطيها دول عديدة، منها أصحاب النخوة والمروءة وإغاثة الملهوف…
إذاً على إسرائيل إطلاق 29400 صاروخ اعتراضي، وهنا المشكلة، فهل لدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية هذا العدد؟ ماذا لو استمرت الحرب فترة أطول؟ السؤال الأخطر: ماذا لو توسّعت الحرب وشملت سوريا ثم العراق وأخيراً إيران؟
أبو الصواريخ الإسرائيلية “حيتس” (ديف دفيف) يُجيب: “ينجحُ صاروخ حيتس في 90% بإسقاط صاروخ باليستي واحد، لكن لزيادة فرص الإسقاط يتم إطلاق صاروخين من نوع حيتس ضد صاروخ باليستي واحد، وإذا لم ينجح كلاهما في عملية الإسقاط، يتم إطلاق ثلاثة صواريخ.”. بدأ بنسبة إسقاط 90% وصاروخ واحد وانتهى بثلاثة صواريخ!!
الموقع الإسرائيلي
قال: “إنّ إسرائيل غير جاهزة لمواجهة التهديدات الصاروخية المختلفة، وخصوصًا
على الجبهة الشمالية، وهي غير قادرة على مواجهة الصواريخ التي قد تطلق من لبنان أو
سوريا في حال اندلعت مواجهة عسكرية في الشمال”.
أضاف
الموقع أنّ سلاح الجو الإسرائيلي ومنظومات الدفاعات الجوية المختلفة، بما في ذلك
منظومتي “القبة الحديدية” و”الحيتس” لا تفي بغرض اعتراض
الصواريخ التي ستُطلق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
المهندس (دان روغل)، من شركة “رفائيل” للصناعات الأمنية الإسرائيلية، والحاصل على جائزة إسرائيل الأمنية قال: “لا تمتلك إسرائيل عدداً كافياً من الصواريخ الاعتراضية من أجل حماية الأجواء من الصواريخ المعادية، فكل صاروخ معاد لإسرائيل بحاجة إلى صاروخي اعتراض لإسقاطه، وذلك في ظل امتلاك “حزب الله” اللبناني لأعداد كبيرة من الصواريخ”. كلام منهم وليس من مركز فيريل.
بإمكان “حزب الله” إطلاق حوالي 2200 صاروخ يومياً في أي حرب مقبلة، وكذلك تفعل سوريا رغم أنّ المخابرات الإسرائيلية تؤكد أنّ لدى سوريا ضعف مخزون حزب الله من الصواريخ. Firil Center For Studies. Berlin
الضعف ليس في الدفاعات الإسرائيلية بل في كافة الدفاعات العسكرية العالمية وبنسب متباينة، فصدّ الصواريخ قريبة المدى شبه مستحيل، وهذا ما عملت عليه سوريا وحزب الله، لهذا ليس أمام تل أبيب على المدى المنظور سوى شن هجمات جوية “روتينية” بحيث لا تؤدي لاشتعال حرب واسعة.
هل هناك حربٌ واسعة قادمة؟
لاشك أنّ نتنياهو غامر كي يفوز في الانتخابات ويهربَ من مصيره الأسود في السجن بسبب الفساد، وعليه تحمّل تبعات مغامرته بقصفه الضاحية الجنوبية بطائرة مُسيّرة، وانتقام حزب الله قادم… وقد نسمعُ به أو لا نسمع…
بجميع الأحوال، لا نتوقع أن تبدأ سوريا أو حزب الله بأي هجوم ضد إسرائيل، بل سيكون ردهما دفاعياً حالياً… إلا في حال ارتكاب القيادة العسكرية الإسرائيلية لخطأ كبير وشن هجوم واسع، فقد تعتقد ومن ورائها واشنطن أنّ سلاح الطيران كفيل بتدمير مرابض وقواعد الصواريخ دفعة واحدة، وهذا يحتاج لطيران حلف الناتو كاملاً ولن يحدث. لهذا هناك تحرّكٌ ديبلوماسي أميركي تجاه إيران بتصريحاتٍ من باريس لاحتواء ردة فعل حزب الله، وهذا ليس أكثر من “إبرة مُخدّر” لتمرير تاريخ 17 أيلول موعد الانتخابات الإسرائيلية، بعدها ستعود الأمور لتتأزم من جديد. والضربات الإسرائيلية لن تتوقف…
تل أبيب ومعها واشنطن تدركان ذلك، لهذا تلجآن لسياسة الاستنزاف العسكري والاقتصادي وتحريك الداخل في سوريا ولبنان والعراق وإيران، بانتظار الوصول إلى حالة من الضعف كي تضربا ضربتهما. واهمٌ مَن يعتقد أنّ إسرائيل يمكنها العيش دون حروب وقبلَ أن تجعلَ كافة دول المنطقة ضعيفة مفككة… واشنطن وتل أبيب لم ولن تتراجعا… والأمر بحاجة لردع قوي يُهدد وجود إسرائيل، فالحديد لا يفلّه إلا الحديد… مركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. Firil Center For Studies. Berlin