باجتماع القمة الإسلامية الوهابية بين خادم الحرمين الشيخ دونالد ترامب وأتباعه من حكام العرب، ستكون على طاولة البحث ثلاثة ملفات رئيسية، ومعها ورقة عمل منتهية النقاش والتنفيذ وهي تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، والباقي هو الإشهار بها على يد الشيخ ترامب.
من العراق نبدأ؛ الحشد الشعبي لن يستطيع تأمين حدود العراق مع سوريا، إلى أن يتم توزيع مقاتلي داعش على الدول الأخرى، وأولها سوريا، ثم شمالي إفريقيا وتركيا، بينما تقوم القوات الخاصة الأميركية بمهمة نقل زعماء داعش إلى جهات مجهولة، كما حدث البارحة في الرقة. لهذا ستعمد واشنطن إلى: (إشغال الحشد العراقي بخلق فتنة سنية شيعية هي جاهزة أصلاً، وفتنة شيعية_شيعية لشق الصفوف والتيار المتآمر معروف للجميع، اشتباكات عسكرية وتنافسٌ محموم مع الأكراد في الشمال، بالإضافة لتصعيد المشاكل السياسية في العراق). كل هذا لتثبيت وضعٍ سياسي وميداني بعد اندحار داعش، يقتضي بزيادة عدد القوات الأميركية والبريطانية لتشديد حصار إيران، وقطع الامتداد نحو دمشق، خاصّة بوجود حاضنة قوية في غرب العراق والأنبار والمصول وتكريت، بقيادة رجال أعمال وزعماء سياسيين معروفين، يُرحبون بالوجود الأميركي البريطاني “الدائم”، كبديل عن داعش!.
إذاً الوضع في العراق نحو التصعيد، وهو من أولويات جدول مباحثات الشيخ دونالد ترامب خادم الحرمين الجديد، بدعم سياسي من تركيا، ومادي وعسكري من عربان الخليج.
بالانتقال إلى إيران؛ هي تراقبُ بقلق ما يجري وما سيجري في عاصمة التآمر الرياض. نفوذها القوي في العراق سيزداد ضراوة، ودعم حركة المقاومة العراقية لن يتوقف، كما أنّ بوادر نشوء تيارٍ بعثيّ عراقي مُتصالح مع الحكومة العراقية وحتى مع إيران ليس ببعيد، وبرعاية دمشق نفسها.
كلام صبي السياسة محمد بن سلمان وزير حرب آل سعود، حول إيران وتسليح خيالي لجيش مملكة الرمال، كله يصبّ في حرب مرتقبة ضد إيران، تكون غير مباشرة عن طريق دعم حلفاء واشنطن في العراق، كما ذكرنا، واليمن ستبقى ساحتهُ مشتعلة… احتمال ضعيفٌ حالياً؛ أن تكون حرباً مباشرة مع طهران إن اقتضت الظروف ذلك، وهنا ستكون المنطقة برمتها أمام سعير لا يرحم دولة. اليد الشيطانية ستُحرّك الداخل الإيراني دموياً مع انتخابات الرئاسة هناك، وإيران على صفيح ساخن بفضل أشقائها “المسلمين” في الخليج العربي، ولكن يدها طويلة، يمكن أن تتجاوز عواصم الخليج لتصل إلى اليمن وأفغانستان…
إلى سوريا؛ التوازنات على الأرض تميل لصالح الجيش السوري، وأخبار الزحف الجبّار لـ “الجَقل المتأهب” في الأردن باتت من الماضي، بعد أن سمعت عمّان ما يجعلُ من مليكها الإنكليزي أضعفُ من جرو. الجيش السوري ومعه الروس والإيرانيون وحزب الله، قطعوا الطريق على قوات رامبو الزاحفة نحو دير الزور، ومسألة مناطق تخفيض التوتر في الجنوب، والأصح منطقة عازلة على حدود الجولان المحتل، باتت تترنحُ.
روسيا أثبتت أنّ خطوطاً حمراء لا يُسمحُ بتجاوزها في سوريا، والخطوط الحمراء تشمل واشنطن أيضاً، فحسب معلومات مركز فيريل المؤكدة في واشنطن، أنّ ما قيل عن خطة اجتياح من الجنوب كانت جدية، ولكنّ رسالة حازمة من موسكو شفهية وعملية عبر استنفار عسكري وتحليق مشترك للطيران الحربي الروسي والسوري على الحدود مع الأردن، ردع هكذا خطط تصعيدية خطيرة، كان ضمنها الدفع بعدة آلافٍ من المقاتلين المُدربين في الأردن لاجتياح درعــا. (الخطر لم يزل طبعاً لكنه تراجع كثيراً)… بالمقابل، المتوقع أن تضغط موسكو لتخفيف التواجد الإيراني في سوريا، ولو شكلياً، لإرسال إشارة تطمئنُ تل أبيب اللاعبُ المتواجد في كافة المفاصل.
اقرأ أيضاً
سوريا ماضية نحو الانتصارات المتلاحقة، ودير الزور على الطاولة، ولن ننسى الطبقة والرقة، فليس أمام الانفصاليين الأكراد سوى حلّ واحد؛ تسليم سد الفرات للحكومة السورية، شاءوا أم أبوا. بانتظار تحرّك تركي عسكري بين الحين والآخر، بضربة جوية هنا وقصف مدفعي هناك لعناصر الوحدات التي صدّقت أنها لاعبٌ هام فوق الأراضي السورية!.
تصعيدٌ في العراق وإيران واليمن وأفغانستان و… سوريا، وصيفٌ ساخنٌ بانتظار المنطقة، المنتصرُ المؤكد فيه هو الجيش السوري. قد تكون ساحات الصراع في إيران والعراق وسوريا، ولكن هل ستبقى شوارعُ السعودية ودول الخليج وتركيا بعيدة عن النار والدماء؟!! صياغة وتحرير مركز فيريل للدراسات. فكرة زيد هاشم. 15.05.2017