الجَقل المتأهب في الأردن. مركز فيريل للدراسات

مع انتشار أخبار ساعة الصفر وتأهب الجقل الأردني، وحشود عسكرية “غير مسبوقة”، ارتفعت وتيرة الأحداث، وانحرفت الأنظار كلها باتجاه الجنوب السوري، وهو أول المطلوب من تداول هكذا أخبار. نستعرضُ لكم ما يجري في شمالي الأردن باختصار:

  • بعد توسيع قاعدة التنف من قبل الجيش البريطاني والأميركي، بدأ دخول مسلحين من المعارضة السورية اعتباراً من أواخر شهر نيسان الماضي إلى داخل الأراضي السورية بعمق أقل من 12 كلم، عند المثلث السوري الأردني العراقي، وحسب معلومات مركز فيريل؛ يتواجد حالياً في قاعدة التنف حوالي 2500 مسلح من المعارضة السورية بقيادة العقيد مُهنّد الطلاع تمّ تدريبهم في الأردن (كان برتبة مُقدم قبل شهرين)، ويتكونون من خمسة فصائل: أسود الشرقية، جيش المغاوير، كتائب القريتين، كتائب أحمد العبدو، والمجلس العسكري، وبرفقتهم حوالي 1000 جندي وضباط أمريكي وأردني وبريطاني، بسلاح بري كامل ومروحيات، في الصفوف الخلفية، ولا يوجد تماس مباشر بين الطرفين، لأسباب أمنية. وجهتم حسب تصريحاتهم ستكون الشمال والشمال الشرقي، وصولاً إلى البوكمال والميادين.
  • بالاتجاه غرباً وعند الحدود السورية الأردنية، مقابل ريف السويداء وإلى الجنوب من قرية المغاير، تتواجد قوات بريطانية وأميركية وأردنية مع مسلحين من المعارضة السورية العدد حوالي 1500، لم تدخل الأراضي السورية.
  • إذا تابعنا نحو الغرب، ابتداءً من شمال مدينة الرمثا /الطرة الأردنية، غرب مدينة درعا بـ 9 كلم، وصولاً إلى مقابل قرية الطبريات وزيزون السورية، تتواجد قوات أردنية وأميركية وبريطانية وأيضاً مسلحون من المعارضة السورية العدد حوالي 2000 بين مقاتل وجندي وضابط. لم تدخل الأراضي السورية.
  • كافة القوات المتواجدة على الأرض الأردنية مزودة بعتاد برّي كامل يتضمن دبابات وناقلات جنود، وراجمات صواريخ ورشاشات متنقلة، بالإضافة للأسلحة الفردية، ولكن ليس بالصورة الضخمة المتداولة، فلم يرصد مركز فيريل وجود أكثر من 30 دبابة في المناطق الثلاث.
  • لا توجد حتى اللحظة نشاطات عسكرية ملحوظة، كمناورات أو تحركات مفاجئة. والمناطق مغلقة عسكرياً أمام المواطنين، بمن فيهم الفلاحين كما أفادنا مصدر فيريل في الرمثا.

نؤكد من مركز فيريل للدراسات على التالي:

  1. حتى اللحظة؛ ليست هناك ساعة صفر أو قرار بغزو الأراضي السورية، والانتظار سببهُ مشاورات عسكرية بين واشنطن وحلفائها، ودراسة ردّ فعل دمشق وموسكو، وقد علم مركز فيريل في واشنطن أنّ اتصالات تجري مع موسكو، لضمان رد فعلها على الغزو إن حدث، وليس هناك ضوء أخضر روســي… ولا قرار أميركي بمعارك كبيرة، خاصّة قبل وصول ترامب إلى تل أبيب، وقد تقوم واشنطن بتحرشات عسكرية محدودة، بشكل مباشر أو بإرسال كبش الفداء من المسلحين السوريين… حدوث معركة كبيرة يعني أن الحلف السوري الروسي الإيراني هو الذي قررها، وستكون زيارة ترامب خطيرة، وسيتم إلغاؤها.
  2. هذه ليست معركة كبرى أو حرب إقليمية ولا ترقى لذلك، والحديثُ عن ذلك مُبكرٌ جداً. خاصة أنّ الهدف البعيد هو إيران، والتي يتم الإعداد لها مع الحلف “السنّي” في معركة سياسية، تمّ صبغها بالطائفية بامتياز لضمان انحياز الدول وعشرات الملايين من الشعوب الإسلامية المخدوعة طائفياً. وما يجري في الجنوب السوري هو اختبار لمدى قدرة هذا الحلف، والقوات العسكرية غير السورية الموجودة هناك، أي الهدف الأول والأساسي لصالح إسرائيل، لهذا وصل تل أبيب رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دان فورد، لبحث زيارة ترامب، ودراسة العمليات العسكرية.
  3. الهدف الحقيقي من هذه الاستعراضات العسكرية هو إيصال رسالة مزدوجة، للقيادة السورية بأننا هنا في الجنوب، وللمسلحين في درعا والقنيطرة، المرتبطين بواشنطن وتل أبيب، لرفع معنوياتهم وإبلاغهم أنّ المساندة قادمة، حيث ستتم المغامرة أولاً بالمسلحين السوريين الذين دُرّبوا في الأردن، وحسب مصادرنا هم في المقدمة، بما في ذلك الجنوب الغربي ومنطقة التنف.
  4. لاحقاً، وحسب ما يردنا من أنباء، إن صدرت الأوامر من واشنطن، ستتم عملية دخول محدودة إلى منطقة ريف درعا الغربي، والذريعة محاربة داعش، ليتم العمل بعدها على إنشاء حزام أمني ضمن الأراضي السورية، لضمان أمن إسرائيل والأردن، أي جيش لحد جنوب سوريا، وهي ما تعنيه واشنطن بمناطق خفض التوتر، تقليداً لما قامت به روسيا…
  5. الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار في الجولان السوري المحتل، لكن إسرائيل ستبقى على الحياد لحساسية الموقف، ولن تتدخل إلا إذا تطورت الأمور ضدها.
  6. قرار التصدي السوري بدأ ساعة إعداد هذا التقرير، وهو قرار شعبيّ ورسمي، ولن يكون هناك أيّ تردد بضرب أية قواتٍ تدخل المنطقة الجنوبية في ريف درعا والسويداء، من الدفاع الشعبي والجيش السوري فيريل.
  7. أخيراً: تسليط الأضواء على منطقة الجنوب السوري فقط، يحرفُ الأنظار عن باقي المناطق، بما في ذلك الشمال السوري وإدلب ودير الزور، وهذا ما يقوم به الإعلام بخبثٍ أو بسذاجة… عيونكم على جميع المناطق السورية وليس فقط الجنوب السوري، والحذر ثم الحذر من اختراقات بأماكن أخرى…

الأمور حرجة وحساسة لكنها ليست بهذه الخطورة، وإذا جمعنا كافة القوات العسكرية المتواجدة على الحدود أو داخل الأراضي السورية، فهي لا تتجاوز 7000 جندي وضابط ومقاتل يتوزعون على ثلاثة مناطق متباعدة، وهذا لا يكفي لمعركة صغيرة الحجم. علماً أنّ عدد المسلحين في غوطة دمشق وحدها أكثر من ضعفي هذا العدد، فعن أية معركة كبرى تتحدثون؟!! الوقت مازال مبكراً على هكذا معركة… مركز فيريل للدراسات 09.05.2017

اقرأ أيضاً

إن غامرَ المُقامر؛ فالصواريخ السورية ستدمرُ قصر رغدان فوق رأسه. د. جميل م. شاهين