
المتنورون يُحدّدون موعد ومكان الحرب العالمية الثالثة. بحث خاصّ بمركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. 30.06.2025. الباحث زيد م. هاشم. سبقَ ونشرنا عن الموضوع عدة مرات، لكنّ العنوان كان يؤجّلون، اليوم دخلنا في الصميم، فما الجديد؟
خطة وليست نظرية المؤامرة
لا نتبنى نظرية المؤامرة بشكل مطلق، لكننا نعترفُ بوجود خطط مدروسة تقوم بها مجموعاتٌ نافذة. من وجهة نظر مركز فيريل للدراسات، فإنّ ما يُعرف بـ”المتنورين” (وهو مفهومٌ رمزي أكثر من كونهِ منظمة محددة) قد حققوا نجاحاتٍ في مشاريعهم السابقة بشكل عام، مع نسبة فشلٍ قليلة أو تأخيرٍ في تنفيذ بعضها. هذا يؤكد أنّ سيطرتهم على العالم ليست مطلقة كما يريدُون هم وأتباعهم إيهامنا، وحديثنا هنا عن المتنورين تحديداً والفئات الأضعف والقصدُ الماسونيين أو غيرهم من أصحاب النفوذ.
الصراع الأساسي بين القوى الكبرى في العالم، هو صراعٌ اقتصادي في جوهره، يليه صراع سياسي وعسكري لتأكيد النفوذ على كلِّ شبرٍ وقطرة ماء وذرةِ ثروةٍ وفردٍ حيواني وأحياناً بشري، مع غطاءٍ ديني عند الحاجة، فالدّينُ ثوبٌ “براغماتي” وربما إبراهيمي، يُصمّمُ حسب المطلوب. بينما الشعوب هي الوقود، ولكنها تُصفّقُ بحرارة وتفاؤل بمصيرٍ أقلّ قذارةً. فيريل للدراسات.
المتنورون هم المسيطرون، هكذا يقولون
هذه المجموعة البافارية الغامضة التي تأسست عام 1776. يُنسب لها العديد من الأحداث العالمية الكبرى من الثورة الفرنسية حتى الربيع العربي، والأدلة منطقية مع بعض الإثباتات. يُسيطر المتنورون، حسب رأي مركز فيريل للدراسات، على مؤسسات هامة كالأمم المتحدة والبنك الدولي ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، الواجهة ماسونية لكنّ القرار للمتنورين الذين نراهم الأقوى والأكثر غموضاً وسريةً
الحكومات الخفية تعني “المتنورون”
سبقَ وذكرنا بعضاً من محاولاتنا في مركز فيريل لكشفِ بعض المعلومات عنهم، لكن وبعد 9 سنوات من محاولة إجراء لقاء مع أحدهم هنا في برلين، وقبلها في “المنشأ، أو حتى تصوير خارجي دون إظهار الوجه ولا بصمة الصوت. كلّ هذه الشروط لم نلقَ أيّ ردّ إيجابي. بصراحةٍ أكثر، لم نلقَ جواباً أصلاً. بينما كان الوصول إلى منظمات أخرى أو حتى أكبر زعيم عالمي ممكناً وخلال أسابيع! نعم أكبر زعيم. وهذا يُعطينا فكرةً عن السرية التي تُحيط بهم، وأنّ الحكومات الظاهرية والزعامات تعمل عندهم لحمايتهم على الأقل. ولا ندري إن كنّا تجاوزنا هنا حدوداً ما
المتنورون أشعلوا الحربين العالميتين الأولى والثانية
المتتبع الواعي لمؤلفات وتصريحاتهم، يكتشفُ أنهم بالفعل يُسيطرون إلى حدّ بعيد على ما يجري في العالم من أحداثٍ جسَام. مع التأكيد أنّ سيطرتهم ليست مطلقة، وقد سبق وفشلوا مراتٍ ومرات، وأجّلوا وتمهلوا وخسروا. لكنّهم لم ييأسوا وهنا مكمن خطورتهم، “عدم اليأس، والاستمرارية”
مما تأكدنا منهُ في مركز فيريل للدراسات أنهم خططوا للحربين العالميتين الأولى والثانية، والدلائل كثيرة نسوقُ منها دليلاً واحداً: كتابات الزعيم البافاري الأميركي الشهير
Albert Pike ألبرت بايك، ابنُ بوسطن في ماساتشوستس الأميركية من مواليد 29.12.1809، برفسور وكاتب ومحامي وضابط والأخطر؛ زعيم “المحفل الماسوني الاسكتلندي” لمدة 32 عاماً Independent Order of Odd Fellows، نعم بقي زعيماً حتى وفاته 02.04.1891.
رسالةُ بايك حول الحروب العالمية الثلاثة قبلَ 154 عاماً
ماذا قال هذا الزعيم قبلَ 154 عاماً، أي بتاريخ 15 آب 1871 في رسالةٍ من ثلاث صفحات حول (النظام العالمي الجديد NWO)؟
معلومة هامة؛ الوثيقة كانت معروضة في المتحف الحربي البريطاني في لندن، Imperial War Museum (IWM)، وتحمل اسم Albert Pike Letter to Mazzini. صوّرها ونشر عنها الكاتب والباحث والضابط البريطاني William James Guy Carr، هذا وليام وغيره سنبحث في قصص حياتهم بمركز فيريل ووفاتهم الغامضة، والله يسترنا. المهم هنا؛ وليام صوّر الوثيقة ونشر عنها بتوسع عام 1958، وهو صاحب الكتاب الشهير (أحجار على رقعة الشطرنج) الصادر 1955. مع توسّع نفوذ وليام وتأثيرهِ وارتفاع شعبيته، بدأ يدخلُ مرحلة الخطر على حياته؛ اتهِم بمعاداة السامية والتحريض على اليهود، ولسبب “غامض” توفي 02.10.1959 بعد شهور فقط من نشرهِ عن الرسالة تلك.
نصّ رسالة بايك
للوصول إلى النظام العالمي الجديد New World Order وتشكيل حكومة العالم الواحدة، علينا المساعدة على قيام ثلاثة حروب عالميـة وهي:
الحرب العالمية الأولى
تخضع بموجبها روسيا القيصرية لسيطرة المتنورين في بافاريـا، بعدها يتم استغلال روسيا القيصيرية ككبش فداء لتحقيق أهداف المتنورين البافاريين العالمية، بتمكين الشيوعية منها والقضاء على الدين المسيحي فيها. نجحت خطة الحرب لكنهم فشلوا بالقضاء على الدّين المسيحي “الأرثوذكسية” في روسيا
الحرب العالمية الثانية
علينا تأجيجُ الصراع بين القوميين الألمان والصهيونية، حتى تقومَ حربٌ كبيرة. ينتجُ عن هذه الحرب دولة إسرائيل في فلسطين، وهذا حصل ونجحوا.
ماذا عن الحرب العالمية الثالثة إذاً؟
شروط الحرب العالمية الثالثة تكتملُ
بمتابعة رسالة بايك يأتي دور الحرب العالمية الثالثة التي قال عنها:
(يجب أن تكون شرارة بدء الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط. صراعٌ بين الصهاينة والقوميين العرب، والمدافعين عن فلسطين. تتوسع رقعةُ الحرب رويداً رويداً لتشمل العالم)
ما يجري حالياً يؤكد أننا اقتربنا فعلياً من الحرب العالمية الثالثة التي ستكونُ تدريجية، لهذا نرى أنها فعلياً بدأت ومَنْ لم تحترقُ غرفة نومه بعد، لا يعني أنها لم تبدأ. شاهدوا الرابط
نجح المتنورون في التخطيط والبدء بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وحصد نتائجهما، فهل سينجحون في الثالثة؟ عِلماً أنهم فشلوا عدة مراتٍ ومنذ عام 1945 بإشعالها، فهل سينجحون قبلَ نهاية عام 2025؟
ساحات الحرب العالمية الثالثة حسب مركز فيريل
لا نتوقعُ أن تكونَ الحربُ العالمية الثالثة تقليدية، أي جبهة يتمترسُ خلفها الأعداء من الجانبين. بل ستكون جبهاتٍ وساحاتِ معارك متباعدة. فوضى شاملة غير خلّاقة. من الساحات المتوقعة؛ أقصى الشرق في بحر الصين. أوكرانيا والبلطيق وهي شبه مشتعلة. لدينا أيضاً القطب الشمالي وما أدراكَ ما القطبُ الشمالي الذي ذكرناهُ قبلَ 8 سنوات إن كنتم تذكرون. هناك جبهة الهند والباكستان. وطبعاً الشرق الأوسط الذي لن يكون ساحةً واحدةً.
الصورة القاتمةُ هكذا
مَن يبحث عن زقزقة العصافير، لن يجدها هنا… حرب إيران إسرائيل لم تنتهِ، وما شاهدناهُ كان “بروفا”، في الجولة القادمة، التي ستبدأُ قريباً، يجب أن يُدمّرَ أحدهما الآخر تدميراً تاماً، ستتدخلُ واشنطن بشكل مباشر لأن تل أبيب عاجزة عن الانتصار، هل ستبقى إيران تتفرّجُ على دول الخليج وهي تُساعدُ في دمارها؟ ماذا عن دبي وأبي ظبي والدوحة والمنامة وغيرها؟ الصين لا يمكنُ إلا أن تستغلَ الفرصة وتُعيدَ تايوان إلى حضنها، بل وتشاركُ في حماية “زبائنها”، غير هذا فالصين خاسرة. أيعقل ألا تنخرطَ روسيا في حربٍ أوسع وأعنف؟ ماذا عن بريطانيا وفرنسا والناتو؟ إنها معمعة عشرات الدول والأسوأ ما سيجري للشعوب حيث العصابات الطائفية والإجرامية. هي صورةٌ قاتمةٌ نقتربُ منها للأسف، ولا نتمنى أن تتحقّق لكن هل تكفي الأمنيات؟ أمّا الصورةُ الأشدُّ قتامةً فتبدأ بنوع الأسلحة المُستخدمة؟ ولن أكمل. المتنورون يُحدّدون موعد ومكان الحرب العالمية الثالثة. بحث خاصّ بمركز فيريل للدراسات. الدكتور جميل م. شاهين. 30.06.2025. ما عرضناهُ هو المقدمة، التفاصيل تأتيكم في بحثٍ آخر للباحث الأستاذ زيد م. هاشم غداً. دمتم بخير