تحرير سعر البنزين. Firil Center For Studies FCFS 08.10.2020
تحرير سعر صرف سلعة ما، بما في ذلك العملة، يعني في #علم_الاقتصاد:
إخضاعُ سعر هذه السلعة لآلية العرض والطلب وسعرها في السوق المحلية والعالمية، فلا تتدخلُ الدولة بتحديد هذا السعر نهائياً أو يكون تحريراً موجّهاً. في حالة كانت تلك السلعة مدعومة من قِبل الحكومة، يُلغى هذا الدعم. بناءً على ذلك؛ تتغيّرُ أسعارها باستمرار بين صعود وهبوط حتى في اليوم الواحد.
كمثال نأخذُ #سعر_البنزين هنا في ألمانيا؛ سعر البنزين مرتفعٌ صباحاً بسب كثرة الطلب، يتراجعُ نهاراً ليرتفع في عطلة نهاية الأسبوع. أيّ إرتفاع أو إنخفاض في سعر برميل النفط عالمياً ينعكسُ فوراً على هذا السعر، كما يختلفُ سعر ليتر البنزين من نفس النوع، بين شركة وأخرى ببضعة سنتات لليتر. في حالة إنقطاع استيراد البترول لسبب ما، لدى الدولة الألمانية خزانات إحتياطية تستخدمها عند الضرورة القصوى.
تحرير السعر يكون خالصاً أي لا تتدخل الدولة نهائياً تاركةً تحديدهُ للسوق، أو يكون تحريراً موجّهاً فتتدخل الدولة عند الحاجة وهذه أفضل الطرق.
مخاطر تحرير سعر السلع
تنشأ المخاطر خاصة في الدول ضعيفة الإقتصاد كثيرة الفساد مرتفعة التضخم التي تستورد تلك السلع، مما يؤدي إلى إرتفاع السعر بشكل سريع.
كيف سيكون الحال إن توفرت الأسباب السابقة بالإضافة للعقوبات الإقتصادية؟!
قبلَ المَضي في عملية جسّ النبض المتكررة لقرارات الحكومات المتعاقبة يطرحُ مركز فيريل للدراسات الأسئلة التالية:
في حال نفّذت الحكومة السورية قرارها بتحرير سعر البنزين والمحروقات، هل سيتمُ ربط سعرها بالسوق السورية أم العالمية؟
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وأية حِماية ربما حَماية!! حدّدت بتاريخ 1 آذار 2020، سعر البنزين المدعوم بـ250 ليرة سورية لليتر الواحد أوكتان 90، وغير المدعوم بـ450 ليرة سورية وسعر البنزين أوكتان 95، بـ575 ليرة سورية لليتر الواحد.
بعد التحرير، من الطبيعي أن يبدأ السعر بـ 450 ليرة صعوداً، أي ضعف السعر الحالي على الأقل، وما يدفعهُ المواطن حالياً سيُضاعفه لاحقاً، هل سيُغطي دعمكم المٌفترض لحبيبكم المواطن هذا العجز؟ أي يكون 100%…
تُعاني الدولة من شح في المحروقات التي تدعمها، نتيجة الحصار والعقوبات الإقتصادية واحتلال عصابات قسد والجيش الأميركي لحقول البترول وسرقته، كيف سيتوفر البنزين فجأة إذا حدث تحرير سعره؟ هل ستُمطر السماء بترولاً أم أنّ الذين اقترحوا ذلك لديهم مفاجآت سارّة للشعب السوري؟
من أيّ كوكب جاء المسؤولون الشرفاء؟
الوزير طلال البرازي قال لصحيفة الوطن الأحد 4 تشرين الأول الحالي تعليقاً عمّا جرى في جلسة لمجلس الشعب السوري:
(بعض أعضاء مجلس الشعب طرحوا موضوع أن يكون الدعم للمواطن بشكل مادي بدلاً من التمويني). مَنْ هؤلاء الأعضاء الذين اقترحوا؟ هم عضو واحد يُدعى عهد ظاهر السكري، أحد الصاعدين حديثاً في طريق الثراء، يمتلكُ 8,2% من شركة آلات طباعة تاريخ الإنتاج والصلاحية، عضو عن مدينة حمص التي شغل فيها طلال البرازي كُرسي المحافظ 7 سنوات…
فلنعد لكلام البرازي الآن، أضاف سيادة الوزير:
(الحل الوحيد لحل مشكلة البنزين، هو أن تتحمل الطبقة التي تمتلك سيارات زيادة سعره، في حين لا يتأثر المواطن الذي راتبه تحت الـ 70 ألف ليرة سورية، وأن تتم مساعدته في مكان آخر ضمن تعويضاتنا)!!!
من أي كوكب جاي يا برازي؟ ما هذه التعابير يا برازي ويا سُكّري؛”الطبقة التي تمتلك سيارات”!! قطعتما الطريق نهائياً لتقولا هذا هو الحلّ الوحيد، حلول الأرض انتهت والأمر متروكٌ للسماء… قبل أن يتم اتخاذ قراركم “الصميدعي” افترضتَ زيادة سعر البنزين، فهل تعتبرُ كلّ مالك سيارة ثرياً عليه تحمّل زيادة السعر؟ سائقُ تكسي الأجرة ثري… الفلاح الذي يملكُ سيارة نقل صغيرة ثري… الموظف الذي يملك سيارة موديل 1980 ثري، والسيارة بنظركم من الكماليات؟
لماذا، يا سادة يا مسؤولين يا… شرفاء، لا تركبون دراجة هوائية تُقلّكم إلى عملكم طالما أنّ السيارة كماليات؟
عهد ظاهر السكري؛ بمحبة نقول وأنتَ القادم الجديد على سوق المسؤولين التجّار، لا ندري هل اقتراحكَ جاء عفوياً أم بتوجيه؟ أنتَ تعرف. سؤالنا لك: مما قلته في جلسة مجلس الشعب والموجود على صفحتك نتمنى ألا تحذفهُ “رفع الدّعم يحدّ كثيراً من استهلاك المواد المدعومة، ما يعني أن رفعه مع إعادة توزيع مبالغه على الجميع؛ هو أقصر الطّرق على الإطلاق لتحقيق دورة حياة اقتصاد معافى، خالية من الغبن والاستغلال..!” مَنْ قال لك هذا؟ هل رفعُ الدعم عن الخبز، والذي يتم التخطيط له، سيجعل الناس تأكلُ “كاتو” مثلاً؟ مَن هو المواطن السوري الفقير الذي يستهلك بنزين زيادة عن حاجته؟ إلا إذا كان قصدك طبي من أجل صحة المواطن، فرفع الدعم عن السكر سيجعل الناس تشرب الشاي بدون سكر؟ هل تعلم يا عهد أنّ موكبَ سيارة مسؤول واحد يستهلكُ ما تستهلكهُ سيارة مواطن في سنة؟ أخبر البرازي إن كان لا يعلم…
قلنا في مركز فيريل للدراسات ونكرر، هذه حكومات ومسؤولون يصنعون الأزمة ولا يقومون بحلّها، فإن حلّتِ السماء أزمةً اصطنعوا أزمة أخرى… إن حُلّت أزمة البنزين، فاعلموا أنّ أزمة أخرى يتم تحضيرها ولا حلّ سوى الإنقلاب الشامل… مركز فيريل للدراسات.