نقدم لكم بصورة مبسطة توقعات الخريف والشتاء القادمين، في العالم بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط وسوريا بشكل خاص. كافة المعلومات الواردة خاصة بمركز فيريل للدراسات يحظر نقلها دون الإشارة بوضوح للمصدر.
انهيار خطير في تيار jet stream
هو تيار هوائي نفاث عالي السرعة، أخذ اسمه من ترجمة الكلمة من الألمانية إلى الإنكليزية، يحدث في طبقة troposphere تربتوسفير ليصل إلى طبقة stratosphere أي اعتباراً من 8 كلم عن سطح البحر.
يتشكل نتيجة التباين في درجات الحرارة بين المناطق الإستوائية والقطبية، فتحدث مناطق ضغط مرتفع ومنخفض.
فيديو
التيار النفاث هذا ظاهرة طبيعية, يتواجد منه 4 تيارات رئيسية في طبقات الجو حول الكرة الأرضية، تكون سرعة الرياح فيه بين 250 إلى 300 كلم/سا لتصل أحيانا إلى 600 كلم/سا… طول التيار يتراوح بين 1000 كلم ليصل لبضعة آلاف بقطر عدة كيلومترات واتساع 100 كلم.
توجد في طبقات الجو حول الكرة الأرضية أربع تيارات نفاثة رئيسية تسير من الغرب نحو الشرق، وبسبب تدرج الضغط بين هذه التيارات، تتدفق الرياح القوية من وإلى القطبين. ما يؤثر على منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص هو التيار النفاث القطبي. الذي حصل هو ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة سنة بعد سنة، ليكون صيف 2018 الأعلى حرارة منذ 140 عاما على الأقل وهو بدء التسجيل, وهذا أمر غير طبيعي. ارتفاع الحرارة هذا ترافق مع جفاف كبير ظهر أكثر وضوحا في أوروبا, وسيطرت مناطق ضغط مرتفع فترات زمنية طويلة وصلت لعدة أسابيع. ابتدأ الجفاف منذ شهر نيسان 2018 واستمر حتى قبل يومين بوصول منخفض جوي عملاق سيطر على شمال أوروبا.
الطقس الحار ترافق مع انهيار في التيار النفاث القطبي وشكل اختراقاً فيه منعه من التأثير. بسؤال من مركز فيريل لمركز الأرصاد الجوية في ألمانيا، جاءنا الجواب:
“نتوقع استمرار الانهيار خلال الشهور القادمة على الأقل” ماذا يعني ذلك؟
بعيدا عن أوروبا، توهجت الكرة الأرضية على خرائط الطقس باللون الأحمر, أي حرارة مرتفعة وصلت إلى الدائرة القطبية الشمالية، وسجلت مناطق في سيبيريا الروسية 32.6 درجة مئوية!. في حين سجل جنوب العراق وإيران 51.4 درجة مئوية كما شاهدتم في نشرات الطقس على مركز فيريل للدراسات, وهنا أحد أهم أسباب ما يحدث…
ارتفاع الحرارة في القطبين، بسبب الدفء الذي يتحمل البشر جزءا هاما منه، تسبب بتقلص الفارق بين المناطق الاستوائية والباردة, ومعها انخفض فارق الضغط بين المدارية والقطب الشمالي… كل هذا أدى لتباطؤ متزايد في التيار النفاث القطبي منذ حوالي 30 عاماً، التباطؤ، وحسب ما علم مركز فيريل للدراسات مستمر وخطير، أي أن الظواهر المناخية غير الطبيعية التي ضربت الكرة الأرضية ستتواصل، بل… ستزداد.
إذاً: عندما تسيطر حالة جوية معينة على منطقة، مرتفع أو منخفض، ستكون مدته طويلة تصل لأسابيع، وازدياد في عدد وقوة الأعاصير والحالات الجوية المتطرفة.
الطقس القادم في العالم 2018 – 2019
بمراجعة بسيطة لما ذكرناه، يمكننا الاستنتاج أنّ الظروف المناخية القاسية والمتطرفة والمضطربة مستمرة؛ جفاف وارتفاع حرارة. موجات جليدية. أمطار فيضانية. أعاصير من نوع Hurricane و Tornado. ولا توجد منطقة أو دولة مستثناة من ذلك، لكن المناطق الأكثر تعرضا هي جنوب شرق آسيا، بحر العرب في المحيط الهندي، الكاريبي وصولا للولايات المتحدة.
يمكنكم اتخاذ طقس شهر أيلول الحالي نموذجاً لما سيكون مستقبلاً، فعلى سبيل المثال، وأثناء كتابة هذا البحث في مركز فيريل: ثلوج مبكرة في النرويج والسويد وفوق 1000 متر هنا في ألمانيا. أمطار غزيرة في شمال أوروبا، فيضانات قبل يومين في تونس وشمال إفريقيا، جفاف في جنوب أوروبا، أعاصير في شرقي آسيا والولايات المتحدة، والأوضح؛ إعصار هيلنا الاستوائي الذي نشأ غربي إفريقيا واتجه شمالا حتى وصل بريطانيا!. أيضا:
في هذه اللحظات يتجه إعصار Trami نحو الصين برياح تصل سرعتها إلى 299 كلم/سا, بينما هناك عاصفة إستوائية قد تتطور لإعصار تدعى Kirk تتجه نحو الكاريبي, وأخرى Leslie تتطور غرب إفريقيا، غيّرت مسارها شرقا متجهة نحو المغرب, لكنها على مسافة بعيدة حاليا.
يتوقع الخبراء في ECMWF، المركز الأوروبي للتوقعات الجوية أن ظاهرة الـ El Niño ستؤدي لشتاء أكثر دفئاً من الطبيعي في أوروبا بنسبة احتمال 70%. وهذا احتمال قد يُكسر، لأنّ بركان آيسلندا يهدد… وإن ثار سيتحول الشتاء الأوروبي إلى ليل قاتم…
التيارات القطبية المحملة بهواء جليدي وثلوج ستصل لشمال إفريقيا، بالمقابل سيخترق الهواء الساخن الإفريقي سيبيريا.
الصيف في شمال النصف الشمالي (أوروبا وأميركا وآسيا) سيكون أكثر جفافا مقابل ازدياد الرطوبة عدم استقرار في المستوى الأدنى.
موجات الحرارة ستكون أشد وأكثر فتكا بالبشر من موجات 2003 و 2006 و 2008 و 2010 و 2015, التي حصدت أرواح 70 ألفا, حسب منظمة الصحة العالمية, فهل ستحصد موجات صيف 2019 أرواحا أكثر؟
الأخطر من ارتفاع الحرارة هو انتشار الأمراض المرافقة لها خاصة في الدول الفقيرة.
خريف وشتاء 2018 – 2019 في سوريا والشرق الأوسط
حسب ما علمناه من معهد (PIK) لبحوث المناخ في Potsdam جنوب برلين, تباطؤ حركة jetstream وحصول ما يشبه الاختناقات المرورية فيه بما يسمى weather traffic سيؤثر على منطقة الشرق الأوسط بصورة مشابهة لبقية العالم.
الجزائر ودول المغرب العربي ستشهد حالات هبوط لتيارات قطبية وسقوط الثلوج في الصحراء، كما حدث مرات الشتاء الماضي, وستشهد أيضاً أمطاراً فيضانية.
حالات عدم الاستقرار التي شهدتها سوريا ومنطقة الشرق الأوسط منذ نهاية آذار 2018 وأدت لفيضانات مفاجئة، قابلة للتكرار وسنرى بدايتها خلال أيام بصورة بسيطة، كما سيرد لاحقا.
خريف رطب وماطر بصورة متباينة، فترة جفاف طويلة تعقبها فترة من الأمطار التي تكون فيضانية أحياناً، مع ميل لخريف رطب ماطر في الشرق الأوسط وسوريا, وسوف نعلمكم حسب ما يتوفر لدينا من معلومات في مركز فيريل عن أية حالة استثنائية، سواء على الموقع هنا, أو على صفحتنا على الفيس بوك. حاليا ونحن بتاريخ 24 أيلول 2018 هناك تطور لحالة عدم استقرار تبدأ يوم الخميس 27 أيلول، تؤدي لنشوء منخفض غرب تركيا. سنتابعها معكم.
نتيجة ما تحدثنا عنه، ستكون فترات الجفاف أو الأمطار طويلة وغير متوازنة، فعندما يسيطر مرتفع أو منخفض جوي على سوريا والشرق الأوسط, فإنه سيستمر فترات طويلة تصل لعدة أسابيع، وكما علم مركز فيريل تتراوح المدة بين 3 إلى 5 أضعاف الحالات الطبيعية…