نصيحة لدونالد ترامب، ونعرف أنها ستصلهُ سريعاً…:
Our advice to you, Mr. Donald Trump, from Firil Center for Studies in Berlin FCFS: If you want to become a legend in the American History, support Syria and Syrian Army, otherwise you will become Donald Obama
سبق وأسميناه ضمن توقعاتنا لعام 2017 بـ “عام الفوضى”. ويكفي أن تبدأ “فوضوية” دونالد ترامب كي تشتبك الأمور ببعضها في كافة دول العالم.
النرجسية Narcissism مرض نفسي، والنرجسي شخص أناني عاشق لنفسه، يرى أنه الأجمل والأقوى والأعظم، ويرى الناس أقل منه في كلّ شيء، لهذا يستغلُ الناس ويسخرُ منهم. يهتم النرجسي بمظهره الخارجي وبأناقته وملابسه، وكلّه كي يثير إعجاب المحيطين به ويسمع مديحهم. يتفاقم وضع النرجسي أكثر ليصاب بداء العَظمَة فيشعرُ أنه شخصية نادرة جداً، خلقها الله ثم كسر القالب… فيصبحُ استغلالياً وصولياً غيوراً، ويريد أن يبقى هو محور الكون، يستميتُ للحصول على كرسي الحكم، والهدف: تحقيق غاياته الشخصية وزيادة الأضواء حوله. أكبر تهديد للنرجسي هو إهمالهُ وتجنب الحديث عنهُ، هنا يقوم بأيّ عمل جنوني كي يعود لجذب الأضواء إليه.
فهل ينطبقُ جزءٌ مما ورد على شخصية دونالد ترامب؟
بتحليل بسيط لشخصية ترامب، نجد أنه نرجسي بامتياز، والإعلام العالمي وشعوب الأرض قاطبة تُحقّقُ له نرجسيتهُ وتفاقم مرضهُ بشكل غير مقصود، لهذا “ترامب الآن في أسعد أيامه”.
More than 6 billion people are talking about you Mr. Trump, are you happy
أكثر من 6 مليار إنسان يتحدثون عنه، فماذا يريد أكثر؟ ترامب استيقظ، غرّد بكذا، وقع القرار كذا، ترامب أصغى لتلاوة من القرآن الكريم، ترامب دخل الحمّام، ترامب خرج من الحمّام، ترامب عنصري… ويسقط ترامب، ارحل ارحل يا ترامب… وسلمية سلمية…
رغم كل هذه الصفات التي تصدح بها حناجر اليائسين نقول: “ترامب تحت السيطرة، وحتى الآن يعمل لصالحنا…!!” كيف؟
ترامب وسوريا
هل تريد أن تعرف السوريين يا ترامب؟ لا تأتينا إلى سوريا، أهلاً بكَ في ألين تاون، إنها 270 كلم شمال بيتك الأبيض.
Do you want to know the real Syrians Mr. Trump? Then you are Welcome to Allentown PA. .
عندما نقول في مركز فيريل أن سوريا هي المحرّك الأول للسياسة العالمية، ليس معناه أننا نبالغ بمكانتها، ولا نقصد أيضاً أنها دولة عظمى، لكن القدر وضعها عبر التاريخ وسط العالم كي تكون مركز الدائرة التي يدور حولها الأخيار والأشرار، المسالمون والإرهابيون، الأصحاء والنرجسيون وما أكثرهم.
- يُقال إعلامياً التالي: “أثبتت الأسابيعُ القليلة التي مرت على ترامب أنه “بغو” في السياسة، وكرسي الرئاسة لا يُناسبه”. ربما هو ناجح كرجل أعمال، كمطارد للنساء، كمصارع أميركي، لكن كسياسي… “كرسي المصارع يليقُ بك يا ترامب”. فهل هذا صحيح؟
لا، ترامب أذكى مما تتخيّلون، كما أنه لا يقرر شيئاً لوحده، وراءه فريق عمل معقّد وخبراء سياسة واقتصاد وجيش وأكبر جهاز استخبارات في العالم، صحيح أن خبرته السياسية ضحلة، لكنهم لا يتركونه يُقرر لوحده إطلاقاً، هو يعشقُ الظهور وهم يحققون له ذلك.
- ترامب سيعمل على إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا؛ يتراجع بعد 24 ساعة. ثم يعود للفكرة بعد اتصال مع منبع الإرهاب السعودية، التي ستموّل إنشاء هكذا منطقة بمباركة تركية. هذا ما يريدهُ؛ استنزاف أموال السعودية والثأر من أمرائها الذين أهانه أحدهم عندما قال هذا الأمير: “أنقذتُ ترامب من الإفلاس مرتين، بشرائي لفنادقه واليخت الذي أبحرتُ به نحو أنطاليا”. بجميع الأحوال:
المنطقة الآمنة شمال سوريا، إن لم توافق عليها دمشق أولاً، فهي بعيدة المنال، وإن حدثَ ووافقت، فستقتلُ هذه المنطقة حلم الانفصاليين الأكراد، وسيكون الصراع بين سكان هذه المناطق العرب والأكراد دموياً، وبرعاية تركية أمريكية…
- سوف يقضي ترامب على الإرهاب الإسلامي، وسوف يحارب الهجرة غير الشرعية، حسناً. بدأ بإنشاء جدار عازل مع المكسيك، ومنع مواطني 7 دول إسلامية من دخول بلاده. لكنه سمح لمواطني الدول الإرهابية الخليجية!! هذا طُعمٌ لدول الخليج… سمح لهم رغم أنّ إرهابيّي11 أيلول 2001 كان بينهم 15 إرهابياً سعودياً وإرهابيان من الإمارات! ولم يكن بينهم أيّ سوري أو عراقي أو إيراني أو يمني، أي: “أهلاً بإرهابكم، والذي ستغطيه أموالكم.”.
- حتى بمنعه منح تأشيرة دخول للسوريين، عمل لصالحنا! ما مصير المعارضين السوريين في الولايات المتحدة؟
- الهجرة فقط للمسيحيين السوريين، تحدثنا عن ذلك باستفاضة قبل يومين. ثلاثُ عائلات مسيحية سورية، حصلت على الإقامة في الولايات المتحدة، تمّ إعادتها ومنعها من دخول بلاد العم سام، ترامب صهيونيّ الهوى، ولا يهمهُ كل مسيحيي العالم.
- سوف يضع تنظيم الإخوان المسلمين ضمن المنظمات الإرهابية، لكنهُ يُنسّقُ عسكرياً وأمنياً لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، مع أكبر حزب للإخوان المسلمين في العالم، حزب العدالة والتنمية، يقود دولة ترعى الإرهاب الإسلامي اسمها تركيا، وهنا لإدارته غاية من ذلك.
- هذا ما يخصّ سوريا، بالإضافة لمحاربة داعش و90 يوماً للحلّ في سوريا، وتسريبات عن صحة الرئيس السوري بشار الأسد، وموعد آذار 2017 وغيرها. كل ما ورد متناقض، لكنهُ أيضاً يسير لصالح سوريا بشكل عام، كيف؟.
القادم في سوريا؟
كلام الإعلام شيء، وما يجري من وراء الكواليس، شيء آخر، معلومات مركز فيريل للدراسات تقول: “بدأ التنسيق العسكري بين سوريا والولايات المتحدة بشكل مباشر”. وأول خطوة ستكون: “موافقة دمشق على مشاركة الجيش الأردني فقط بتحرير تدمر”. دعكم من كلام الإعلام، والتهويل حول ترامب هذا، الذي نعرفهُ أنّ الرئيس الأميركي الجديد لا يُقيم وزناً لأحد ولا يردعهُ سوى شخص واحد اسمه… فلاديمير بوتين. وبوتين مصلحتهُ مع القيادة والدولة السورية، لهذا مصلحة ترامب معنا، ومعنا فقط.
هناك تصعيد كبير سيحدثُ فوق كافة الأراضي السورية: الجنوب السوري، ريف دمشق، تدمر، دير الزور، الرقة، ريف حلب، إدلب، و… الحسكة… الأوراق اختلطت بشكل أكبر خاصّة بين أعداء سوريا: السعودية، تركيا، قطر، بريطانيا، فرنسا… وكما ذكرنا: “إدلب هي أكبر مقبرة للإرهابيين” وأذكى خطوة قامت بها المخابرات السورية، وخطواتٌ استخباراتية سورية ذكية أخرى قادمة، سنكشفها في حينها.
أيُعقلُ أنّ ترامب الذي يسخر من 7 مليار إنسان، سيُعجب بشاربي بول البعير! أوَتتخيّلون أنّه استمتع بحديثهِ مع ملك السعودية؟ ربما سألهُ الأخير السؤال التقليدي الخليجي: “عمرك فوق السبعين يا طرامب… شلونك هنت والنساوين؟”.
تدمير الخليج بدأ، والتدمير يبدأ بالإفلاس، والإفلاس هو أكثر ما يعرفهُ رجل الأعمال. أما تركيا… فهنا ستكون المهزلة والسقوط الكبير، انقراض الإخوان المسلمين سيتم مع إعطاء تركيا حجمها الذي تستحقهُ، وهو علبة كبريت رطبة، فإذا كان القطيع قد هلّلَ لأردوغان كحامي الحمى والخليفة المنتظر، هذا الخليفة هو سبب انهيار تركيا وإلى الأبد.
الصغار يثورون ويحتمّسون يحكمون على الأمور بعصبية، يشتمون ويخوّنون ويُسقطون اليوم، ثم يستغفرون ويتوبون ليعودوا لحضن الوطن غداً، لهذا هؤلاء هم وقود الكبار دائماً.
اللعبة خطيرة ودقيقة جداً، لكنني واثقٌ من أنّ في سوريا أدمغةٌ: خلاياها من ذهب وعصبوناتها من ألماس، تُدرك اللعبة وتُمسكُ بخيوطها، وتتقنُ فنّ السير على حافة الهاوية… وللحديث دائماً بقية.
الكاتب: الدكتور جميل م. شاهين 31.01.2017
Firil Center For Studies FCFS, Berlin
مقالات ذات صلة: