زار ترامب وزوجته قاعدة “عين الأسد” في العراق بطريقة سرية، لكنها كانت مفضوحة بعد نشر صورة طائرته في لندن من قِبل هاوٍ وهي تقلع باتجاه دولة شرق أوسطية.
الزيارة تأتي في تقليد سنوي بمناسبة عيد الميلاد لكنها حملت رسائل عدة نستعرضها لكم بعجالة من مركز فيريل للدراسات:
- مصالحُ الولايات المتحدة هي الأولى ولا مشاركة أو رأي لمصالح الحلفاء أو التابعين، وطريقة الزيارة تؤكد الغطرسة الأمريكية التي يُمثلها ترامب تماماً، فالحكومة العراقية آخر مَن يعلم، ولم يجد ترامب وقتاً للقاء مسؤول عراقي وكذلك فعل في ألمانيا وبريطانيا، حيث استخدمهما كمحطتي ترانزيت ليس أكثر. كما تحملُ رسالة أنّ عام 2019 مختلفٌ عن سابقيه وسيحمل خطواتٍ تنفيذية لمشاريع شرق أوسطية بعيداً عن الحلفاء.
- زيارة العراق تأكيدٌ بأنّ الجيش الأميركي لن ينسحب منه، وهو منطقة نفوذ رئيسية لمواجهة عسكرية قادمة مع إيران.
- زيارة قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا، وعدم لقاء أيّ مسؤول ألماني وتأكيد نشر 1500 جندي أميركي إضافي، هي رسالة قوية لأكبر اقتصاد أوروبي يُحاول التمرد. وقد ذكرنا في تعليق بصفحة مركز فيريل على الفيس بوك بتاريخ 26.12.2018 التالي: “برلين ترفضُ نشر صواريخ برؤوس نووية في أوروبا، في حال فسخ معاهدة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى بين موسكو وواشنطن. رفضٌ ستترتب عليه نتائج قادمة”. بعد يوم فقط، زار ترامب ألمانيا وصدر قرار زيادة عدد الجنود الأميركيين فيها عوضاً عن تقليل عددهم، أي ستكون برلين أرض الصراع شاءت أم أبت.
- هي تقاسم نفوذ مع روسيا وتصعيدٌ للحرب الباردة، كما تأتي في وقت تظهر فيه بوادر اقتراب انتهاء الحرب في سوريا بنصر روسي استراتيجي، واعتراف أميركي بذلك. ترامب يقول بطريقة أو بأخرى: (قد أنسحبُ من سوريا، لكنني على مسافة كيلومترات من الحدود. الولايات المتحدة موجودة حولكم في لتركيا وقبرص والأردن والخليج والعراق… هُزمنا في سوريا لكننا نحاصركم في الشرق الأوسط…).
- أخيراً تحملُ رسالة دينية إلى العالم الكاثوليكي والأرثوذكسي بآن واحد، بزيارة رئيس بروتسانتي “مشيخي” في عيد الميلاد، خاصة وأنه المتهم بكونهِ مرتد عن الكاثوليكية التي نشأ عليها، والذي قال عنه البابا فرنسيس في شباط 2016 بعد عودته من المكسيك: “دونالد ترامب لا يمكن ان يكون مسيحياً”!. إدارة التحرير في مركز فيريل للدراسات. 28.12.2018.