العدوان الإسرائيلي في عيد الميلاد، هل من جديد؟

الهجوم الإسرائيلي الروتيني يتكرر فهل هناك جديد؟

سبق وقلنا أنّ إسرائيل ستبقى تهاجم مواقع الجيش السوري إلى أن يُصبحَ ذلك عملاً روتينياً. الروتين هذا في ضربة عيد الميلاد كان جديداً بعدة نقاط نبحثها بسرعة.

أن تضربَ إسرائيل في يوم عيد ميلاد السيد المسيح، وقاحة على فرض أنّ الدول الغربية “المسيحية” يعنيها عيد الميلاد بشيء…

حجة ضرب مواقع وقادة حزب الله والقوات الإيرانية باتت مُبتذلة، بما في ذلك حجة الطائرتين الإيرانتين المدنيتين، قشم وماهان، اللتين حطتا في مطار دمشق قبل القصف بنصف ساعة، وكأنّ لدى سلاح الجو الإسرائيلي خططاً جاهزة تحتاج لدقائق دون تحضير مسبق. كل ما تقوم به تل أبيب يتمّ تحضيره مسبقاً، واتخاذ الطيران المدني هدفاً للصواريخ السورية، تكرر أيضاً.

للمرة الأولى يعترفُ الجيش الإسرائيلي بتفعيل “القبة الحديدية” لاعتراض صاروخ مضاد للطيران أطلق من سوريا، ويؤكد إسقاطه لكن أين؟ سنعود لذلك.

الهجوم استمر فترة طويلة وعلى موجتين، وهذا تكرر في المرة الماضية ليصل إلى ساعة ونصف.

حقائق هامة عن هجوم يوم الميلاد

هذه بعض ما علمه مركز فيريل للدراسات وبعضهُ ربما يكون معروفاً لكم

صوت الانفجارات الذي حدث قرب حيفا، ناجم عن إطلاق عدة صواريخ اعتراضية من القبة الحديدة تجاه الصواريخ السورية المضادة للطائرات، وقد تم تدمير صاروخ واحد على الأقل. لا معلومات مؤكدة عن إصابات أو خسائر هناك.

أحد الصواريخ السورية وصل شرق القيسارية، وهي مدينة تقع جنوب حيفا بـ 30 كلم… أي قطع حوالي 160 كلم، بافتراض اطلاقه من مكان ما بمحيط دمشق… منها 120 كلم تقريبا ضمن مجال عمل “القبة الحديدية”! هذا الصاروخ سبب رعباً إسرائيلياً، فلو كان (صاروخ أرض ـ أرض. فيريل) والهدف ضرب موقع عسكري ما ضمن هذا المجال، لحقق إصابة مؤكدة دون أن يعترضه نظام دفاعي إسرائيلي.

من أهداف الهجوم دائماً استنزاف الصواريخ الدفاعية السورية، والأهم كشفُ الجديد فيها، وهذا لم يحصل، فمازالت الدفاعات السورية تستخدمُ ذات الأسلحة التي تعرفها إسرائيل.

جرى في الهجوم الإسرائيلي استخدام التشويش والحرب الإلكترونية بشكل أوسع من المرة الماضية، وأطلقت الطائرات الإسرائيلية قرابة 60 صاروخاً وقنبلة، قسمٌ منها كأهداف مُخادعة. كما أطلقت عدة طائرات درونز بدون طيار لنفس الغرض. مدة القصف الفعلي 34 دقيقة.

استطاعت الدفاعات السورية تفادي التشويش الالكتروني كما حدث في المرة السابقة، بوجود إنذار كاذب.

تم حجبُ كافة المواقع التي تنقلُ حركة الطيران على الانترنت قبل الغارة بأكثر من ساعة.

الهجوم كان كبيراً، واستخدمت فيه إسرائيل أفضل ما لديها: في الهجوم الأول طائرات F-16I Sufa وهي نفسها التي أسقطتْ إحداها الدفاعاتُ السورية في 10 شباط 2018، بعد ذلك بأشهر نشرت وزارة الحرب الإسرائيليلة فيديو أنّ طائرة من نفس النوع استطاعت تدمير بانيتسير المتنقلة A Pantsir-S1 السورية في آذار الماضي.

الهجوم الإسرائيلي الأول لم يحقق النتائج المرجوة، وأسقطت الدفاعات السورية معظم الصواريخ. استخدمت الطائرات الإسرائيلية صواريخ كروز  وحسب الدفاع الروسية 16  قنبلة موجهة عالية الدقة من نوع GBU-39، يتم توجيهها بالرادار وتستخدم الأشعة تحت الحمراء وتعتبر من القنابل الذكية. الدفاعات السورية أسقطت 14 منها بنسبة إصابة 88% وهي نسبة ممتازة. تلاهُ هجوم ثانٍ، بمشاركة F-35i Adir أقلعت من قاعدة Hatzerim في جنوب فلسطين حسب بعض المواقع العبرية، حقق نتائج أقل سوءاً من الأول لكن لا يمكن وصفهُ بالناجح.

منظومة الدفاع السورية Pantsir-S2 كانت الأكثر فاعلية في صد الصواريخ Delilah cruise الإسرائيلية، وهذا شكّلَ معضلةً للطيران الإسرائيلي حتى من نوع F-35i Adir الحديثة.

لم تقم الطائرات الإسرائيلية بقصف جنوب لبنان كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، بل ألقت قنابل حرارية.

كلُّ ما يحدثُ الآن في سوريا يُزعجُ تل أبيب. من غوطة دمشق إلى فشل مشروع جيش الإرهابيين الذي يحمي حدودها، إلى انهيار مشروع الانفصاليين الأكراد، لهذا سيزداد غضبها ومعهُ قصفها

لن تتوقفَ تل أبيب عن مهاجمة مواقع عسكرية سورية لعدم وجود رادع قوي. هي تريدُ إيصال رسائلَ لعدة عواصم منها موسكو وطهران، والبارحة واشنطن بعد قرار انسحابها من سوريا وانزعاجها على فشل مشروع الأكراد الانفصاليين في الشمال السوري. وكما ذكرنا، اختبار للدفاعات السورية تحضيراً لما قد يحدث مستقبلاً فيما لو وقعت حرب أكبر يتحاشاها الجميعُ. مركز فيريل للدراسات. 26.12.2018