مَنْ قتلَ الإرهابي إياد الطوباسي في اللجاة؟

أمرَ الجولاني باعتقاله مع عدد من رفاقه في محاولة “ظاهرية” لمحاربة التيار الموالي للقاعدة، ونتيجة الضغوط ووصول توجيهات “ما” للطوباسي، قرر العودة إلى محافظة درعا، لكنه فشل بالهرب. في نهاية تشرين الثاني 2017، هاجم أيمن الظواهري، جبهة النصرة وهددها طالباً إطلاقَ سراح الطوباسي ورفاقه.

لماذا أراد الطوباسي العودة إلى درعا؟

استطاع الطوباسي بنفوذه الكبير في المخابرات الأردنية وعلاقاته الواسعة مع كبار الضباط، تجنيد أكثر من 1400 إرهابي أردني حسب إحصائيات خاصة بمركز فيريل للدراسات. من هنا تعاظمَ نفوذهُ وسيطرته على آلاف الإرهابيين الأردنيين والسوريين والفلسطينيين الذين قاتلوا بصفوف جبهة النصرة والقاعدة جنوب سوريا، ونؤكد في مركز فيريل أنّ قسماً كبيراً منهم مازال عند الحدود السورية الأردنية، ضمن “البيئة الحاضنة” من الجانبين.

مَن قتل إياد الطوباسي؟

اتهام الإرهابي العراقي علي موسى عبد الله الجبيري الملقب
بـ “أبو ماريا القحطاني” زعيم وخبير الاغتيالات في جبهة النصرة، باغتيال الطوباسي أمرٌ نستبعدهُ في مركز فيريل، فهو حسب المعلومات وبعد مغادرته درعا إلى إدلب، بقي هناك ولم يغادرها، وليس لهُ مصلحة في قتله، كما أنّ نفوذ القحطاني ليس كبيراً فهناكَ مَنْ هم أقوى منه بدرجات، وبينهم إرهابي مغمور يُدعى أبو محمد حدود له باعٌ طويلة في الاغتيالات، سوف نبحثُ عنه ونجد تفاصيل أكثر عنه.

هذه معلومة خاصّة لأصحاب المعالي الكبار الكبار: حسب اعتراف أبي ماريا القحطاني نفسه:
“غادرتُ درعا إلى إدلب مروراً بالحواجز الأمنية، بعد دفع رشاوى بآلاف الدولارات”
هل استوعبتم الأمر؟ رشاوى على الحواجز الأمنية وبالدولار

البعض اتهمَ بقايا الجيش الحر في ريف درعا، وهذا الأمر يحتاج لمجموعة كبيرة تتحرك بأسلحتها ضمن المنطقة دون أية رقابة أمنية بعد فرض الجيش السوري سيطرته، وهذا أيضاً أمر مستبعد.

كذلك اتهم “جيش خالد” التابع لتنظيم داعش في درعا
بقتل الطوباسي، وهو مازال متواجداً بصورة سرية في مناطقه، عند الحدود مع الجولان المحتل والأردن.

المؤكد لنا أنّ إياد الطوباسي أرسل زوجاته وأولاده إلى الأردن، ثم حاول الهرب إلى درعا من إدلب ثلاث مرات، وفشل إلى أن قام الجولاني باعتقاله في المرة الأخيرة.

منتصف تشرين الثاني 2018، ظهرَ مع مجموعة جديدة من الإرهابيين الأردنيين في ريف القنيطرة الجنوبي مع اتصالات بالموساد الإسرائيلي. جرت خلال ذلك عدة اغتيالات لقادة مجموعات مسلحة في درعا قاموا بتسوية أوضاعهم مع الجيش السوري، منهم اغتيالمشهور الكناكري” في داعل، ثم اغتيال “يوسف الحشيش” القائد العسكري السابق في فصيل “جيش المعتز بالله” في المزيريب.  

بداية كانون الأول 2018 اختفى الطوباسي فترة معلومات مركز فيريل: ظهر مرة أخرى في 04 كانون الأول 2018 في مدينة الزرقاء الأردنية شارع الملك عبدالله، التقى عدداً الزعماء السلفيين وأجرى اتصالات مع جبهة النصرة في إدلب، يخبرهم أنه عائد خلال يومين إلى سوريا بمجموعة كبيرة من المجاهدين.

عبر الحدود الأردنية السورية باتجاه درعا مع مجموعة تضمُّ 30 شخصاً بينهم مهربين يعرفون الطرق. هناك مَنْ غدرَ بالطوباسي ونصبَ له كميناً كبيراً، فأفنى المجموعة كاملة ومعظمهم من جنسيات عربية، الأغلب أردنية وفلسطينية. عُرِفَ منهم مرافقا الطوباسي التونسي أبو سلمان، والأردني أبو طلحة المهندس، وطلحة المنصور، أبو زكريا.

بجميع الأحوال يا أصحابَ المعالي الكبار الكبار؛ البيئة الحاضنة مازالت ناشطة وموجودة بقوة في كافة المناطق التي أجرت “مصالحة” في درعا وغيرها من المحافظات السورية. الأمن السوري يقول أنّهُ يفعل واجبهُ على أكمل وجه، وعلينا أن نُصدّق، فهل تٌصدقون أنتم؟ أيّ ضعفٍ أو اختراق في نقطة ما، سيؤدي لعودة ظهور مجموعات مسلحة خبيرة بالقتال والإرهاب، الطوباسي نموذجٌ من مئات بل آلاف من الذين عبروا كامل التراب السوري مروراً بحواجز “الأتاوة” نعم ما عاد اسمها حواجز أمنية فالفساد ينجرُ العظام يا أصحاب المعالي إن كنتم “لا ترون”. مركز فيريل للدراسات. برلين. 30.12.2018. “ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”. 55 الذاريات.