أيام السيدة ميركل باتت… معدودة. د. جميل م. شاهين





لستُ أدري أيّ “خبيث” نظّم زيارة السيدة ميركل إلى مدينة درسدن، احتفالاً بيوم الوحدة الألمانية، هذا الخبيث رأى أن تزور المستشارة الألمانية عاصمة اليمين الألماني في أكبر أزمة تهدد ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. حيث شعبية ميركل في الحضيض، وأزمة اللاجئين الذين أخذتهم ميركل في أحضانها، تقضّ مضاجع الألمان، بينما الأزمة الاقتصادية يبدأها Commerzbank البنك الألماني العملاق بتسريح أكثر من 9000 موظف.

حسب الإعلام الألماني الرسمي؛ في مدينة درسدن، تجمع “المئات” من حركة بيغيدا أمام المتحف لاستقبال ميركل بالصفير، رافعين لافتات ومرددين هتافات تقول: “ارحلي يا ميركل”، وحولهم 2600 شرطي لتأمين أمن المسؤولين الألمان. وعلى رأسهم الرئيس الألماني Joachim Gauck ورئيس البرلمان Norbert Lammert، هذه الهتافات والاستقبال السيء أصاب هؤلاء المسؤولين بالإحباط، لكنهم تظاهروا باللامبالاة مع ابتسامة صفراء، باستثناء زوجة وزير الاقتصاد Martin Dulig التي انفجرت بالبكاء، “المئات” استقبلوا المسؤولين أيضاً أمام كنيسة Frauenkirche مطالبين برحيلهم، ومستخدمين عبارة: “Haut ab Volksverräter“، أي: “ارحلوا يا خائني الشعب”.

مركز فيريل للدراسات كان في درسدن، وتحدثنا مع المتظاهرين، لم يكونوا كلهم من حركة بيغيدا، كانوا أناساً عاديين بينهم أطفال، وهم بضعة آلاف وليس مئات، كما قال الإعلام الرسمي. والاحتجاج الرئيسي للمتظاهرين كان على سياسة اللجوء في ألمانيا.

14568158_899356510199019_7849872670221794895_n

وحسب ما علمهُ مركز فيريل للدراسات في برلين من مصادر في الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا: “قد لا تترشح ميركل لمنصب المستشارة، بناء على توصيات قيادة الحزب.” إذاً؛ هل يمكننا القول: “انتهت حياة ميركل السياسية وإلى الأبد؟ في الحقيقة: “ميركل بحاجة لميرَكل كي تنجو”. 

وكما يظهر في الفيديو، هؤلاء هم المتظاهرون “المتطرفون” تصرفهم المتطرف و”همجيتهم” كانت برفع علم ألمانيا ومطالبة ميركل بالرحيل، ولم نرَ “متطرفاً” يقذف حجراً أو يحرق علم ألمانيا، أو يحمل سلاحاً، أو يهدد بقطع رأس، بالمقابل؛ كان ردّ المسؤولين الألمان بابتسامة تخفي وراءها إحباطاً، والشرطة لم تزعج متظاهراً، باختصار: “الجميع كانوا حضاريين” فهل سنرى ذلك في دول الشرق الأوسط بعد قرون؟

https://www.youtube.com/watch?v=pnuwhic03e8

د. جميل م. شاهين 03.10.2016