إغتيال سليماني هو البداية. الدكتور جميل م. شاهين

إغتيال سليماني هو البداية. الدكتور جميل م. شاهين: كان الجنرال قاسم سليماني في مرمى البنتاغون ومن الأسماء المطروحة للإغتيال منذ سنوات. ذكرنا في مركز فيريل للدراسات بتاريخ 8 كانون الأول 2019، أنّ سلسلة إغتيالات قادمة في بغداد وبيروت ودمشق وقد تمتدُ لدول أخرى. وعندما نقول الأسوأ لم يأتِ بعد، إعذرونا لأننا نُعيدها، فكمّ المعلومات والتحليلات لا توحي أبداً بأي استقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع…

الولايات المتحدة أعلنت الحرب على إيران

اغتالت الولايات المتحدة ثاني شخصية عسكرية في إيران، متجاوزةً كافة الخطوط الحمراء، وهذا لم يكن خطأ بل عملاً مخابراتياً مخطط له، فهل ستكتفي واشنطن بذلك؟

ببساطة نُجيب: لا، سواء ردّت إيران أم لم ترد، ستواصل الولايات المتحدة عربدتها ولن يوقفها أحد.

اسم الجنرال سليماني كان على القائمة بإنتظار قرار من الرئيس الأميركي، وهذا هو ترامب الأنسب لتنفيذ هكذا عمل يراهُ زعماء “طائشاً”، وكأنّ البيت الأبيض “مؤسسة مراهقين”! وهذا غير صحيح. كلّ شيء لديهم مدروس ومخطط له، لكن الطيش يظهر بتصرفات وتصريحات ترامب وهذا أمرٌ مقصود سنتحدث عنه بعد قليل.    

غرّد دونالد ترامب عقب الإغتيال بوضع العلم الأميركي فقط دون أية كلمة، والهدف واضحٌ. وزارة الدفاع الأمريكية ذكرت أنّ الجيش قتل قائد لواء القدس بالحرس الثوري الإيراني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب “كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين في الخارج”! وكلّهُ تسويقٌ للناخبين الذين لا يعرفون مَن هو سليماني.

التصريحات النارية من الجانبين ضرورية لشحن الشعب. ولو نُفّذ نصف هذه التصريحات لذهب العالم نحو حرب عالمية ثالثة! ما يجري من حشد للسفن الحربية وإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين، هو تسخين للوضع ورفع معنويات يسبقُ الخطوة القادمة والتي قد تكون التهدئة والمفاوضات أو الإنجرار في حرب لا نهاية لها…

لماذا اغتالت واشنطن سليماني؟

تعلم الولايات المتحدة أن قتل قائد بمستوى سليماني لن يكون نهاية إيران، فهناك ألف سليماني، لكنها اختارته في هذا التوقيت لعدة أهداف.

أولاً: إدارة ترامب بحاجة لتسويق إعلامي أمام الناخبين الأمريكيين بأنها القوة الأوحد في العالم، ويمكنها فعل ما تريد لحمايتهم، خاصّة بعد قصف قاعدتها قرب كركوك ومصرع متعاقد أميركي بتاريخ 27 كانون الأول الماضي، وقبلها إسقاط إيران لطائرة أميركية مُسيّرة في حزيران 2019. هو انتقام وردة فعل متأخرة تؤكد أنّ الولايات المتحدة لا يمكن أن تترك ثأرها. وبالتالي كسبُ اللوبي الصهيوني إلى صفّ ترامب، كونه الرئيس الأكثر دعماً لإسرائيل والمدافعُ الشرس عنها، وهو ما سيؤثر إيجاباً على شعبيته وتجديد رئاسته القادمة.

ثانياً: رسالة تهديد للجميع وتغيير قواعد اللعبة وهو ما صرّح به وزير الدفاع مارك إسبر (قواعد اللعبة قد تغيّرت، وسوف نتخذ أيّ إجراء وقائي كلما شعرنا بالتهديد). هو إنذار ليس للإيرانيين وحسب بل لكافة أعداء واشنطن؛ “إستخدام القوة المفرطة” ضد الشبهة وليس التهديد المباشر. كل هذا يندرجُ ضمن سياسة إعادة هيبة الولايات المتحدة وسيطرتها على العالم، أي محاولة لعودة الزمن إلى عام 1990 عندما كانت القوة الأوحد.

ثالثاً: جرّ طهران للانتقام وردّ فعل متسرّع، يكون مُبرراً أمام الداخل الأميركي والرأي العالمي لهجوم عسكري أوسع، كالهجوم على قاعدة أميركية وقتل عدد من الجنود، وهذا ما لا نتوقع أن تقوم به إيران بشكل مباشر. أو هجوم من الحشد الشعبي واتهامها به وأيضاً لم يحدث حتى لحظة كتابتنا لهذه التحليلات، وصواريخ الكاتيوشا التي تسقط بين الحين والآخر  ليست إنتقاماً.

رابعاً: زيادة الضغط على إيران وإجبارها على الإستسلام سواء في الملف النووي أو في معارضتها لصفقة القرن. الداخل الإيراني غير مستقر والمظاهرات أثّرت عليه، المزيد من الضغط الخارجي مع العقوبات الإقتصادية الخانقة ستفاقم الأمور، مترافقة مع إظهار ضعف القيادة الإيرانية عسكرياً أمام شعبها.

إسرائيل قد تنتقم لإيران!

ليس بالضرورة أن تقوم إيران بالانتقام من القوات الأميركية في الخليج أو في أيّ مكان آخر في العالم، وحتى إن لم تفعلها فإسرائيل جاهزة للقيام بذلك… وهل هناك فرصة أنسب من هذه؟ إطلاق صاروخ أو طوربيد، صناعة إيرانية، على أية سفينة حربية أو قاعدة أميركية واتهام الحرس الثوري مثلاً. تفجير سفارة أميركية ما… سواء بعلم واشنطن والتنسيق معها أو بدون ذلك، هل هذا صعب؟ هذه هي سياسة الولايات المتحدة التي يعرفها الجميع: Let the American soldiers die and protect Israel، فليمت الجنود الأمريكيّون لحماية إسرائيل. الهجوم الإسرائيلي على USS Liberty وقتل 34 جندياً، مازال شاهداً على محاولة تل أبيب اتهام مصر بذلك. إذاً لا حاجة لقيام طهران بأي عمل عسكري إنتقامي.

كيف ستردّ إيران؟

يذهبُ قسمٌ من المعلّقين والمحللين وما أكثرهم، للقول أنّ إيران ظاهرة صوتية ولن ترد، آخرون على النقيض تماماً؛ يؤكدون أنّ الجيش الإيراني سيحرقُ الأرض تحت الأمريكيين. المؤكد لنا في مركز فيريل للدراسات أنّ إيران سترد لكن على طريقتها، ولا يمكن معرفة طريقة الرد ومكانه، هي تحليلات وتوقعات. مانراه أن هذا الردّ سيكون ردّاً مديد على شكل #حرب_إستنزاف طويلة الأمد باستهداف المصالح الأميركية وغير الأميركية في #العراق خاصة وقد تمتدُ إلى الخليج ودول أخرى. أول الردود بدأ اليوم بتصويت البرلمان العراقي على إخراج القوات الأجنبية بما في ذلك الأميركية. الآن بدأت معضلة واشنطن فقواتها باتت بموضع الاحتلال الأجنبي، وأيّ عمل مقاومة ضدها مُبرّر.

الردّ السريع والمتسرّع المباشر باستهداف شخصية أميركية هامة أو قاعدة عسكرية بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ربما هذا ما كان يريدهُ ترامب ولم يحدث. الطريقة الإيرانية بالردّ متأنية وطويلة النفس.

عدم الردّ الإيراني هو أسوأ الحلول

الانتقام قرار سيء لأنه سيجرّ لرد أميركي جديد، لكن إذا قرر الإيرانيون عدم الانتقام هو أسوأ الحلول… سيزداد ضعفها داخلياً أمام شعبها وخارجياً أمام مناصريها وأعدائها في الشرق الأوسط، فيُضعفُ هيبتها ومعها محور المقاومة. فوق كل هذا؛ عدم الردّ والاكتفاء بتصريحات الموت لأميركا هو “ترخيصٌ لواشنطن وتل أبيب لمواصلة الأعمال العدوانية بصورة أكبر”. تحليلاتنا تقول: (ستواصل واشنطن هجومها على إيران سواء ردّت أم لم ترد، ولن يكون إغتيال قائد عسكري إيراني آخر أو… غير إيراني، بالأمر المفاجئ).

أكبر مقامرة بتاريخ ترامب

ترامب شخص متوسط الذكاء، هذا مقارنة بغيره من العامة، لكنّه بالنسبة لمنصب رئيس لأقوى دولة يُصبحُ غبياً بامتياز. كيف؟ هو يدري وربما لا يدري أنّهُ (الرئيس الأميركي الذي يُمكن التخلّص منه بسهولة) من قِبل المحافظين الجدد، أي أنّ ترامب مجرّد “دمية بشعر أشقر” مهما ظنّ محلّلون “كبار” أنه سيّد قراراته… لقد تمّ استغلال دونالد ترامب من المحافظين لاتخاذ القرارات المصيرية وبعضها قرارات غبية، التي ما كان ليرضى بها رئيس أميركي آخر. لاحظوا هذا الكمّ الهائل من القرارات لمصلحة إسرائيل وضد سوريا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وفنزويلا… نعم؛ استخدموا ترامب للقيام بكافة الأعمال الغبية. وضع دونالد ترامب الحالي مع إيران هو التالي: (إذا شنّ ترامب حرباً أو هجوماً كبيراً على طهران وقام بتدميرها، سيحقق أهداف إسرائيل والمحافظين الجدد، وسيكونون سعداء به ويُجدّدُ ولايته… إن فشل أو تسبب بنتائج خطيرة وخسارة عدد كبير من جنوده، سيتركهُ المحافظون الجدد يواجه مصيره الأسود، ليحلّ محلّه نائبهُ أو الرئيس الجديد حسب توقيت الخطوة العسكرية التالية، وربما بيلوسي نفسها!)… مهما فعلَ ترامب سيربحُ المحافظون ومعهم تل أبيب.

مهما فعلَ ترامب سيربحُ المحافظون ومعهم تل أبيب.

رغم كلّ ما فعلهُ وسيفعلهُ ترامب “الجاهل” نرى في مركز فيريل للدراسات أنّ الديمقراطيين هم المفضّلون من قبل المحافظين الجدد، والجمهوريّون في طريقهم إلى الانتحار السياسي إن خسر ترامب حتى لو ربح الحرب ضد إيران فسيتقاسمون الفوز مناصفة مع أعدائهم… أليست هذه أكبر مقامرة؟ ما يتمّ حالياً في واشنطن هو محاولة إقناع الإدارة الأميركية ومعها البنتاغون بشن عملية عسكرية جوية واسعة ضد إيران، فالمؤشرات تدل على أنّ الإنتخابات الرئاسية إن جرت اليوم في كانون الثاني 2020 سيفوز ترامب. نتيجة الضربة الأميركية ستكون واحدة من إثنتين حسب رأيهم:

إذا حققت الضربة هدفها وانتصر ترامب، سينتصرُ المحافظون الذين لم يستطيعوا منذ عام 1979 إقناع أي رئيس أميركي بإتخاذ هكذا قرار خطير وتدمير إيران، ويُخلّصون إسرائيل من عدوها وينوبون عنها.

إذا فشلت الضربة، ستعاني إيران لعقود من الدمار ونتخلّصُ من ترامب. بعد كلّ هذا أليس الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجرّد “دمية بشعر أشقر”؟

السابق احتمالان، لكن هناك احتمالات أخرى، ماذا لو إنفجرت المنطقة برمتها بحرب طاحنة؟

ماذا لو حدثت حرب كبرى في الخليج؟

ماذا يحدث إذا انفجرت المنطقة؟ أسعار البترول منذ اللحظات الأولى ارتفعت ومازالت. أوروبا والصين أكبر المتضررين، وروسيا والولايات المتحدة والسعودية أكبر الرابحين مؤقتاً. إغلاق مضيق هرمز يعني كارثة للعالم المستورد للبترول والغاز ولدول الخليج. ماذا لو قامت إيران بضرب إسرائيل؟ هذا سيوحّدُ يهود الولايات المتحدة خلف تل أبيب. أمّا إن تطورت الأمور أكثر فسيتمّ تسويق طهران على أنها تريد إبادة ملايين اليهود، فهي ليست أفضل من هتلر ويجب إبادتها بإستخدام الأسلحة النووية… وهذا أمرٌ وارد وبقوة.

سبق ونشرنا في مركز فيريل عن نوايا المحافظين الجدد شنّ حروب ضد دول أخرى كالصين وروسيا، أو قتل بوتين. راجعوا المقالة. لم يتجرأ ترامب على إتخاذ قرار كهذا حتى ضرب كوريا الشمالية أو فنزويلا. ما فعلهُ ضربات محدودة في سوريا والعراق، ليأتي إغتيال قاسم سليماني كأكبر عمل له، السبب أنّ وضع إيران الجغرافي هو الأخطر على منابع الطاقة وقربها من إسرائيل. وضع إيران بات بحاجة لمعالجة إسعافية.

نتائج ضربة أميركية كبيرة لإيران

لنفترض أنّ القرار اتخذ وقامت واشنطن بتنفيذ ضربة جوية كبيرة واستهداف 52 موقعاً عسكرياً، كما هدد ترامب البارحة. إنتصار الولايات المتحدة سيكون بقلب النظام في طهران وتدمير الأهداف ومعها الاقتصاد الإيراني. إنتصار إيران سيكون بالتصدي للهجوم الأميركي وإسقاط عدة طائرات وصواريخ وتخفيف حجم الأضرار، النصر الأكبر لإيران أن تستطيع تدمير سفينة حربية أو قتل عدد من الجنود الأمريكيين. هذا هو الكلام الحيادي والبعيد عن العواطف “الجياشة”. لا يمكن مقارنة قوة الجيش الأميركي بقوة الجيش الإيراني. الحديث عن نصر كبير وسحق الجيش الأقوى في العالم هو للاستهلاك الشعبي فقط.

ما نراهُ في مركز فيريل للدراسات أنه (لو حصل هذا)، فعلى طهران ألا توسّعَ دائرة استهدافاتها خارج حدود معيّنة، حتى لو كانت قادرة. يجب ألا تزيد من أعدائها بما في ذلك دول الناتو. المطلوب استيعاب الضربة الأولى بأقل الخسائر مع توجيه لسعات مؤلمة للجيش الأميركي.

أين سترد إيران؟

أوردنا قبل قليل أن إيران سترد، وقد بدأت فعلياً… المنطقة برمتها مرشحة لتكون المكان الأنسب. الأكثر وضوحاً للحرب بالوكالة في العراق. ميليشيات متناحرة مؤيدة ومعارضة لطهران وللولايات المتحدة. نزاع دموي طويل الأمد مع ضرب القواعد الأميركية بين الحين والآخر. هناك أيضاً أفغانستان وباكستان. سوريا ولبنان واليمن وغزة. الخليج ودول البترول… ساحات الرد كثيرة جداً وأيادي إيران ليست قصيرة، وخيالها واسع وأدواتها متعددة. واشنطن سترد بشكل مباشر أو بإعادة هيكلة “داعش”. أمام الولايات المتحدة خياران أساسيان للرد: ضرب حلفاء إيران في الخارج أو ضربة مباشرة لإيران على أرضها، وهو ما نقاشناه سابقاً.

ماذا ستفعل روسيا والصين؟

ضربة أميركية محدودة لإيران هي لمصلحة روسيا، وضد الصين مهما كانت من أجل إمدادت البترول والغاز ومشاريعها الإقتصادية المشتركة. في حال حدوث ضربة كبيرة، لن يكون هذا من مصلحة موسكو. لا تتوقعوا تدخل روسيا أو الصين عسكرياً، إلا إذا وصلت القوات الأميركية إلى بحر قزوين… بالمقابل؛ لن تستخدم الولايات المتحدة هذه الأزمة كذريعة لمهاجمة روسيا أو الصين. البنتاغون على خلاف كبير مع المحافظين، ليس لديه أي استعداد لشن حرب تقليدية أو نووية ضد روسيا أو الصين، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا والصين. ردّ بكين وموسكو سيكون في مجلس الأمن بفيتو على أيّ قرار أمريكي ضد طهران، وعسكرياً بتزويدها بالمعلومات المخابراتية وأنظمة أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين واقتصادياً بطرق علنية وسرية.

ماذا عن سوريا؟

كل ما يجري في العراق سيؤثر على سوريا، وأيّ إضعاف لإيران سيؤذي دمشق. لهذا فإنّ شن حرب ضد طهران ستكون تداعياته واضحة على الوضع الإقتصادي والعسكري السوري، وعلى العكس؛ تقوية موقفها وخروج الجيش الأميركي يعني خروجه من شرقي الفرات. هذا الخروج لن يكون ببساطة لأنه يعني هزيمة نكراء للولايات المتحدة التي ستحاول عرقلة أية إجراءات جدية على الأرض وستعيد خلط الآوراق من جديد.

توقعات مركز فيريل للدراسات

مساع عديدة لاحتواء الوضع ومنع التدهور قامت بها عُمان والاتحاد الأوروبي، تبدو غير ناجحة. احتمالات تدهور الأمور أكثر أعلى من احتمالات السلام.

الحدث الهام كان قرار البرلمان العراقي اليوم، مجرد طرح المشروع للتصويت هو نصرٌ إيراني، أما طرد الولايات المتحدة من العراق فيعني أنهم لن يستطيعوا مواصلة احتلال شرقي سوريا، لأن الجيش الأميركي سيكون بين نارين… مغادرة الجيش الأميركي للعراق وسوريا، ولن يكون بين ليلة وضحاها، هو أقوى إنتقام إيراني دون أن تُطلق طهران رصاصة واحدة. وستكون دماء سليماني قد حرّرت البلدين… إن اختارت إيران هذا الحلّ فسيكون قمة الذكاء، لكن هل ستستكين واشنطن للهزيمة؟ طرد القوات الأميركية يعني خسارة مُذلة لترامب وللولايات المتحدة بحزبيها، لهذا لا نتوقعُ أن تنكفئ واشنطن وترضى بذلك… سيبقى التصعيد سيّد الموقف، هذه هي السياسة الأميركية والإسرائيلية. المشروع بصيغته “الورقية” أُقِرّ، أما التنفيذ على الأرض فهو الاختبار الحقيقي له، هنا سيتجزأ العراق بين مُنفّذٍ ومعارض، بين الشمال والجنوب لهذا ستعمل واشنطن على هذا الخط… مَن يُعارض أو يؤخر التنفيض سيكون خائناً وانتقام الأحزاب منه مؤكد، ومن يوافق ستكون واشنطن ضده… زيادة الاشتعال في العراق والمنطقة سيكون لصالح بقاء القوات الأميركية وهو ما ستسعى إليه. الدكتور جميل م. شاهين. مركز فيريل للدراسات. 05.01.2019