إلقاء القبض على الملك عبد الله بن الحسين! خاص بمركز فيريل للدراسات ـ برلين





نضع بين أيديكم ثلاثة حقائق عن جريمة اغتيال الشهيد ناهض حتر في عمان، والتي هي جريمة بحق الإنسانية والعلم والنور، قام بها مجتمع كامل تقودهُ “شلة” من المأجورين الذين احتلوا كراسي الحكم والدّين:

  1. طريقة الاغتيال: قبل بدء جلسة المحاكمة التي يترقبها الملايين، وتعرف سلطات نظام المليك عبد الله مدى حساسيتها، يمشي الشهيد باتجاه مدخل قصر العدل، وحوله عدد قليل من الأصدقاء وبعض الفضوليين و”الشامتين”، أما الحرس فكان عادياً وكأن المحكمة تجري لمتهم بمخالفة مرور. فجأة يتقدم قاتل ملتحٍ بلباس إسلامي، يسحب مسدسه قبل أمتار، ويُطلق ست رصاصات على الشهيد من الخلف بحرفية، تستقر منها ثلاثة في جسده، ثم يهرب الإرهابي والحرس يتفرجون دون أن يأتوا بأية حركة، فيلقي القبض عليه أصدقاء الشهيد والمارة، ثم يصرخون بالحرس أن تعالوا قيّدوه!
  2. حسب المعلومات التي حصل عليها مركز فيريل للدراسات في برلين: القاتل واسمه الكامل “رياض إسماعيل أحمد عبد الله”، إمام جامع العباس في حي الزغاتيت بمنطقة الهاشمي الشمالي، وكفكرة سريعة عما تضمّه هذه المنطقة “الداعشية” في عمّان نذكر هذه المساجد الثلاث كي نعرف من أين جاء هذا المجرم: مسجد ابن تيمية في الهاشمي الشمالي بُني عام  2006، مسجد قباء للإخوان المسلمين، مسجد عبدالله عزام مؤسس منظمة القاعدة الحقيقي وأستاذ أسامة بن لادن، حسب معلومات مركز فيريل أن القاتل فُصل من عمله بسبب تطاوله على الأسرة الحاكمة في الأردن، فغادر إلى سوريا في شهر آب عام 2014، وأقام في درعا فترة وشارك بالعمليات القتالية ضد الجيش السوري، ثم غادر سوريا في حزيران الماضي إلى السعودية عبر مطار عمّان، فأقام فيها حتى انتهاء موسم الحج، وعاد إلى عمّان. تمّ استدعاءهُ من قِبل المخابرات الأردنية مرتين. لماذا؟ وما الذي جرى وقتها؟ هل أعطي تعليمات معيّنة؟ الأسوأ من ذلك هو ردود فعل الشارع الأردني الطائفي بامتياز، فالغوغاء اعتبروا الشهيد كافراً وملحداً، وما جرى لهُ قصاص عادل، الردود هذه تجاوزت 75% من نسبة تعاطي المشاهدين لخبر الاغتيال، لهذا نقول بوضوح: “الأردن باتت موطناً للسلفية الجهادية بامتياز” ونشر مركز فيريل لإحصائية المقاتلين الأجانب أنّ 3900 مقاتل إسلامي جاؤوا من الأردن، هي حقيقية لكن قبل ستة أشهر، ولدينا أرقام أكبر الآن عن عدد المقاتلين الأردنيين الذين ترسلهم مخابرات المليك إلى سوريا.
  3. اعترف القاتل فوراً أن سبب الاغتيال هو منشور الشهيد الذي اعتبر “إهانة للمعتقد الديني ومثيراً للنعرات الطائفية”. الحقيقة أنّ آخر سبب لاغتيال الشهيد ناهض حتر، هو نشره للصورة الكاريكاتورية، فكر وتنوير وعقل الشهيد هو سبب اغتياله الحقيقي، أما السبب المباشر فهو تصريحهُ بأن مليك الأردن عبد الله بن الحسين فقد شرعيتهُ كوريث للخلافة الإسلامية، كونه وحسب ادعائه وأسلافه من نسل الرسول الكريم، وسبب فقدانه الشرعية أنه انحاز لطائفة إسلامية ضد أخرى، وهو الذي يجب أن يكون حيادياً ومؤاخياً للمسلمين جميعاً.

إذا كان هناك قصاص عادل وبناء على الآية: “وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل”، الموجودة فوق باب قصر العدل في عمّان، فيجب أن يتم إلقاء القبض على المليك عبد الله بن الحسين، والقصاص منه على واحدة من عشرات الجرائم التي اقترفها هو وأسلافه، أول الجرائم هي خيانة الوطن وآخرها القتل، لكن يبدو أنّ تسليم فلسطين والقدس ليس جريمة بنظر الغوغاء…  

خاصّ بمركز فيريل للدراسات في برلين. 26.09.2016