
اتفاقية الذّل بين مجهولي النسب ونتنياهو، 18.09.2025. مركز فيريل للدراسات. بداية؛ لا يصحُّ تسميتها اتفاقية، لأنها وثيقة إذعان ومذلة لا يوافقُ عليها رجلٌ يملك ذرّة كرامة. اتفاقية عارِ وخذلان أمام عدوّ بقيَ لديه رصاصة رحمة، لم يطلقها لأنه أبخل من البُخل. رصاصةٌ قد يُطلقها قريباً بعد أن يمضي الأذلاءُ أبناء حيزبون على صكّ العبودية والمهانة.
تسريبات ناقصة لكنها صحيحة
نقلتْ الصحافة العالمية عن مسؤولين إسرائيليين وسوريين وأمريكيين “كباراً”، والمسؤولين والكبار هنا حسب تعبير الكيان الصهيوني، أنّ اجتماعاً سيُعقدُ بينهم في لندن لمناقشة خطة “فرضتها” تل أبيب على الجانب السوري، تقعُ في عدة نقاط، حصلَ مركز فيريل على بعض الملحقات للخطة الأصلية، كما ذكرت مواقع أميركية منها الموقع أكسيوس، بنوداً كثيرة لهذا “الفرْض” الإسرائيلي. هي ليست تسريبات بمعنى الكلمة، بل نشرُ أخبارٍ صحيحة، بقصد تسويقها في الشارع العربي والإسلامي أولاً، كونَ الشارع السوري باتَ مضموناً حسب رأيهم.
بنود “فرْض” العار على مجهولي النَسَب
نعرضُ لكم ما وردَ في التقارير العالمية مع ما وصلنا:
أولاً: تُعتبرُ المنطقة المحاذية لإسرائيل في محافظات درعا والسويداء وريف دمشق الجنوبي والجنوبي الغربي، مناطق منزوعة السلاح، بحظر جوي بري شامل. لا يحقُّ للجيش السوري ولا لأيّ فصيلٍ مُسلّح التواجد فيها، بدون موافقة إسرائيلية، ويقتصر وجود سلطات دمشق على قوات الشرطة والجمارك، كما يحقّ للجيش الإسرائيلي العمل بحرية فيها
ثانياً: تحتفظُ إسرائيل بممر جوي دائم في الأجواء السورية، يؤمّنُ لها حرية شنَّ هجوم جوي ضدّ إيران، دون العودة كلّ مرة إلى سلطات دمشق
ثالثاً: تحتفظُ إسرائيل بقمة جبل حرمون بصورة أبدية. بينما يُمكنُ مناقشة انسحابها على مراحل، من المناطق العازلة التي أنشأتها بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في كانون الأول 2024
رابعاً: يُعتبرُ اتفاقُ فضّ الاشتباك الموقّع مع سوريا بتاريخ 31 أيار 1974 لاغياً، لأنّ الجانب الآخر لم يعدْ قادراً على تنفيذهِ
خامساً: يُحظر على السلطات في دمشق دعمَ أو تسهيل أي عمل مُسلّح ضد إسرائيل، انطلاقاً من أراضيها. كما يُطلبُ من هذه السلطات التبليغ عن أية عناصر تُجري تدريباتٍ أو تحضيرات، تمسُّ الأمن القومي لإسرائيل
الجنوب السوري ضمن اتفاقية الذل
قبلَ أن يجفَّ حبرُ الفرض الصهيوني، هرولت سلطاتُ مجهولي النسب لتنفيذِ الملحقات، حيث تجري حسب معلومات مركز فيريل، عمليات إعادة انتشار قطع عسكرية جنوب دمشق، وسحبها شمالاً نحو العاصمة، بحيثُ أنّ أبعد نقطة لن تتجاوز 10 كم فقط، يُسمحُ أن يصلها الجيش السوري. أي أنّ يعفور، شرقي “قطنا”، خان الشيخ ، زاكية، ستكون أقصى مدى مسموح لهذا الجيش وصوله. كانت تلك السلطات سحبتْ في آب الماضي، كافة الآليات العسكرية، حتى سَيارات الدفع الرباعي من محافظة السويداء ودرعا، كما قدّمت فروض الطاعة قبلَ انتهاء اجتماع عمّان الثلاثاء 12.08.2025، عندما التقى أسعد البغدادي مع توماس البرّاك وأيمن الصفدي، لمناقشة “مجازر السويداء” بعد بيان مجلس الأمن.
بالنسبة للسويداء، والساحل السوري وحتى قسد، ذكرنا سابقاً أنّ الملفَ السوري أُخرِجَ من “الفريزا” فترةً ثم أُعيدَ إليها. قصّة الفيدرالية مؤجلة حالياً على الأقل، كما أنها لا تحظى بتأييد دولي، بينما الانفصال مرفوضٌ بشكل عام من الدول المحيطة، ليس حبّاً بسوريا وشعبها، بل لأنه يضرّ بمصالح هذه الدول. أي أنّ فكرة التقسيم غير واردة في الفترة القريبة على الأقل
رأي مركز فيريل بفرض العار
لم يكن جديداً أو غريباً هكذا شروط وفروض. فروضٌ تجاوزَتْ اتفاقيات العار التي وقعتها دول مهزومة في حروب كبيرة. الإذعان والذل واضحٌ من شعارات وطريقة إدارة سلطات مجهولي النسب قبل تسليمهم الكرسي، وبعده. لهذا لا يجوز وصف ما يجري بالمفاوضات أو المباحثات، كذلك هي ليست اتفاقية، لأنّ الاتفاقية تكونُ بين ندّين أو دولتين، فأين هي الدولة وأين هي الشرعية الدولية لتوقيع هكذا اتفاقيات؟ عدم الشرعية تشملُ الطرفين طبعاً. لقد سبق وذكرنا أنّ مهمة سلطات مجهولي النسب “قانونياً” هي تسيير أمور الدولة دون أية تجاوزات. ما تقوم به الآن هو التجاوزات دون تسيير أية شؤون! لهذا كلّ ما ترونه باطلٌ ويحقّ لأية حكومة سورية “شرعية” قادمة إلغاءهُ، حتى لو كان بوتين وفوقه ترامب وراء هذه الاتفاقيات. نعم بوتين وترامب.
لن تصبحَ أية اتفاقية توقّعُ عليها سلطاتُ مجهولي النَسَب شرعية، حتى لو التقى الإرهابيّون تحت سقف الأمم المتحدة، ومعهم الصين وروسيا والولايات المتحدة
الإرهابي لا يُعطي الشرعية لإرهابي

بالنسبة للوضع الاقتصادي في سوريا، تعرفونه وتلمسونه، فلا يوجد أيّ مشروع إنتاجي أو استثمار أجنبي، وكلّ ما ذكرته وسائل إعلام مجهولي النسب أكاذيب. حتى “قانون قيصر” باقٍ. وهو نافذةٌ يقفزُ منها ترامب بعد وعوده “الخرندعية” في الرياض، وقبوله إلقاء السلام على الذليل المنتظر عند الباب لنصف ساعة. قانون قيصر أفضلُ طريقة أميركية لمنع تواجد منغّصات لواشنطن في سوريا، كاستثمارات أو إعادة الإعمار بمساعدات خارجية.
سوريا مازالت على قيد الحياة وستبقى، لهذا مهمة مجهولي النسب في التدمير والدم لم تنتهِ بعد، فالإرهابيّون يُحيطون بالسويداء والساحل السوري وجرائم السلب والنهب والخطف والاغتصاب، جينةُ وراثية من أسلافهم وآبائهم وأمهاتهم، وبنفس الوقت يتحدثون عن الشرف وفوقهُ الكرامة! 18.09.2025. مركز فيريل للدراسات