الحشيش “الماريغوانا”. حقائق علمية. بحث من مركز فيريل للدراسات.

 

عدد القراءات  391787، بعد بدء دول عديدة بتشريع زراعة واستخدام “الحشيش” ومنها لبنان، والسبب المُعلن “أهداف طبيّة”! ما حقيقة ما يجري وهل سيتم جعل الحشيش بديلاً عن “التبغ”؟

هو نبات من فصيلة القنبيات (القنّب الهندي)، ثنائي الفلقة. يسمى Cannabis بالإنكليزية، وله تسميات عديدة تبعاً للبلد: جانجا في دول الكاريبي والاسم مشتق من الهندية، البانجو والكيف في مصر، الزطلة في تونس، أما هنا في ألمانيا فاسمه ماري جين أو Gras أو حشيش أيضاً. لكن أصل الكلمة Mariguana جاء من الإسبانية (ماريا خوانا) أو (ماري جين).

بعد تصنيعه يطلق عليه اسم (الحشيش)، ويتم بجمع النبات وتجفيفه وأخذ الزهور منه، والمادة الفعالة هي delta-9-en:tetrahydrocannabinol رباعي الهيدرو كانا بينول.

هل هناك فعلاً استخدامات طبيّة للحشيش (الماريغوانا)؟

يُشاعُ كثيراً حول الماريغوانا وفوائدها الطبية واستخداماتها، ويُبرّرُ المُدمنُ تعاطيه بأنها مُرخّصة من قِبَل بعض الدول ولها فوائد طبية. ما هي هذه الفوائد؟ لا يمتلكُ إجابة واضحة سوى أنها تشفي من آلام الرأس والشقيقة، ليذهب بعض المدمنين بأنها المسكن الوحيد الذي يفيد عندما تعجز كافة المسكنات!




هذا كلهُ غير دقيق وغير صحيح بمعظمه، وعبارة عن أكاذيب يبثها تجار المخدرات فتنطلي على المدمنين، لتبرير إدمانهم وانسياقهم وراء شهوات التجار.

الآن، أصبحت الدول تبثُ هذه الشائعات في شراكة “علنية” قادمة مع تجار المخدرات

سألنا في مركز فيريل للدراسات وزارة الصحة الألمانية عن أي استخدام طبي للماريغوانا كما يُقال، فجاءنا الجواب القاطع:

(لا يوجد حتى تاريخهِ أيّ استخدام طبي قانوني للماريغوانا بترخيص نظامي).

قررنا عدم الاكتفاء بجواب وزارة الصحة الألمانية والبحث أكثر. 

وجدنا أن بعض الولايات الأميركية فقط تسمحُ بذلك، والسبب تجاري وليس طبي، ففي ولاية أوريغون الأميركية دخلت خزينة الولاية في شهر كانون الثاني فقط 3,480 مليون دولار ضرائب من مبيعات الماريغوانا كمادة ترفيهية وليست طبية، حيثُ باعت مستوصفات الولاية 14,4 مليون دولار من هذه الماريغوانا، علماً أن توقعات الاقتصاديين كانت أن هكذا مبلغ سيدخل الخزينة في عام كامل وليس شهر واحد. وتجتاحُ ولاية أوريغون حُمى المستوصفات الخاصة المرخصة لبيع الماريغوانا قانونياً، فقد بلغ عددها 253 مستوصفاً، وبالتالي سيكون هناك جيل مصاب بالهلوسة، مقابل امتلاء جيوب الأثرياء، وفي تعليق لأحد المشرعين الاقتصاديين قال:

(يختار المستهلكون الذهاب للمؤسسات القانونية، التي تبيعُهم مواد نقية، عوضاً عن الذهاب إلى تجار المخدرات غير القانونيين!).

الدولة ستصبح هي تاجر المخدرات 

 

تأثيرات الماريغوانا على المتعاطي والمجتمع

 

متعاطي الماريغوانا لا يختلف عن متعاطي أيّ مخدرات من نوع آخر، مهما حاول التقليل من شأنها والقول: (الماريغوانا مثل سيجارة التبغ، بل أقل ضرراً.). وتكون نتائج تعاطي الماريغوانا خطيرة تماماً كخطورة تعاطي الكوكائين أو المورفين، وإليكم الحقائق التالية التي توصل إليها مركز فيريل بعد استشارة أخصائيين في المخدرات في وزارة الصحة الألمانية:

 

  • الحشيش (الماريغوانا) مادة تُسبب الهلوسة Hallucination، وتعتبرُ أسرعُ المخدرات تأثيراً على الجهاز العصبي المركزي، باعتبارها تدخل مع الهواء المستنشق إلى الرئة ثم الدم خلال أقل من 30 ثانية. الهلوسة هي: (الإحساس بشيء غير موجود فعلياً، وتعتبر مرضاً نفسياً يصل في مراحله المتقدمة ليكون خطيراً على حامله وعلى محيطه، ومنها هلوسة سمعية وبصرية وشمية، أي يمكن أن يرى أو يسمع مُدمنُ الماريغوانا أشياء غير موجودة ويتعامل على أساسها). من هنا متعاطي الماريغوانا بكمية بسيطة أو متوسطة أو كبيرة، هو مريضٌ نفسيّ طوال فترة تأثير المخدر، ويمكن خلال هذه الفترة أن يقوم بتصرفاتٍ غير اعتيادية قد تكون خطيرة تؤذيه أو تؤذي المحيطين.

  • عند وصول المادة إلى الدماغ، يشعر المتعاطي باسترخاء تام ونعاس، وبنفس الوقت بالابتهاج والانتعاش والمرح، ويكون مبتسماً يضحكُ من أي تصرف أو دعابة مهما كانت. تضعفُ عنده القدرة على التركيز والانتباه بشكل كبير جداً، كذلك تتعطلُ لديهُ الذاكرة القريبة، فينسى ما حدث معه قبل ساعات.

 

  • أخطر ما في تعاطي الماريغوانا من نتائج، والتي يُخفيها تجار المخدرات وحالياً الدول التي تسمح بانتشارها، هو: متعاطي المخدرات يصابُ باختلال حسّي وحركي، أي أن قيادة السيارة مثلاً خلال 6 ساعات من التعاطي، تسبب حادثة سير بشكل مؤكد. كما تسبب الماريغوانا زيادة عدد ضربات القلب،ارتفاع النبض، وهبوط ضغط الدم، وجفاف في الفم والمجرى التنفسي والحنجرة. أي: سيجارتا حشيش تكفيان للقضاء على أي شخص لديه إصابة قلبية أو يعاني من انخفاض الضغط.

 

  • كل مدمن ماريغوانا هو مريض مُصاب بالأرق وببطء التفكير، وتأخر في ردات الفعل العصبية، وسرعة التعب وعدم الكفاءة والتأخر عن غيره في الإنجازات الفكرية والعملية، لهذا يعاني الطلاب المدمنون من الرسوب والفشل. أيضاً؛ يطلق على المدمن لقب البليد، لأنه يصبح معدوم الإحساس مهملاً لمظهره لا يقيم وزناً لرأي الآخرين به، إلى أن يصل إلى كونه معزول تماماً عن عائلته وأهله والمجتمع.

 

  • حسب وزارة الصحة الأميركية؛ وفي دراسة نشرت في المجلة العلمية لجمعية القلب الأمريكية تحت عنوان Secondhand Marijuana Smoke Study: (دخان الماريغوانا السلبي أكثر ضررا من دخان التبغ غير المباشر). تم تعريض فئران المختبر إلى دخان القنب غير المباشر ودخان التبغ لدقيقة واحدة، بعدها قاموا بتشريح الفئران فوجدوا أنّ الأوعية الدموية في الفئران التي استنشقت الماريغوانا، تحتاج لثلاثة أضعاف الفترة الزمنية، وهي 90 دقيقة، من التي تحتاجها الفئران التي استنشقت دخان التبغ، وهي 30 دقيقة، كي تعود إلى طبيعتها. كما أنّ تدفق الدم تباطأ بشكل يماثل ثلاثة أضعافه في الثانية، واستخلص العلماء:




(يسبب انخفاض تدفق الدم مشاكل صحية غير ردودة، بما في ذلك نوبات قلبية واصابات في عضلة القلب).

قال الدكتور Matthew Springer الباحث الأميركي في وزارة الصحة الأميركية: (قد يكون تأثير تدخين التبغ أو الماريغوانا مؤقتاً في البداية، لكن إذا استمر المدمن في ذلك تتحول التأثيرات إلى مشاكل صحية طويلة الأمد وأولها تصلّب وانسداد الشرايين، لكنها بالتأكيد أسرعُ لدى مدمني الماريغوانا.). يتابع الدكتور Dr. Matthew Springer: (يتم الترويج أنّ تدخين الماريغوانا أقل خطورة من التبغ، بل يصفه البعض بأنه ذو نتائج مفيدة! وهذا غير صحيح، ولا تحوي الماريغوانا أية مادة طبية فريدة أو مميزة).

 

  • تحتوي الماريغوانا على مادّة القطران السامة (الراتنجية)، وهي أكثر الموادّ المسببة للسرطانات بكلّ أنواعها، خاصّة سرطان الجلد.

  • تؤثر الماريغوانا على عمل الجهاز التناسليّ في الجسم، فترفعُ نسبة تشوّهات الحيوانات المنويّة عند الرجل، واضطرابات الهرمونات الأنثويّة عند المرأة، وتؤدي لاحقاً للضعف الجنسي.

بالنسبة للمرأة الحامل، تدخين الماريغوانا يرفع نسبة إصابة الجنين بتشوهات خلقية، كما تتعرض للإجهاض أو وفاة الجنين، بسبب إصابة الجهاز العصبي لديه، وفي حالة ولادته، يُعاني المولود من ضمور في الدماغ بنسبة تصل إلى 30%.

  • تُضعفُ الماريغوانا الجهاز المناعي، فكل مُدمن هو عرضةٌ للإصابة بنزلات صدرية والتهابات رئوية أكثر من الأشخاص العاديين.

  • مدمنو الماريغوانا هم أكثر أشخاص يقومون باعتداءات جنسية على “المحرمات”. أي يمكن أن يقوم مدمن الماريغوانا، وبسب انعدام الإحساس لديه، بالتحرش والاعتداء الجنسي على شقيقته أو أمه أو ابنته، أو يُمارس اللواطة أو السحاقية إن كان أنثى، والتي يرفضها عندما يكون واعياً. بعد انتهاء تأثير المخدر، ينسى كل ما قام به. 

خلاصة القول عن الماريغوانا

إذا كانت الماريغوانا تستخدم كمخدر يُخفف الآلام، أو كمضاد للقيء، وفاتح للشهية كما يدّعي مروجوها أو المدمنون، فهناك عشرات الأدوية المرخصة والقانونية أكثر فعالية منها وتدوم لساعات أطول. ولو أنّ الماريغوانا تشفي من الأمراض، لما ترددت شركات الدواء في العالم عن استخلاص المواد الطبية منها، وتصنيعها وبيعها لجني المليارات، خاصة وأنها كنبات معروف منذ آلاف السنين.

ابتدأ استهلاك البشر للقنب كمادة مخدرة منذ فترة ما قبل التاريخ، لكنها راجت في القرن العشرين لسبب واحد هو الربح المادي فقط، لتحتل المرتبة الأولى بين المخدرات حيث يتعاطى 5% من سكان الكرة الأرضية الحشيش، بما في ذلك سوريا، حيثُ تنتشر “الحشيشة” بشكل واضح بين الشبان وإن كان بنسبة أقل منها في دول مثل مصر. بينما تصل نسبتها في بعض الدول إلى 40%! ويتوقع مركز فيريل أن يرتفع هذا الرقم مع جنوح بعض الدول لجعلها مادة قانونية كهولندا مثلاً وقريباً في لبنان، والحجة “الكاذبة” هي: (القضاء على تجارتها في السوق السوداء)، حتى باتت في بعض العقول تعادل تدخين التبغ العادي، فيقول المدمن: (لا فرق بينها وبين السيجارة)! وهو المطلوب. أما الحقيقة الكامنة وراء هذا الترويج الدولي فهي:

 

خلق جيل لا مبالي بليد التفكير، انعزالي لا يهتم بما يحدث في دولته أو العالم، أي خلق قطيع بكل ما لكلمة قطيع من معنى، فتتحول الشعوب إلى كائنات عديمة الإحساس، وتقود واشنطن هذه السياسة، ولنا في ولاية أوريغون خير مثال.

بالنسبة للبنان

نعرض لكم ماجاء في بيان الحكومة اللبنانية حول تشريع الماريغوانا، في تموز 2018، والسبب واضحٌ لمن يريد أن يفهم: (بناءً على تقرير أعده مكتب استشاري دولي يدعى McKinsey & Company، والذي كلفه لبنان بإعداد خطة تحفيز اقتصادي، فجاء في التقرير تحديداً اقتراح “إنشاء مناطق لزراعة الحشيش لأغراض صحية وفي إطار قانوني”). لاحظوا الهدف “تحفيز اقتصادي”! الأمر لا يحتاج لتفسير.

تشريع زراعة الماريغوانا في لبنان سيدر أكثر من 500 مليون دولار سنويا حسب وزارة الاقتصاد اللبنانية، وتشمل الواردات إنشاء ضريبة على الإنتاج، والوصول لقفزة مالية على غرار تلك التي تلت تشريع الحشيش لأغراض علاجية في ولايات أميركية.

إنّ تجارة الماريغوانا تُدرُ على الدولة أرباحاً تتجاوز عشرات أضعاف ما تدره عليها زراعة القمح مثلاً، ويقدرها خبراء اقتصاديون بأنها تعادل مدخول البترول! فلماذا يتركون هذه الأموال تذهب إلى جيوب أثرياء المخدرات فقط؟! الخطة هي القضاء على المافيا الخاصّة بصنع مافيا حكومية وليذهب الشعب إلى الجحيم. مركز فيريل للدراسات 21.08.2018