المخابـرات الألمانيـة تضـع لائحـة بأسـماء اللاجئيـن المطلوبيـن.

نشرت صحيفة Sächsische Zeitung، السبت 06.02.2016 خبراً مفـادهُ أنّ وزارة الداخلية الألمانية باتت تضعُ تقريراً يوميـاً عن الجرائـم التي يرتكبهـا اللاجئون، يتضمن التقرير: أسماء اللاجئين الذين ارتكبـوا جنايات أو جرائـم، جنسياتهم، نوع االإقامة الممنوحـة، العقوبـة، بالإضافـة لمعلومـات أخـرى لم تسـتطع الصحيفة الحصول عليها لسـريّتها. واستشهدت الصحيفة بأنّـه في يوم الثلاثاء 2 شباط، سُجّلت أربع جرائـم في ولايـة ساكسن لوحدهـا، ارتكبهـا لاجئون “عـرب” لم يمضِ على وصولهم ألمانيا سوى أيّـام، الحوادث هي:

ـ طعن بالسكاكين بين لاجئ تونسي 29 سنة، وآخر مغربي 38 سنة، إثر خلافهمـا على النقود، أدى لإصابتهما بجروح خطيرة.

ـ قـام ثلاثـة لاجئين من المغرب بطعن لاجئ تونسـي، بعد اتهامـه بسـرقة موبايـل أحدهم.

ـ جريمـة سـطو على أحد المحلات التجاريـة في مدينة درزدن، والمتهمـان مغربيان.

ـ محاولـة اغتصـاب طفل في السادسة من عمره، قـام بها لاجئ سـوري 44 سـنة، أنقـذ المـارة الطفـلَ بعد أن شـاهدوا ما يقوم به اللاجـئ.

حسب المعلومـات الواردة في التقرير، فإنّ ألمانيا واحدة من أكثر الدول أمناً وأماناً في العالـم حتى نهاية 2013، لكن نسـبة الجرائـم بشكل عام تضاعفت منذ سـنتين ووصلت إلى أكثر من 220%، بينمـا ازدادت نسـبة الإغتصاب والتحرشات الجنسـية 500%، وهو رقم لم تعرفـه أوروبـا من قبل.

من جهتهـا، أعادت المخابـرات الألمانيـة نشر تعليمات للمواطنين حول مكافحـة الإرهـاب، ورد فيها حرفياً /الأخطاء النحوية من المصدر/:

“”إن المكتب الاتحادي لحماية الدستور مكلف بمكافحة الإرهاب وبالمساهمة في الأمن والتعايش السلمي بين كل الناس في ألمانيا. تشكل الأمن والحرية ركنين ضروريين لمجتمعنا. إنهما تهمان كل المواطنات والمواطنين والسلطات الأمنية جميعا. لا نستطيع أن ننجح في عملنا إلا بالتعاون معكم. خصوصا ً الإرهاب المتشبع بالتطرف الإسلامي يشكل في الوقت الراهن خاطرا ً على مجتمعنا القائم على مبادئ الحرية. الرجاء الاتصال بنا في حالة توفركم:

عن معلومات بالتخطيط لعمليات عنف أو لعمليات إرهابية

عن معلومات تفيد بوجود أشخاص مشتركين في هذه التخطيطات

وفي حالة أشخاص في محيطكم يدعون للعنف والإرهاب

وفي حالة ملاحظتكم أشخاص في محيطكم يتجهون نحو التطرف.

إن إشاراتكم وإرشاداتكم يمكن أن تكن لها أهمية كبيرة لنا وقد تساهم في إنقاذ أرواح بشرية. وفي هذا الإطار يعتبر التليفون وسيلة لمحاربة الإرهاب.

يرجى الاتصال بنا على هذا الرقم التليفوني…””

وقد وصلت رسـائل نصيـة بهذه النشرة مع أرقام الهواتف التي يجب أن يتصل بها الشخص، على هواتف /موبايل/ بعض اللاجئيـن الذين اختارتهم المخابـرات الألمانية للتبليـغ عمن يشـكّون بهـم، الإختيـار لم يكن عشـوائياً ويعرفون لمَـنْ يُرسـلون… شـاهدتُ إحدى هذه الرسـائل قبل أيـام على هاتف لاجـئ سـوري /مُتـديّن/، وربما هي إشـارةٌ لهُ… اللاجئ المُتـديّن هذا بدأ بحزم حقائبـه، ويجري اتصالاتـه مع السفارة السورية ببرلين، عسـى أن تتم تسـوية أوضاعهِ في سـوريا.

كانت المخابـرات الألمانية قد نجحت، وربما بمساعدة هذه الرسـائل في تعقب الإرهابييـن الذين وفدوا عليهـا ضمن صفوف اللاجئيـن، فألقت القبض يوم الخميس على الإرهـابي “فريـد أ” 34 عاماً وزوجتـه 27 عاماً، والذي يُشـكّ أنـه جزائري الجنسـية، رغم أنّـه يدعي أنـه سـوري، قاتـل “فريد” في صفـوف داعـش ضد الجيش السـوري، ثـم أرسِـلَ ومعه زوجتـه وأطفاله إلى ألمانيا لتفجيـر سـاحة  Alexanderplatz و Checkpoint Charlie في برلين. كانت شرطة برلين قد أفرجت عن الصورة المنشورة، علماً أنهـا تحتفـظ بصـور للإرهـابي فريـد وبجانبـه عدد من الرؤوس المقطوعــة.

ويعتبـر “فريد أ.” واحداً من مئات الإرهابييـن الذين قاتلـوا في صفـوف المعارضـة السـورية، والذين دخلـوا ألمانيـا بين اللاجئيـن السـوريين، ولا تقتصـر قائمـة اللاجئين، الذين تتـمّ مراقبتهـم عن كثب، على الذين قاتلـوا مع داعش أو جبهـة النصرة، بـل كلّ لاجـئ مُتـدين مؤيـد بأفكـاره وآرائـه للفكـر التكفيـري الإسـلامي، حتى وإن لم يحمـل سـلاحاً في السـابق.

وحسب “أحمد ع.” اللاجئ الفلسـطيني الذي يعيش في برليـن، قال: “صرتُ أشـكّ بالجميـع حتى بإمـام المسـجد أنه عميل للمخابرات الألمانية، لهذا قررتُ عدم الذهاب للمسجد والصلاة في المنزل.”.

د. جميل م. شاهين 07.02.2016