جرائم اللاجئين السوريين في ألمانيا 2015. مركز فيريل للدراسات ـ برلين

جرائـم اللاجئيـن السـوريين في ألمانيـا 2015

بحث من مركز فيريل للدراسات ـ برلين  Firil Center For Studies FCFS Berlin

02.05.2016

تبادلت الحكومة الألمانية والمعارضة الاتهامات حول ارتفـاع نسبة الجريمة في ألمانيا، فالمعارضة تؤكد ذلك وتعزو السبب لتدفق اللاجئين وسياسة الحكومة المتهاونة والمرحِبة بهم، في حين نفت الحكومة ذلك وعلى لسان وزير الداخلية دي مايتسيره، وقالت أنه مجرد إشاعة، وقدّم تقريراً قالت عنه المعارضة أنّه مزوّر ويحوي الكثير من الأكاذيب، ويخفي جنسية المجرمين.

مركز فيريل للدراسات ببرلين Firil Center For Studies-Berlin FCFS، أجرى بحثاً حول هذا الموضوع، أظهر فيه مدى صحة ما قيل من الطرفين. يشمل البحث الجرائم الجنائيـة فقط، دون التطرق للجرائم الإرهابيـة.  

ــ رسـمياً وحسب وزارات الداخليـة في الدول الأوروبيـة: انخفض معـدّل الجريمة في أوروبا بين عامي 2002 و 2012 بنسبة 10%، ففي حين ارتفع في بعض الدول، انخفض في اليونان إلى 45% برقم قياسي، شمل هذا الإنخفاض ألمانيا، عاد هذا المعدّل للارتفاع اعتباراً “قليـلاً” من عام 2012، فسجلت عمليات السطو مثلاً ارتفاعاً قدره 14%، بينما انخفضت عمليات سرقة السيارات، أما التحرشات الجنسـية فقد ارتفعت 0,5% فقط!!!.

ــ في ألمانيـا رسـمياً، وحسب وزارة الداخلية الألمانيـة: عدد الجرائـم والمخالفـات المسجلة عـام 2012 في ألمـانيا 5 مليون و997 ألف مخالفة، في عام 2015 الرقم 6 ملايين و330 ألف مخالفـة، الزيـادة هي 333 ألف مخالفة ونسبة الزيادة هي 5,5%. أما بالنسبة للاجئين فلا يتحمّلون السبب بهذا الارتفـاع، وجرائمهـم لا تتعدى ما يقوم به الألمان أنفسـهم!! ونسبة ارتكابهـم للجرائم أعلى بقليل من الألمان.




المعارضـة الألمانيـة تقــول: ارتفعت كافـة الجرائم خلال السنتين الماضيتين 2014 و 2015، وتضاعف المُعـدّل مع بداية 2016 في جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي وسرقة المحلات والنشل والقتل، ويتحمّل اللاجئون قسماً رئيسـياً من أسباب ارتفاع نسبة الجريمة، ويرتكبون أضعاف ما يرتكبه الألمان من مخالفات وجرائم. وتضيف المعارضـة: كل ما صدر عن وزارة الداخليـة منقوص وغير صحيح، فجرائم الاعتداءات الجنسية ازدادت 41,5%، الاحتيـال ازدادت 34%، والسرقة ازدادت بنسـبة 33%، فكيف تقول وزارة الداخليـة أنّ الزيادة هي فقط 5,5%؟! أما نسبة ارتكاب اللاجئين للجرائم فهي أضعاف الألمان، وبعد أن كانت ألمانيـا من أكثر الدول أمنـاً وأقلهـا جريمـة، أصبحت تحتـلُ المراتب الأولى في نسبة الجريمة بين دول الاتحاد الأوروبي.

نتـائج بحث مركز فيريل للدراسـات في ألمانيا ـ برلين:

1ـ الأرقـام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الألمانيـة غير صحيحــة، وهناك تعتيم إعلامي، عدا عن أنّ نسـبة الجرائـم التي اكتشـف فاعلها لا تتعدى أحيانا 54%، ويُسـجّل الـ46% الباقية ضد مجهول. لهذا وحسب نتائج بحث مركز فيريل للدراسات، فقد ارتفعت نسـبة الجريمـة في ألمانيا بشكل عـام 29% خلال السنوات الأربع الماضية، بسبب اللاجئين بمختلف جنسياتهم، بالإضافـة للأوروبيين القادميـن من دول الاتحاد الشرقية خاصة: رومانيا، بلغاريا، بولونيا، التشيك. كما تتحمّـل وزارة الداخلية الألمانيـة الجزء الأكبر، والسبب هو القانـون “الديموقراطي” الذي تتعامل به مع المجرمين، فمن حقّ أيّ مشتبه به حتى لو ألقي عليه القبض بالجرم المشهود، رفع دعوى قضائية ضد الشرطي بتهمة العنف أو الإهانة، وسيقف هذا الشرطي أمام المحكمة دون شكّ. لهذا نرى طريقة تعامل متهاونـة ومتسامحة جداً من عناصر الشرطة الألمانيـة، وتطاولاً من قبل المجرمين يصل لحد ضرب الشرطي، وهذا أسـلوبٌ لا ينفـعُ مع بعض المجرمين الأجانب الذين اعتـادوا أن تدوسـهم أقدام مخابرات وأمن بلادهـم. أمّا إذا قارنـا بين نسبة الجريمـة اليوم وعـام 1991، فتبدو النسبة مخيفة حتى رسـمياً، فقد ارتفع عدد المخالفات والجرائم الذي كان عام 1991 برقم 4 ملايين و752 ألفاً، ليصل عام 2015 لرقم 6 ملايين و330 ألفاً، بنسـبة 75,07%.  

2ــ ارتفـاع نسبة الجريمة، خلال السنوات الأربع الماضية، متفاوت بشكل كبير حسب أنواعها والمـدن والولايات الألمانية؛ فمثلاً: ارتفعت نسبة جرائم الإغتصاب والتحرش الجنسي بالفتيات والأطفال لأكثر من 47%، ارتفعت سـرقة الدراجـات الهوائية 67%، بينما انخفضت نسبة سرقة السيارات بنسبة 4% بسبب التقنيات الحديثة التي تحدّ من السرقة.

3ـ ولاية بريمن هي الأخطـر تليها هامبورغ ثم برليـن ثم ولاية نورد راين فيست فالن /كولن/، بينمـا تعتبـرُ ولاية بايرن /ميونيخ/ الأكثر أماناً.

اللاجئـون أكثـر ارتكابـاً للجرائـم والمخالفـات بأكثر من عشـرة أضعــاف من الألمـان، فمن أصل 21 ألف لاجـئ أجريت عليهم الدراسة، ارتكب 4225 لاجئ مخالفـاتٍ وجرائم تراوحت بين السرقة والنشل والتزوير والقتل، أي من كل 100 لاجئ هنـاك 20 لاجئـاً يرتكبون مخالفة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر والنسبة 20,3%، بينمـا تكون النسبة لـدى الألمان هـي 1,8%. وقد تراوحت الجرائم التي يرتكبها اللاجئ بين مخالفات مرورية وركوب وسائط النقل دون دفع الأجرة، لتصل للاغتصاب وتجارة المخدرات والقتل، وبالتعريف اللاجئ المشمول بالبحث هو: “الشخص الأجنبي الذي دخل ألمانيا بصورة شرعية أو غير شرعية، تقدّم بطلب اللجوء وحصل على إقامة، أو يعيش بصورة غير قانونية دون إقامة.”

5ــ يتحمّل المقيمون الأوروبيون من دول الاتحاد الأوروبي؛ رومانيا، بلغاريا، بولونيا، التشيك وغيرها، قسماً هاماً من أسباب ارتفاع نسبة الجريمة في ألمانيا.

6ــ تبقى جرائم الأوروبيين بشكل عام والألمان بشكل خاص أكبر وأكثر تخطيطاً وتعقيداً. بينما تميّزت جرائم اللاجئين بالبساطة وأحياناً بالغبـاء، باستثناء الجرائم الإرهابية طبعاً.

7ــ أحد أسباب ارتفـاع نسـبة الجـرائم لدى اللاجئين أنّ أكثر من 50% منهم ذكور في عمر يتراوح بين 16 و 40 عاماً، والمعروف أنّ الذكـور يرتكبـون الجرائم والمخالفات أكثر من الإنـاث بخمسة أضعاف. بالإضافة للتربية والبيئة الإجتماعية التي عاش فيها اللاجئ والمبادئ والقيم الأخلاقيـة التي تربى عليها، ودرجة تعليمه وثقافته. علماً أن 28% من اللاجئيـن أمييـن. كما أن معظـم اللاجئين لم يعرفوا في بلادهـم يوماً القانون وإن عرفوه يعتبرُون مخالفتـهُ شـجاعة، هؤلاء وجدوا أنفسـهم فجـأة في بلاد يحتـرم شعبها القانون.

8ــ اللاجئـون السـوريون، ورغم ما أشـيعَ عنهـم، من أقـل اللاجئين ارتكابـاً للمخالفـات والجرائم، لكنهـم رغم ذلك يرتكبون ثلاثـة أضعـاف ما يرتكبـه الألمـان. فمن أصل 21 ألف لاجئ سوري ارتكب 1239 لاجئ مخالفات وجرائم بنسبة 5,9%، هذا من المخالفـات والجرائـم المُكتشــفة طبعاً.   

9ــ يرتكب اللاجئـون جرائـم ومخالفـات صُنّفت تحت بـاب “جـرائم غريبـة”، وحسب ما أفـاده الباحث الجنائي الألماني Gutholz لمركز فيريل للدراسات في برلين، فقـد عرفت الشرطة الألمانية أنواعاً جديدة من الجرائم لم تألفهـا من قبل، وألقت القبض على لاجئيـن ارتكبوا مخالفـات تُعتبر “حماقـة وغباء” أكثر منها مخالفة، مثلاً: قام لاجئ صومالي بشراء حاجياته من سوبر ماركت بقيمة 37 يورو، لكنـه سرق بنفس الوقت زوجاً من الجوارب بقيمة 1,90 يورو!. كما أنّ المشاجرات بين اللاجئين حول أمور يعتبرها الألمان تافهة، تثير الاستغراب، فقد حصل شجار وطعن بالسكاكين بين لاجئين أفغان وألبان من أجل “محـارم التواليت”!

10ــ اللاجئون العرب من شمال إفريقيا هم الأكثر ارتكاباً للجرائم، يليهم الأفغان ثم الألبان.

11ــ تكاد تكون جريمة السـرقة مشـتركة بين كافة اللاجئين، تليها المشاجرات، ثم التحرش الجنسـي والاغتصاب، بينما كانت جرائم الاحتيـال الأقل انتشاراً.  

12ــ خلال ثلاثـة أشهر؛ تموز، آب وأيلول 2015، هنـاك 100 ألف شـكوى ضـدّ اللاجئين من مختلف الجنسـيات في ألمانيــا. تتنوع الاتهامات من: التحرش الجنسي إلى السرقة بكافة أشكالها، كالنشل وسرقة المحافظ النسائية والموبايلات من أيدي الناس والدراجات الهوائية، وسرقة القطع الالكترونية والثياب والأحذية والطعام من المحلات، إلى مخالفات وسائل النقل وقيادة السيارات ورمي القمامة في الشوارع.
13ـ تُشـكلُ الجرائـم التي يرتكبـها اللاجئـون داخـل مراكز اللجوء وضد بعضهـم 40% مما يرتكبونه، وأغلبها مشاجرات على الطعـام أو المسكن، أو تحرشات واعتداءات جنسـية.

14ــ في برليـن: خلال عـام 2015 هناك 37% من الذين ارتكبوا جرائم ومخالفـات لا يحملون جواز سـفر ألماني. وقد ارتفعت نسبة عمليات السطو 48.5%، النشــل 86.7%. في هامبـورغ: خلال عـام 2015 هناك  41.4% من المشتبه بهم لا يحملون جواز السفر الألماني، وقد ارتفعت نسبة الجريمة العنيفة /قتل، سطو مسلح/ 46.5%، وجرائم التحرش الجنسي والاغتصاب 41,50%. أما في ولاية نورد راين فيست فالين فنسبة غير الألمان في عدد من المشتبه بهم هي 33,90%.

15ــ الأتـراك أعلى الجنسـيات الأجنبيـة ارتكاباً للجرائم في ألمانيـا دون منازع، ويشكلون 20,0% من كافة المجرمين الأجانب، وكل خمسـة مجرمين بينهـم تركــي، يليهم البولونيون 7,4%، ثم الرومانيـون 5,5%، ثم الإيطاليون 4,7%. هنـاك أصحاب جنسـيات من العالم الثالث، يعيشون ويعملون في ألمانيا، يرتكبون مخالفات وجرائم أقل من الألمان، كالفيتناميين وبعض الجنسيات من أميركا اللاتينية.

 

بإشراف مدير مركز فيريل للدراسات ـ برلين الدكتور جميل م. شاهين

مصادر البحث: أبحاث خاصّة بـ  مركز فيريل للدراسات ـ برلين  Firil Center For Studies Berlin FCFS www.firil.net

POL-BN: Kriminalstatistik 2015

Recorded crime incidents classified by offence group and annualised total1 Q3 2014 and 2015

Statistiken und Daten zur Kriminalität in Deutschland