حربٌ أهلية بين الأكراد بقيادة البرازاني

حربٌ أهلية بين الأكراد بقيادة البُرازاني

يدعون لإقامة دولة على حساب باقي الشعوب وأراضيها، وهم غير متفقين بين بعضهم، بل يتصارعون على كل شيء وخاصة الزعامة، ليصل الأمر إلى ليس خيانة الدولة التي استقبلتهم ورعتهم، بعد أن طردتهم تركيا، بل لخيانة بعضهم، والاستقواء بالجزارين على بعضهم. هذا هو ما قام به البرزاني، الذي يتآمر الآن مع أردوغان لطرد حزب العمال من جبل سنجار  في العراق، الملاصق للحدود السورية شرق الحسكة.

الاشتباكات بين البيشمركا والـ YPG، ثم الضربة الجوية التركية على سنجار وقره جوك، كانت صافرة البدء لشرارة حربٍ أهلية كردية بمعنى الكلمة، وكاذبٌ مَنْ يقول إنها غير موجودة.

البارزاني أرسل ابنه إلى تركيا لوضع خطة الهجوم، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية، فحشد أردوغان جيشهُ على حدود العراق وفي بعشيقة قرب الموصل، وعلى الحدود السورية عند المالكية والقامشلي ودرباسيه ورأس العين وتل أبيض وعين عرب وعفرين، وهناك تحرك لأرتال المعارضة السورية التابعة لأردوغان من ما يسمى مليشيا درع الفرات (أحرار الشرقية)، دخلت الحدود التركية قبالة تل أبيض من جهة تركيا. كل هذا سيؤدي لزيادة العداء بين البرزانيين والأوجلانيين، وزيادة الاقتتال داخل البيت الكردي، وبالتالي تغير شكل التحالفات مع الدول المعنية بهذا الملف.

واشنطن سيرّت دورياتٍ بمدرعات أمريكية يقودها عناصر من (البيدا)، والسبب المشاع أنهم يخشون من ضرب جيش أردوغان للأكراد. الأكراد في الشمال السوري يتمنون أن  تقصفهم تركيا، فتصيب القوات الأميركية، وتؤدي لخسائر في صفوفها، فتجبر على الرد… وقد تعمل الوحدات الكردية على حدوث ذلك بالاحتيال… لهذا وجدت واشنطن نفسها بموقف محرج، فهي تجمع بين حلفاء من قومية واحدة، يكرهون بعضهم، وأعداء متناقضين وربما ستنزلق لصراع لا تريده ولا يخدمها.

علمت واشنطن بالضربة التركية ولم تخبر حلفاءها الأكراد، وهذا يدل على أن الأمريكان يهمهم على المدى البعيد الملف العراقي، وعلاقتهم الوطيدة مع شمال العراق أهم بكثير لأسباب كثيرة، بينما تحالفهم مرحلي مع الكردستاني السوري، لهذا سنشهد محاولة تأجيل الصدام المباشر بين حزب الاتحاد والأتراك، وسيكون هناك تصعيد قوي بالغارات الجوية والعمليات العسكرية الأمريكية في الرقة، وتقديم دعم كبير لقسد لأخذ الرقة والطبقة… الولايات المتحدة تسابق الزمن في سوريا قبل أن تنقلبَ الأمور ضدها.

الخيانة كانت من برزاني، الذي عرف بالضربة التركية لمن هم نظرياً إخوانه الأكراد، ولم يخبرهم، بل تآمر مع أنقرة ضدهم، فأيّ أخوة هذه!! والوقاحة أن ينقل برزاني والبيشمركا احداثيات حزب العمال الكردستاني للجيش التركي!! هل هناك خيانةٌ أكبر؟

السابق:

انتحار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. د. جميل م. شاهين

تركيا مستمرة بعملياتها العسكرية ضد حزب العمال في العراق بالتعاون مع عصابات البيشمركا لإضعاف قوة حزب العمال ومحاصرته وتحجيم نفوذه، الذي بات يتوسع هناك.

موسكو دخلت على الخط في عفرين وبدأت بتسيير دوريات على الحدود، لضمان عدم خروج حزب العمال إلى الحلف الأمريكي بشكل كبير، لهذا سيستخدم الروس نفوذهم وعلاقتهم بأنقرة لحل هذا الموضوع ولإقصاء الأمريكان.

الجيش السوري دخل منبج وسيعزز وضعه فيها، وهو متواجد بالحسكة والقامشلي وسيعبر نهر الفرات ويتحرك باتجاه دير الزور.

حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب والتي تمثل العامود الفقري( لقسد)، لن يبقى لهم طريق إلا دمشق، والجيش السوري وحده سيكون حامي وضامن للمكون الكردي وسيستخدم حقه بحماية الشعب، ولن نتفاجأ من طلب الوحدات الكردية توسيع تواجد الجيش السوري وانتشاره في تل ابيض ورأس العين واليعربية، وهناك حملة قوية لتشكيل قوات الدفاع الوطني وكتائب البعث، من العشائر المؤيدة للدولة السورية، ذات الأغلبية السكانية في الحسكة وهم قبيلة طي والشرابيين والولدة.

لقد اقتربَ الوقت لإعادة مسك مفاصل الأمن القومي السوري في محافظة الحسكة، والأكراد الانفصاليون باتوا يعيشون المتناقضات كافة، من تعدد الولاءات وخيانة بعضهم البعض، وكونهم ألعوبة بيد الجميع، وربما سئموا تبديل التحالفات بشكل مستمر، خاصة حزب العمال، الذي فشل ومعه الوحدات وحزب الاتحاد في فرض شروطه على دمشق، ليجدوا أنفسهم أعداءَ تركيا والسعودية وقطر والمعارضة الكردية والبيشمركا، فيتم تخوين حزب العمال مثلاً حيث يصنفونه على أنه حليف للجيش السوري.

سياسة عدم الوضوح والضبابية ومحاولة تحقيق مكاسب بطرق غير شرعية وتحالفات مشبوهة مع أمريكا، كل هذا لم ينفع، فواشنطن تدعم كل أعداء هذا الحزب وبنفس الوقت تحالفه!! إذاً بدأ يشعرُ حزبُ الاتحاد الديموقراطي والعمال بأنهما كبش فداء عندما تفاهمت واشنطن وأنقرة وأربيل ضدهم.

سؤال واحدٌ فقط: كيف يمكن للشيوعيين الماركسيين أن يتحالفوا مع الامبريالية الاستعمارية؟!!

عودتكم لحضن دمشق طواعية أفضل من عودتكم مكسورين مُجبرين صاغرين… زيد م. هاشم.

تحرير وصياغة مركز فيريل للدراسات. 30.04.2017